• خبراء مرور لـ«الشروق»: لابد من تخصيص حارة لسيارات النقل الثقيل .. وإجراء فحص دورى للسائقين للكشف عن تعاطى المخدرات.. وزيادة الأكمنة الثابتة والمتحركة
شهدت الأيام القليلة الماضية، حوادث مرورية مروعة، كان السبب الرئيسى فى حدوثها سيارات النقل الثقيل، بداية من حادث ميكروباص الطريق الإقليمى بالمنوفية والذى راح ضحيته 18 فتاة وسائق، مرورًا بحادث دهس سيارة نقل «تريلا» بـ9 سيارات ملاكى وميكروباص أعلى الطريق الدائرى بالمعادى فى القاهرة، نهاية بحادث تصادم ثلاث سيارات نقل ثقيل بطريق مصر ـ الإسكندرية الصحراوى صباح أمس.
وبالرغم من فاجعة الحادث الأول التى أدخلت الحزن على قرية السنابسة بالمنوفية، بعد وفاة 18 فتاة من شهيدات لقمة العيش، لم يمر يومان حتى رصدت أجهزة الأمن بالجيزة فيديو عبر مواقع التواصل الاجتماعى، يتضمن سير قائدى 3 سيارات «نقل ثقيل» برعونة وبسرعات زائدة معرضين حياتهم والمواطنين للخطر حال سيرهم بأحد الطرق بمدينة 6 أكتوبر، وتم القبض عليهم واتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة.
واتفق خبراء مرور تحدثت معهم «الشروق»، على أن العامل الرئيسى وراء هذه الحوادث، غياب أمانة ومهنية سائق النقل الذى من الضرورى أن يكون على قدر المسئولية، ملتزما بقوانين المرور، مشددين على ضرورة توقيع عقوبات صارمة على مرتكبى مثل هذه الحوادث، وحرمانه من القيادة نهائيا، للحد من هذه الظاهرة.
وقال الخبير المرورى، اللواء مدحت قريطم، إن الوقت المحدد لسير سيارات النقل هو من الساعة 11 مساء إلى 6 صباحا على الطريق الدائرى بنطاق الجيزة والقاهرة والقليوبية، بعكس طرق أخرى لم تلزم سيارات النقل بمواعيد محددة، منها الإقليمى وطريق مصر إسكندرية الصحراوى، وذلك لدور هذه السيارات فى نقل البضائع من بعض المحافظات المنتجة والمصنعة إلى باقى المحافظات المستهلكة.
وتابع قريطم، لـ«الشروق»، أنه لذلك لا بد من فصل حركة سيارات النقل عن باقى السيارات، من خلال تخصيص حارة للنقل الثقيل، للحد من حوادث الطرق المتسببة فيه، مثلما حدث فى طريق السويس والطريق الصحراوى.
وأضاف أن تجاوز السرعات المحددة على الطرق السريعة لسيارات النقل من أسباب وقوع الكثير من الحوادث، ولذلك من الضرورى تخصيص محدد للسرعة، كما هو مخصص لسيارات الأتوبيس السياحية فى مصر، وهذا بند متواجد فى قانون المرور، كما أن الدولة ألزمت الأتوبيسات السياحية بوجود سائقين داخل السيارة، لذلك من الضرورى تطبيق هذا البند على سيارات النقل الثقيل، حتى إذا حدث إعياء، أو شعر أحدهما بالأرهاق استكمل الآخر، دون تعريض حياة المواطنين للخطر، بالإضافة إلى تقليل عدد ساعات القيادة التى قد يتجاوز الـ 8 ساعات متواصلة عند سائقى النقل الثقيل.
وأشار إلى أنه من الضرورى إجراء فحص دورى لسائقى سيارات النقل، لبيان تعاطى المواد المخدرة المخدرة من عدمه، كل ثلاثة أشهر بجانب الفحص المفاجئ على الطرق، مطالبا كذلك بتوقيع أقصى العقوبة على من يثبت قيادته المركبة تحت تأثير المواد المخدرة، لأنه عامل رئيسى لسبب هذه الحوادث، بالإضافة إلى تشديد عقوبة المتسببين فى وقوع ضحايا.
ومن جانبه، أوضح الخبير المروري، اللواء أحمد هشام، أن فى الآونة الأخيرة زادت حوادث النقل الثقيل على الطرق السريعة وبين مختلف المحافظات، وقد يرجع ذلك لعدم تخصيص حارة من الطبقة الخرسانية، تفصل حركة النقل عن باقى السيارات الأخرى.
وأضاف لـ«الشروق»، أن زيادة الحمولة بالسيارة النقل عن الحمولة المقررة من أسباب وقوع حوادث الطرق، وفى هذه الحالة من الضرورى وضع «موازين» بالطرق، لضبط المخالفين، ومصادرة الحمولة وحجز السيارة واتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة ضد السائق.
وأضاف أنه من الضرورى زيادة الأكمنة الثابتة والمتحركة، مدعومة بمندوب من وزارة الصحة، على الطرق للكشف عن متعاطى المواد المخدرة، مع زيادة عدد الرادارات الحديثة، لضبط متجاوزى السرعة الزائدة، وتنسيق الطرق بالإرشادات والتحذيرات من خلال رجال المرور على الطرق والكبارى.
وشدد على ضرورة فحص وصيانة السيارات النقل يوميا من مالك السيارة وأصحاب الشركات التابعة لها، خاصة فرامل الهواء واليد والإطارات، لأنه قد تؤدى بشكل مباشر إلى حوادث الطرق، مستشهدا بحادث الإقليمى بالمنوفية الذى أثبتت المعاينة عدم صلاحية الإطارات الخلفية لسيارة النقل المتسببة فى الحادث، والذى ساهم فى انحراف السيارة عن الطريق والاصطدام.