وصف المخرج جيمس كاميرون فيلم "أوبنهايمر"، الحائز على العديد من جوائز الأوسكار، للمخرج كريستوفر نولان، بأنه "تهرّب أخلاقي"، معتبرًا أن الفيلم لم يُسلّط الضوء الكافي على معاناة ضحايا القنبلة الذرية التي طالت هيروشيما وناجازاكي.

وفي تصريحات لموقع "ديدلاين" حول مشروعه القادم "أشباح هيروشيما"، الذي يتناول آثار القنبلة على المدينة اليابانية، صرّح كاميرون بأنه لا يتفق مع الخيارات السردية التي اتخذها نولان، قائلًا: "من المثير للاهتمام ما اختار أن يبتعد عنه. أنا معجب بصناعة الفيلم، لكنني شعرتُ أنه كان نوعًا من التهرب الأخلاقي".

يتناول فيلم "أوبنهايمر"، الذي يؤدي فيه كيليان مورفي دور العالم الأمريكي روبرت أوبنهايمر، مراحل تطوير وتصميم القنبلة الذرية خلال الحرب العالمية الثانية، بدءًا من التجارب النووية وصولًا إلى قصف هيروشيما وناجازاكي في عام 1945، وهو القصف الذي أودى بحياة ما يصل إلى ربع مليون شخص حتى نهاية ذلك العام.

ويُصوّر الفيلم أوبنهايمر بعد الحرب وهو يعاني من تبعات اختراعه، ومطاردًا بصور المعاناة والدمار التي تسببت فيها القنبلة. لكن كاميرون يرى أن الفيلم "تحاشى" التركيز على مأساة الضحايا، مضيفًا: "الأمر وكأن أوبنهايمر لم يكن على دراية بالتأثيرات. لا أحب أن أنتقد فيلمًا لمخرج آخر، لكن هناك لحظة وجيزة فقط يرى فيها بعض الجثث المتفحمة بين الجمهور، ثم يستمر الفيلم ليُظهر مدى تأثره. شعرتُ أن الفيلم تجنّب مواجهة الموضوع مباشرة. لا أعلم إن كان كريس شعر بأن هذا كان خطًا ثالثًا لا يريد الاقتراب منه، لكنني أريد أن أذهب مباشرة إلى هذا الخط في فيلمي القادم".

ويُقصد بـ"الخط الثالث" تركيز كاميرون بشكل أساسي على ضحايا الهجمات النووية، في فيلمه الجديد.

يُذكر أن فيلم "أوبنهايمر"، الذي صدر عام 2023، نال سبع جوائز أوسكار، من بينها: أفضل فيلم، وأفضل مخرج (كريستوفر نولان)، وأفضل ممثل رئيسي (كيليان مورفي)، وأفضل ممثل مساعد (روبرت داوني جونيور)، وحقق إيرادات قاربت 975 مليون دولار عالميًا.

وعند طرح الفيلم، ردّ نولان على انتقادات مشابهة، موضحًا أنه كان يهدف إلى تمثيل التجربة الشخصية لأوبنهايمر فقط، وقال لمجلة فارايتي: "كنت أنوي الالتزام بهذا الخط السردي".

وفي سياق متصل، ردّ الإعلامي مايك فليمنج، من موقع "ديدلاين"، على ملاحظات كاميرون قائلًا إن نولان ربما شعر بأن مخرجًا آخر سيقدّم قصة الضحايا، وهو ما رد عليه كاميرون بابتسامة قائلاً: "حسنًا، سأوافق، سأفعل يا كريس. لا مشكلة. تعال إلى العرض الأول وقل كلامًا لطيفًا".

فيلم كاميرون القادم مقتبس عن كتاب تشارلز بيليجرينو الواقعي، ومن المقرر أن يحمل عنوان "أشباح هيروشيما". وسيضم شهادات الناجين والضحايا من الهجمات النووية التي دمرت المدينة اليابانية، على أن يبدأ إنتاجه قريبًا.