هل يمكن أن يكون الأرشيف العائلي لأسرة ما هو المحتوى السينمائي لمخرج يسعى لتقديم معالجة جديدة على الشاشة؟ إجابة هذا السؤال يمكن العثور عليها في برنامج أفلام "ألبومات عائلية" الذي عرض في ثاني أيام مهرجان الإسماعيلية الدولي للأفلام التسجيلية والقصيرة.
حيث عُرض ٥ أفلام تسجيلية قصيرة من بلدان مختلفة مُستقاة جميعها من أرشيف العائلة، وتمت معالجتها ونقلها إلى شاشة السينما، من خلال عيون مخرجين من أفراد هذه العائلة، كل منهم رأى قصة من المهم أن تُروى.
ضم برنامج ألبومات عائلية أفلام: ما بعد الشمس، إيبوكا، لمسة إلهية، روز، اليوبيل، وجميعها تروي حكاية من ماضي عائلة، وتتنوع الحكايات بين الحرب والعنف الزوجي والهجرة.
ما بعد الشمس
تدور أحداث الفيلم في صيف أواخر الثمانينيات، حيث تسافر عائلة جزائرية من ضواحي باريس إلى مرسيليا حيث يلوح الوطن في الأفق، وخلال هذه الرحلة تتشابك مشاعرهم وأفكارهم بين القلق والحنين، ويقص عليهم الأب كيف جاء إلى فرنسا منذ سنوات.
الفيلم مدته ٢٥ دقيقة، للمخرج رايان مكردي، مواليد عام ١٩٩٣ في مدينة أسنيير الفرنسية، تخرج من المدرسة العليا للفنون الجميلة في باريس عام ٢٠١٩، ويتميز أسلوبه السينمائي بالمزج بين الروائي والتسجيلي، وتركز مضامين أعماله على الروابط بين شمال أفريقيا وباريس.
إيبوكا
هو فيلم رسوم متحركة تدور أحداثه في عام ١٩٩٤، حيث يروي العمل قصة الأب والأم فالنتين وكلود، ورحلة هروبهم من كابوس المذبحة الجماعية في رواندا، ويكافحان لحماية طفلهما جوستيس وسط الخطر الداهم، ويستوحى الفيلم قصته من مذكرات عائلية تجسد رحلتهما من أجل البقاء على قيد الحياة.
الفيلم مدته ٢٢ دقيقة، للمخرج جوستيس روتيكار، وهو مواليد مدينة كيغالي، ونشأ في كندا، حيث اكتشف شغفه بالفن، وبعد محاولات في مجال التمثيل اتجه إلى الإخراج، ويشتهر بمساهماته في تعزيز التنوع الثقافي في صناعة الأفلام، حيث يسعى لتمثيل الهويات الأفرو-كيبكية والرواندية في المجتمع الكندي.
لمسة إلهية
هو فيلم رسوم متحركة تدور أحداثه في زمن ممتد بداية من ١٩٣٩، وحتى الآن، تقع الأحداث في رومانيا، عندما يتحدى حب ينشأ بين جندي وشابة اضطرابات ما قبل الحرب، لكن كل شيء يتغير عندما يُستدعى للجبهة، ويصبح حبهما مهددًا بسبب الفراق وسط فوضى الحرب وتمزقها.
الفيلم مدته ١٤ دقيقة، من إخراج بوغدان ستاماتين، وهو مخرج روماني يعيش في فرنسا، يستخدم السينما لاستكشاف موضوعات تتعلق بمرور الزمن وتأثيره على الأفراد، وميلودي بوليسيير، وهي مخرجة فرنسية ناشئة.
روز
هو فيلم تسجيلي قصير مدته ١٩ دقيقة، يعرض التناقض بين الصورة والواقع، حيث توظف المخرجة المادة التسجيلية لحياة جدتها، والتي تبدو سعيدة ومثالية، مع الحديث الواقعي الذي ترويه الجدة عن تعرضها للعنف الزوجي.
روز هو اسم الجدة التي تروي قصتها المريرة مع العنف الزوجي بالتزامن مع شريط تسجيلي يتناقض مع الحكاية، حيث تعرضت للضرب والتهديدات المتكررة بالقتل، وحرمت من استكمال تعليمها وتحملت كل ذلك لمدة ٢٣ عامًا حتى استطاعت الانفصال.
الفيلم من إخراج أنيكا ماير، وهي صانعة أفلام ألمانية، درست المونتاج في جامعة كونراد وولف للسينما وحاصلة على درجة الدكتوراه في الأنثروبولوجيا الاجتماعية، وساهمت في تأسيس شركة ماجمون فيلمز لتطوير الأفلام التسجيلية والقصيرة.
اليوبيل
فيلم رسوم متحركة قصير مدته ١٢ دقيقة، تدور أحداثه حول عيد زواج اثنين فقدا طفلهما منذ سنوات طويلة، ومن خلال الخيال تستعيد المخرجة قصة زواجهما وحكاية الفقدان وما خلفه من حزن عميق لم يتم تجاوزه.
الفيلم إخراج ويلما سميث وهي مخرجة وكاتبة ورسامة، ذات خبرة تمتد لأكثر من ٢٠ عامًا في مجال أفلام التحريك، تخرجت من مدرسة جلاسكو للفنون عام ٢٠٠٠، ولها العديد من الإسهامات في مجال الرسوم المتحركة وصناعة الأفلام.