السمسمية على قائمة التراث.. قصة بداية في عهد الفراعنة ورحلة وصولها للسعودية ومنطقة الخليج - بوابة الشروق
الخميس 12 ديسمبر 2024 8:26 م القاهرة

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

السمسمية على قائمة التراث.. قصة بداية في عهد الفراعنة ورحلة وصولها للسعودية ومنطقة الخليج

محمد حسين
نشر في: الجمعة 6 ديسمبر 2024 - 7:31 م | آخر تحديث: الجمعة 6 ديسمبر 2024 - 7:31 م

قامت مصر والمملكة السعودية بتسجيل عنصر «آلة السمسمية: العزف عليها وتصنيعها» في القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي بمنظمة اليونسكو، في ملف مشترك خلال اجتماع اللجنة الحكومية الدولية لاتفاقية صون التراث الثقافي غير المادي المنعقد في باراجواي.

أكد الدكتور أحمد فؤاد هنو، وزير الثقافة، أن تسجيل السمسمية يرفع عدد العناصر التراثية المصرية المسجلة إلى عشرة عناصر، مشيرًا إلى أن ذلك يعكس غنى وتنوع التراث المصري وأهميته على الصعيد العالمي.

وأضاف الوزير: "تعد آلة السمسمية رمزًا ثقافيًا حيًا يعبر عن الهوية المصرية، إذ صاحبت المصريين في أفراحهم ونضالهم، خاصة في منطقة قناة السويس، وحملت معاني الكفاح والبهجة."
وأشار هنو إلى أن لجنة صياغة ملف السمسمية عملت على هذا المشروع لمدة عامين من العمل المكثف، بقيادة الأستاذ الدكتور محمد شبانة، أستاذ الموسيقى الشعبية بأكاديمية الفنون ومقرر لجنة الفنون الشعبية بالمجلس الأعلى للثقافة.
وقال الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان، وزير الثقافة السعودي، الأربعاء، إن إدراج السمسمية بالقائمة كان ثمرة "ملف ترشيح قادته مصر، وبمشاركة بارزة من المملكة ممثلة في هيئة التراث، وبالتعاون مع اللجنة الوطنية السعودية للتربية والثقافة والعلوم، والوفد الدائم للملكة لدى اليونسكو."

الطنبورة الفرعونية

تُعد الطنبورة إحدى أقدم الآلات الوترية في مصر، حيث يرجع تاريخها إلى العصور الفرعونية، عندما كانت تُستخدم في الاحتفالات والطقوس الدينية. وقد أثرت الطنبورة بشكل كبير على تطور الموسيقى الشعبية المصرية، وظهرت كجزء من التراث الموسيقي في الصعيد والنوبة.

ومع مرور الزمن، تطورت الطنبورة لتُلهم ظهور آلات أخرى، أبرزها "السمسمية"، التي أصبحت رمزًا فنيًا للمناطق الساحلية مثل مدن القناة.

قيثارة سومر

ويذهب رأي آخر بأن أصل الطنبورة يرجع إلى قيثارة سومر أو قيثارة أور، إحدى أقدم الآلات الوترية الموسيقية في التاريخ. وكثيرًا ما يرتبط ذكر الطامبورا الهندية بآلة الطنبورة المصرية لتشابههما الكبير في الشكل والوظيفة، حتى اعتُقد أنهما آلة واحدة، بحسب دائرة المعارف البريطانية.

يصعب على كثيرٍ من الناس التفريق بين آلتَيْ الطنبورة والسمسمية؛ بسبب اشتراكهما في شكل المثلث، والصحيح أن السمسمية نسخة مصغرة طُوِّرت عن الطنبورة التقليدية عام 1859.

حفر القناة.. تواصل التراث الموسيقي بين الجنوب والساحل

عندما وصلت السمسمية إلى دلتا النيل وشمال قناة السويس في القرن التاسع عشر، وجدت بيئة موسيقية غنية بالتقاليد والممارسات الثقافية العميقة. فقد تأثرت السمسمية بالثقافة الموسيقية المحلية التي تشكلت من ذخيرة متنوعة، بدءًا من الممارسات الصوفية الدينية مثل الذكر والموالد، وصولًا إلى الأغاني الشعبية للبحارة والصيادين في مدينتي دمياط ورشيد.

ومع تطور الموسيقى في تلك المناطق، اندمجت السمسمية مع ألحان الموشحات القديمة وأغاني الطرب والعمال، لتظهر أغاني "الضمة" كحاضنة لهذه التقاليد. ساهمت هذه الأغاني في توحيد "الصحبجية"، وهو مجتمع فني نشأ من موسيقيين ومغنيين وعشاق الموسيقى، الذين كانوا يتجمعون في المقاهي الشعبية بالحي العربي في بورسعيد بعد انتهاء يوم العمل.

السمسمية ليست مجرد آلة موسيقية؛ بل هي رمز ثقافي جمع بين التراث الصوفي وأغاني البحر، لتخلق موسيقى نابضة تعكس روح الشعب المصري واحتفاءه بالحياة، وفقًا لورقة نشرها المعهد العلمي الفرنسي للآثار الشرقية للدكتورة كوكب توفيق.
وذكرت الورقة أن إتمام حفر قناة السويس عام 1869 شكّل تحولًا سياسيًا واستراتيجيًا غير مسبوق في مصر، لم يقتصر أثره على الاقتصاد والسياسة فحسب، بل امتد ليشمل الموسيقى الفلكلورية في منطقة القناة. ومع التحول الحضري الذي شهدته مدن بورسعيد، الإسماعيلية، والسويس، برزت السمسمية كأهم آلة موسيقية في الثقافة الشعبية لهذه المناطق.

خلال فترات العدوان الثلاثي عام 1956 ونكسة 1967، تحولت آلة السمسمية من مجرد أداة ترفيهية إلى رمز للمقاومة والصمود في مدن القناة المصرية. استخدم الفنانون هذه الآلة للتعبير عن الروح الوطنية وبث الحماس في نفوس المصريين، حيث كانت الأغاني المحفزة تُعزف على أنغام السمسمية، مثل أغنية "غنِّي يا سمسمية لرصاص البندقية."

كيف وصلت أنغام السمسمية لبلاد الحجاز؟

ومع القرن التاسع عشر، ساهم الانفتاح الفني في نقل الآلة من المحروسة إلى منطقة الحجاز والسودان "دول ساحل البحر الأحمر". تستطيع أن تدرك جوهر "السمسمية" في التداخل بين عدد من الأقطار العربية التي نقلت إليها الآلة، ولكن تذوق زوار المهرجان من جنسيات عربية مختلفة أمام نغمات "السمسمية" ينبئك بمدى الاستقبال الذي صنعته الآلة في الحضور، الذين يلحون بشكل متكرر على استعراض فقرة السمسمية مع رقصة الطرب البحري، حسب تقرير لصحيفة "الوطن" السعودية.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك