ترامب يحيي اسم وزارة الحرب.. والجدل يتجدد حول البنتاجون - بوابة الشروق
السبت 6 سبتمبر 2025 7:29 م القاهرة

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

برأيك.. من البديل الأنسب لـ ريبيرو في النادي الأهلي؟

ترامب يحيي اسم وزارة الحرب.. والجدل يتجدد حول البنتاجون

سلمى محمد مراد
نشر في: السبت 6 سبتمبر 2025 - 4:08 م | آخر تحديث: السبت 6 سبتمبر 2025 - 4:08 م

وقّع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أمس مرسومًا يقضي بإعادة اعتماد اسم "وزارة الحرب" كتسمية ثانية لوزارة الدفاع الأمريكية، وهو الاسم الذي ظل مستخدما منذ عام 1789 حتى عام 1949.

وبحسب البيت الأبيض، يهدف ترامب من خطوته إلى منح الوزارة اسمًا يعكس قوتها وقدرتها على حماية المصالح الوطنية، بينما تطرح خطوته السؤال عن الأسباب والأهداف التي يسعى الرئيس الأمريكي إلى تحقيقها من خلال التسمية التي يعتبرها البعض مسألة شكلية، وهل يمكن تغيير الاسم بقرار رئاسي، ودلالات تلك التسمية؟

-من وزارة الحرب إلى وزارة الدفاع

تاريخيًا، عرفت الولايات المتحدة "وزارة الحرب" منذ تأسيسها عام 1789 وحتى ما بعد الحرب العالمية الثانية، وكان هذا الكيان مسئولًا عن إدارة الجيش الأميركي وتوجيه سياساته القتالية، ومع توسع المهام العسكرية ودخول عصر الحرب الباردة، ظهر أن مصطلح الحرب لا يتناسب مع الصورة التي أرادت الولايات المتحدة ترويجها لنفسها كقوة مدافعة عن الحرية والديمقراطية في العالم.

لذلك، جاء قانون الأمن القومي عام 1947، والذي أعيد تعديله عام 1949، ليؤسس "وزارة الدفاع" بقرار من الكونجرس، وجرى دمج وزارة الحرب مع وزارة البحرية وإنشاء القوات الجوية الأمريكية المستقلة، تحت مظلة جديدة تحمل اسمًا أكثر نعومة ودبلوماسية وهو الدفاع لا الحرب.

-هل يمكن تغيير الاسم بقرار رئاسي؟

قانونيًا، لا يستطيع الرئيس الأميركي وحده تغيير اسم وزارة فيدرالية، لأن ذلك يتطلب تشريعًا من الكونجرس، فالتسميات الرسمية للوزارات والوكالات جزء من البنية القانونية للدولة، لكن المرسوم الذي وقعه ترامب يُعيد وزارة الحرب كلقب رسمي ثانوي يُستخدم في المراسلات والبيانات داخل السلطة التنفيذية.

لكن في الوقت نفسه، لا يمكن تجاهل أن ترامب استخدم مرارًا الأوامر التنفيذية للالتفاف على الكونجرس أو لإرسال رسائل رمزية، حتى لو كانت هذه الأوامر محدودة الأثر أو عرضة للطعن القضائي.

-دلالات العودة إلى مصطلح "وزارة الحرب"

وفقًا لصحيفة الجارديان البريطانية، إذا تجاوزنا واقعية الفكرة، فإن اختيار مصطلح "وزارة الحرب" يحمل عدة دلالات:

1. إظهار القوة والهيبة: ترامب لطالما قدّم نفسه زعيمًا قويًا لا يخشى المواجهة، واستدعاء اسم "الحرب" ينسجم مع هذا الخطاب.

2. رسالة للخارج: إعادة التسمية قد تُفسَّر كإعلان أكثر عدوانية، يضع الولايات المتحدة في موقع المبادرة والهجوم بدلًا من الدفاع.

3. نقد غير مباشر للخطاب الليبرالي: ربما يرى بعض أنصار ترامب أن مصطلح "الدفاع" يحمل طابعًا ضعيفًا أو مخادعًا، في حين أن "الحرب" أكثر صراحة في التعبير عن حقيقة الدور الأمريكي عالميًا.

-تغيير الخطاب السياسي

تُتهم الولايات المتحدة منذ عقود بأن وزارة دفاعها تمارس فعلًا دور "وزارة حرب"، بالنظر إلى التدخلات العسكرية المتكررة حول العالم، من فيتنام إلى العراق وأفغانستان، مرورًا بحملات عسكرية أصغر في مناطق متعددة، وبالتالي فإن قرار ترامب بإعادة اعتماد اسم "وزارة الحرب" لا يغير الحقائق القانونية كثيرًا، لكنه يغيّر الخطاب السياسي ويكشف عن رؤيته لمكانة الولايات المتحدة في العالم.

-هل الولايات المتحدة وحدها من غيّرت تسمية وزاراتها العسكرية؟

ليست الولايات المتحدة وحدها من غيّرت تسمية وزاراتها العسكرية لتخفيف وقعها، ففي بريطانيا، تواجدت "وزارة الحرب" حتى منتصف القرن العشرين، قبل أن تصبح "وزارة الدفاع"، كما جرى أيضًا في فرنسا الانتقال من "وزارة الحرب" إلى "وزارة القوات المسلحة".

وجاءت هذه التغييرات في مرحلة ما بعد الحرب العالمية الثانية، حيث كان العالم يسعى إلى تقديم صورة أكثر سلمية، حتى مع استمرار النزاعات الفعلية، وإعادة استخدام الاسم الآن تعيد فتح النقاش، هل الاسم يعكس الحقيقة بشكل أوضح؟!

-التناقض مع خطاب السلام

وتتزامن هذه الأفكار مع سعي ترامب المتكرر لتسويق نفسه كصانع سلام يستحق جائزة نوبل، فقد تحدث عن نجاحاته في دفع بعض الاتفاقيات في الشرق الأوسط، وادّعى أنه ساهم في تخفيف الصراع في أوكرانيا، لكن إعادة إحياء مصطلح الحرب يغيّر ويتناقض مع الصورة التي يحاول رسمها عن نفسه.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك