رغم القيود الإسرائيلية.. الفلسطينية فيفيان تنسج قصة نجاح برياضة المواي تاي - بوابة الشروق
الجمعة 7 نوفمبر 2025 2:00 م القاهرة

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

من يحسم السوبر المصري؟

رغم القيود الإسرائيلية.. الفلسطينية فيفيان تنسج قصة نجاح برياضة المواي تاي

وكالة أنباء الأناضول
وكالة أنباء الأناضول
رام الله/ الأناضول
نشر في: الخميس 6 نوفمبر 2025 - 11:16 ص | آخر تحديث: الخميس 6 نوفمبر 2025 - 11:22 ص

فيفيان عليص هي صاحبة أول ميدالية ذهبية في تاريخ فلسطين على مستوى دورة الألعاب الآسيوية
عليص: سأواصل اللعب والمشاركة وصولا إلى المزيد من النجاحات لرفع اسم فلسطين

في صالة متواضعة مخصصة للعبة "المواي تاي"، بمدينة البيرة الملاصقة لرام الله وسط الضفة الغربية المحتلة، تبذل الفتاة الفلسطينية فيفيان عليص جهدا استثنائيا في التدريب مع فريقها، وعينها على المشاركة بالبطولات للوصول إلى العالمية.

في سن 15 عاما، حققت عليص، أول ميدالية ذهبية في تاريخ بلادها على مستوى دورة الألعاب الآسيوية، لتخط قصة نجاح، معتبرة فوزها "بداية الطريق نحو مشوار طويل"، لرفع اسم بلادها بين الأمم.

وحصلت عليص لاعبة المنتخب الوطني الفلسطيني على الميدالية الذهبية في لعبة "المواي تاي" بدورة الألعاب الآسيوية للشباب، بعد فوزها في المباراة النهائية على اللبنانية حلا مكداشي، ضمن منافسات فئة الناشئات لوزن تحت 45 كجم.

ونظمت دورة الألعاب الآسيوية الثالثة للشباب في العاصمة البحرينية المنامة، في أكتوبر الماضي، بمشاركة 45 دولة ومنطقة آسيوية، وفق وكالة أنباء البحرين.

والمواي تاي رياضة قتالية تايلاندية تقليدية تعتمد على استخدام القبضات والركلات والأكواع والركب في القتال، وتقام منافساتها بين لاعبين اثنين فقط داخل الحلبة.

ونشأت قبل قرون كوسيلة للدفاع عن النفس في الحروب، وتطورت لتصبح واحدة من أبرز الألعاب القتالية في العالم، ورياضة تنافسية تنظم لها بطولات دولية تحت إشراف الاتحاد الدولي للمواي تاي.

وفي عام 2021 حصلت المواي تاي على الاعتراف الكامل من اللجنة الأولمبية الدولية (IOC)، ما عزز مكانتها رياضة عالمية معتمدة.

وتمتاز الرياضة بالقوة البدنية العالية، والانضباط، والقتال القريب، ما يجعلها من أكثر فنون القتال فعالية وانتشارا في الرياضات القتالية.

التحضير للبطولات

وقالت عليص للأناضول إن "تتويجها بالميدالية الذهبية في دورة الألعاب الآسيوية بداية الطريق نحو مزيد من المشاركات العالمية".

وأضافت "ما زلت طفلة والطريق أمامي طويل جدا. سأواصل اللعب والمشاركة وصولا إلى المزيد من النجاحات".

وحصلت عليص على ميداليات برونزية وذهبية في بطولات سابقة.

وتسعى البطلة الفلسطينية إلى رفع اسم بلادها في المحافل الدولية رغم ما يعيشه شعبها من احتلال وقهر وقتل وتدمير.

وواجهت عليص عدة مصاعب أبرزها الحواجز العسكرية في الضفة الغربية، وإعاقة سفر الفريق عبر الحدود الفلسطينية الأردنية.

وحول هذه المصاعب قالت: "كثيرا ما كان الاحتلال سببا في تأخير مشاركتنا في بطولات، ولكن دوما أقول : لدينا أحلام وطموحات ولن نستسلم".

وتابعت: "فلسطين تستحق هذه الإنجازات ولن يستطيع أحد أن يقف أمام حقنا في الحلم وتحقيق الفوز".

وكان منتخب فلسطين للمواي تاي خسر أحد أبطاله وهو الطفل عمار حمايل، إثر استشهاده برصاص الجيش الإسرائيلي في بلدة كفر مالك شرقي رام الله في 23 يونيو الماضي.

وعن استشهاده قالت: "عشنا فترة عصيبة طوال عامي الإبادة، وفقدنا الكثير بينهم زميلنا عمار حمايل".

وخلال حرب الإبادة على مدى عامين في غزة، صعد الجيش الإسرائيلي والمستوطنون اعتداءاتهم على الفلسطينيين بالضفة في الضفة الغربية ما أسفر عن مقتل 1065 فلسطينيا وإصابة نحو 10 آلاف آخرين، إضافة إلى اعتقال أكثر من 20 ألف فلسطيني بينهم 1600 طفل.

وكثيرا ما ينفذ الجيش الإسرائيلي حملات مداهمة واعتقالات في الضفة ويفرض قيودا على تحركات الفلسطينيين وتنقلاتهم من خلال الحواجز العسكرية.

نوصل رسالة شعبنا

وأشارت عليص إلى أن لعبة المواي تاي ساعدتها في صقل شخصيتها وصنعت منها "فتاة قادرة على تحمل المسؤولية" والمشاركة واللعب وحمل اسم بلادها.

ولفتت إلى أن عائلتها كانت الداعم الأساسي لها، ووقفت إلى جوارها في كل خطوة.

وقال مدرب الفريق والمدير الفني للمنتخب الفلسطيني للعبة المواي تاي، أحمد أبو دخان، إن "كل لاعب يقاتل من أجل الفوز، لكن اللاعبين الفلسطينيين بمن فيهم فيفيان يلعبون من أجل الفوز ومن أجل توصيل رسالة حول القضية الفلسطينية وكينونتها".

وأضاف: "نحن نلعب لكي نفوز، ولكي نوصل القضية الفلسطينية ومعاناة شعبنا للعالم، وعند فوز فيفيان أهدينا الفوز دون تفكير لغزة لأننا وددنا أن يصل صوت غزة للعالم".

ويسعى أبو دخان إلى بذل مزيد من الجهد مع فريقه ومنتخب بلاده تحضيرا لبطولات قادمة.

وأشار إلى أنه "لا سقف للأهداف نحن متمسكون باللعبة لأننا نوصل رسالة شعبنا من خلال كل مشاركة، ونطمح أن يصل كل فرد في المنتخب إلى الاحترافية والمشاركة في دورات قارية وعالمية".

وتابع: "تنشئة جيل فيه أبطال تحت الاحتلال أمر صعب جدا، وكثيرا ما نواجه صعوبة في جمع كافة أعضاء الفريق بسبب الاحتلال والوضع الاقتصادي والنفسي".

لكنه أكد أن فريقه "جعل من الصعوبات محفزات" واستطاع التغلب على الصعوبات والتحديات، وتحقيق نفسه وحصد مراكز متقدمة.

ولفت إلى أن لاعبيه شاركوا رغم كل هذه الصعوبات في عدد كبير من البطولات الخارجية، بما فيها دورة الألعاب الآسيوية ويعتزمون المشاركة في دورة ألعاب التضامن الإسلامي التي ستقام في نوفمبر الجاري في الرياض.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك