أصبح الضغط والتوتر والقلق، سمات تميز الحياة العصرية التي نعيشها اليوم، وتكمن المفارقة في أنه بالرغم من التطور التكنولوجي الذي نحياه اليوم، والذي سهل علينا الكثير من جوانب الحياة، إلا أننا أصبحنا نلهث طيلة الوقت، لمواكبة هذا التقدم، نسعى لكسب المزيد من النقود لشراء الكثير من أدوات الرفاهية، إلى جانب تعرض عقولنا لكم كبيرمن المعلومات، والتي تتطلب معالجتها والتفكير بها، ليصبح الشعور بالقلق والضيق والاكتئاب، من وقت لآخر، هو الضريبة التي ندفعها لنعيش في هذا العصر.
-الصحة النفسية ليست رفاهية
لم يعد الاهتمام بالصحة النفسية رفاهية، كما أنه لا يقل أهمية عن الجانب البدني، بل إنه وفقًا لآراء الأطباء فإن معظم الأمراض البدنية، قد تكون جذورها نفسية، بدءًا من مرض السكري، وارتفاع ضغط الدم، وصولًا إلى الجلطات والسكتات الدماغية، وحتى السرطانات والأمراض المناعية، ما يعني أن حماية النفس من الحزن والاكتئاب، ضرورية جدًا، لأنها وقاية للجسم من الأمراض الخطيرة والقاتلة.
ولهذا تولي وزارة الصحة والسكان اهتمامًا كبيرًا بالصحة النفسية، جنبًا إلى جنب مع الصحة البدنية، وذلك من خلال حث المواطنين على التواصل مع الأطباء النفسيين عبر إطلاق خط ساخن وهو 15335-105، للحصول على استشارات نفسية، عند شعورهم بالاكتئاب، كما شاركت وزارة الصحة في القمة العالمية الوزارية للصحة النفسية والتي عقدت في دولة قطر، بهدف تعزيز الخدمات النفسية.
وهنا يبرز العديد من الأسئلة، ما هي الصحة العقلية؟ وماهي المؤشرات التي يمكن للشخص من خلالها معرفة أنه بحاجة للذهاب إلى الطبيب النفسي؟، يجيب التقرير التالي على هذا السؤال.
-ما هي الصحة العقلية؟
وفقًا لموقع "Contemporay Care"، تعني الصحة العقلية الشعور بالرفاهية النفسية والاجتماعية والعاطفية، ما يؤدي إلى خلق مشاعر وأفكار وسلوكيات إيجابية عند الشخص، مما يؤثر بدوره على تعامله مع التوتر، والتواصل مع الآخرين إلى جانب اتخاذ القرارات.
لا تقتصر الصحة النفسية على عدم وجود الاضطرابات، بل التمتع بتفكير إيجابي وقدرة على أداء المهام اليومية بفعالية.
-علامات تشير إلى احتياجك للذهاب إلى طبيب نفسي
1- الخوف والقلق الشديدين بشكل يومي
الإحساس بالقلق والخوف المبالغ فيهما بشكل يومي، يعيق القيام بالأنشطة الحياتية المهمة، كما يؤثر على العمل والعلاقات وجودة الحياة بشكل عام، وقد يكون الشعور بالخوف أو القلق على النحو التالي:
- نوبات الهلع"Panic Attacks"، وهي نوبات مفاجئة من الخوف والتي يشعر بها الشخص بدون سبب، تصحبها أعراض جسدية مثل خفقان القلب، والتعرق وضيق التنفس.
- القلق المستمر: بشمل كل جوانب الحياة، حتى عندما لا يكون هناك سبب واضح لذلك
- المبالغة في الخوف: التخوف من المواقف البسيطة والتي لا تستدعي القلق.
2- تقلبات مزاجية حادة أو نوبات اكتئاب
يعد تفاوت مزاج الشخص بين السعادة المفرطة والحزن الشديد، وعلى مدار زمني قصير جدًا، من المؤشرات المهمة لإصابة الشخص بالاكتئاب أو اضطراب ثنائي القطب، وتظهر إما في صورة سلوك مندفع، كالقيادة السريعة أو الإنفاق المبالغ فيه، أوالنشاط أو الخمول الشديدين، ما يسبب صعوبة في التعامل مع الشخص من جانب أسرته أو المحيطين به.
3- صعوبة التركيز
قد تكون صعوبة التركيز أو أداء المهام من العلامات التحذيرية التي تتطلب من الشخص مراجعة الطبيب النفسي، وشمل ذلك عدم قدرة الشخص على أداء مهامه والوفاء بالتزاماته والمواعيد النهائية، إلى جانب صعوبة التنظيم، وعدم تذكر التفاصيل المهمة، ما يؤثر سلبًا على أداء الشخص الأكاديمي أو المهني.
4 - الشعور باليأس وانعدام القيمة
يعد الإحساس المستمر باليأس وانعدام القيمة، من أهم الأعراض المصاحبة لمرضى الاكتئاب، والتي تؤدي بدورها إلى فقدان الدافع، والانسحاب من الأنشطة، وحتى الأفكار الانتحارية.
قد تظهر هذه المشاعر في صورة نقد مستمر للذات، وعدم وجود الحافز في أداء الأنشطة الاجتماعية، إلى جانب العزلة الاجتماعية وتجنب الأصدقاء.
5 - نوبات الغضب غير القابلة للسيطرة
يشكو الشخص من نوبات متكررة من الغضب الشديد، والتي لا تتناسب مع الموقف، وتسبب هذه النوبات توتر علاقة الشخص بالآخرين، إلى جانب الصراعات المهنية ما يضر بعلاقاته في العمل، ومعاملاته الاجتماعية عمومًا.
6 - صعوبة النوم أو كثرة النوم
تنعكس مشاكل الصحة النفسية على النوم بشكل مباشر، وتظهر في صورة صعوبة في بدء النوم، أو حتى الاستمرار فيه هو ما يعرف بالأرق، أو النوم بشكل مفرط، مع فقدان جودة النوم، حيث الشعور بالتعب عند الاستيقاظ، إلى جانب التعرض لكوابيس متكررة.
7 - هلاوس سمعية وبصرية
سماع أصوات أو رؤية أشياء لا يراها الآخرون، إلى جانب الشعور بأن شخصًا ما يراقبك، جميعها أعراض لأمراض نفسية خطرة مثل الفصام، وتكمن خطورة الهلوسة في عدم القدرة على التمييز بين الواقع والوهم.
-ماذا تفعل إذا انطبقت عليك الأعراض؟
يتعين عليك عند الشعور بهذه الأعراض، الاعتراف بأنك بحاجة إلى المساعدة، لكي تعود الحياة أفضل مما تشعر به حاليًا، ثم التوجه إلى الطبيب النفسي لطلب المساعدة وبدء رحلة العلاج، والتي ستصبح بسيطة حال البدء بها، إلى جانب أن التحسن الذي يشعر به الشخص والذي سينعكس على جوانب حياته المختلفة، سيحفزه على الاستمرار في العلاج، حتى التعافي.
يمكنك التحقق من شهادات الطبيب المعالج ومن خبرته عن طريق سؤال أحد المرضى الذين عالجهم، أو البحث عن تقييمات المرضى له عبر المواقع الطبية التي تحوي بيانات الأطباء.