في مشهد يختلط فيه الرضا بقضاء الله ومرارة الفقد، روى الحاج عبد الرؤوف أبو حسين، والد الشهيد حسام عبد الرؤوف، أحد ضحايا حادث الطريق الإقليمي، تفاصيل اللحظات الأخيرة في حياة نجله، مؤكدًا أنه كان مثالًا للالتزام والطيبة.
قال والد الشهيد خلال حديثه لـ”الشروق”: “حسام عنده 3 أولاد: معاذ في تالتة ثانوي، ومحمد، وعمار.. وكان دايمًا بيتعب ويجري عليهم، وكان بيحلم يشوفهم أحسن منه، وبيكبروا في حضن أبوهم”.
وأضاف وهو يردد الشهادة بصوت خافت: "آخر مرة شُفته كانت يوم الجمعة، في المسجد، في صلاة الفجر.. كان خلص شغله ورايح شقته في السادات.. وكان صايم، وكان طيب، وبيخاف ربنا”.
حسام، الذي قضى أكثر من 25 عامًا في خدمة الوطن كأمين شرطة، عرف عنه الجميع أنه رجل خلوق، لا يعرف سوى طريق الحلال، ويؤكد والده: "كان محترم وملتزم، في شغله وفي بيته ومع عياله.. عمره ما مد إيده على حرام، وكان بيحب الخير للناس كلها.. ومكافح، وكان بيروح الشغل يوم واتنين، ويسيب عياله عشان يجيب لهم لقمة حلال”.
وعن لحظة تلقيهم نبأ الوفاة، قال الحاج عبد الرؤوف متأثرًا: "الخبر عرفناه من أحد قرايبنا في العيلة، بلغنا إن فيه حادث، وإن حسام من ضمن الضحايا.. ساعتها قلبي اتكسر، بس قلت الحمد لله.. دا قضاء ربنا، وأنا راضٍ”.
واختتم والد الشهيد كلماته بنداء للمسؤولين: "أنا ما شوفتش الطريق ده بعيني، بس كل الناس بتحكي عنه، بيقولوا إنه طريق خطر.. نفسي يشوفوا حل، عشان أرواح الناس متروحش كده.. حسام راح، بس غيره لسه ممكن يتلحق”.
وشهد الطريق الإقليمي صباح أمس السبت حادث تصادم مروع بين سيارتين ميكروباص، بالقرب من كارتة الخطابة بمحافظة الجيزة، ما أسفر عن مصرع 10 أشخاص وإصابة 10 آخرين، وتم نقل الضحايا إلى مستشفيات الباجور ووردان، وسط متابعة مستمرة من غرفة طوارئ محافظة المنوفية.