افتُتح معرض الوسائط المتعددة، بعنوان "الفراعنة المصريون: من خوفو إلى رمسيس الثاني"، في مايو الجاري بمسرح لوميير/ الأضواء (The Théâtre des Lumières) الواقع داخل أحد فنادق سيول، المُطل على نهر الهان، لينقل الزوار إلى النيل في رحلة بصرية عبر 3000 عام من التاريخ المصري.
• إحياء عظمة مصر القديمة في سيول
وفي هذا الصدد، قال سفير مصر لدى كوريا الجنوبية، خالد عبدالرحمن، إن المعرض الجديد يُعيد إحياء عظمة مصر القديمة في سيول، مستفيدا من خبرة الكوريين وإلمامهم بالتكنولوجيا المتقدمة.
وأوضح السفير عبدالرحمن، لصحيفة "كوريا جونج آنج ديلي korea joong ang daily" في 30 أبريل، قبل يوم من افتتاح المعرض، الذي نظمته شركة "تمونيت"، وهي شركة كورية مُطورة لمتحف الفنون الإعلامية "مسرح لوميير"، برعاية السفارة المصرية في سيول: "أنه معرض مميز للغاية؛ لأننا نحتفل هذا العام بالذكرى الثلاثين للعلاقات الدبلوماسية بين مصر وكوريا".
وفي إشارة إلى نهر النيل في مصر ونهر الهان في كوريا، لفت إلى أن "الحضارتين بُنيتا حول الأنهار، لأن الماء مصدر للاستيطان البشري، أو يساعد على تطوره".
• الزوار يخطون إلى حوض النيل أو يقفون تحت أبو الهول
تتحول مساحة المعرض، وهي قاعة عروض سابقة، بأسقفها التي يبلغ ارتفاعها 21 مترا (69 قدمًا) ومساحة عرضها 5000 متر مربع، إلى 10 فصول موضوعية في عرض متتابع مدته 36 دقيقة. وخلافا لدور السينما التقليدية، تُعرض الصور من جميع الجوانب -الأمامية والخلفية واليسرى واليمنى وحتى الأرضية- مما يُتيح للزوار الشعور وكأنهم يخطون إلى حوض النيل أو يقفون تحت أبو الهول.
تبدأ الرحلة بإسقاطات حول فوضى نون البدائية (نون كان يُعرف بإله فوضى المياه عند المصريين)، مما يؤدي إلى ظهور تل بنبن والإله أتوم. ومن هناك، يستكشف المعرض بناء الأهرامات، وغموض الحياة الآخرة، وحتى الغوص الرقمي في مدينة ثونيس-هرقليون المغمورة بالمياه. وعند المدخل، تُستقبل الزوار نماذج من قناع ذهبي ومجوهرات أثرية مقدمة من السفارة المصرية.
وأضاف عبدالرحمن: "مصر مهد الحضارة الإنسانية، وجلب هذه الحضارة إلى العصر الرقمي جانب بالغ الأهمية للتواصل مع جيل الشباب". وتابع: "هنا في كوريا، يهتم الكثيرون بتاريخ مصر. ومع كل التكنولوجيا المتاحة هنا، أعتقد أنه يمكننا التعاون لاستكشاف المزيد عن هذه الحضارة".
ويعتقد السفير المصري بكوريا أن معرض الوسائط المتعددة الجديد يلقى صدى جيدا لدى الجمهور الكوري، الذي اعتاد على دمج الوسائط الرقمية في حياته اليومية. واستطرد: "الآن، أصبح الجميع يتابعون إنستجرام ومنصات أخرى مثل تيك توك وفيسبوك، كل هذه المنصات تؤثر بشكل كبير على نظرة الناس إلى البلدان والثقافات الأخرى".
• دعوة الشركات الكورية للاستثمار في مصر
وتلعب الشركات الكورية أدوارا كبيرة في البنية التحتية الوطنية في مصر، حيث تُنتج شركة هيونداي روتيم الكورية عربات مترو لشبكة مترو الأنفاق المتوسعة في القاهرة، مع توطين عمليات التصنيع من خلال مشروع مشترك مع الهيئة القومية للسكك الحديدية في مصر.
وأنشأت شركات كورية مصانع موجهة للتصدير في مصر، مستغلة البلاد كنقطة انطلاق إلى الأسواق الأوروبية والأفريقية. ومع بدء تنفيذ هذه المشاريع، حثّ السفير المصري عبدالرحمن، الشركات الكورية، على الاستفادة من الفرص المتاحة في مصر. وقال: "كوريا شريك موثوق به للتنمية في مصر. أنصح الشركات الكورية بألا تتردد، وألا تستغرق وقتا طويلا في الدراسة، لأن هناك بلاد أخرى تتطلع إلى نفس السوق، وأسرع في اتخاذ القرار، مثل ألمانيا وفرنسا والصين".
وأكد أن مصر تقدم حوافز للمستثمرين الأجانب، بما في ذلك "رخصة ذهبية" للمشاريع الاستراتيجية، وانخفاض تكاليف الطاقة، ووجود مجموعة متنامية من الكفاءات الناطقة بالكورية المتحمسة للعمل لدى الشركات الكورية.
• دراسة إمكانية إطلاق رحلات جوية مباشرة بين القاهرة وسيول
وعن السياحة، أكد أن رحلات الطيران العارض بين سيول والقاهرة قد وصلت إلى 98% من طاقتها الاستيعابية خلال موسم السفر الأخير. ولفت إلى أن كلا من شركة مصر للطيران، الناقل الوطني في مصر، وشركة الخطوط الجوية الكورية الجنوبية، تدرسان إمكانية إطلاق رحلات جوية مباشرة بين العاصمتين، ربما بحلول نهاية عام 2025 أو أوائل عام 2026. وتابع: "نحتاج إلى رؤية حوافز في كلا المطارين"، مشيرًا إلى أن ربط الرحلات عبر دولة ثالثة قد يساعد في ضمان الجدوى الاقتصادية للرحلات.
ولفت عبدالرحمن أيضا إلى زيادة الاهتمام بمصر داخل المجتمع الكوري، وخاصة في مجال علم المصريات، وهو مجال تملك كوريا فيه مجالا للنمو. وأضاف: "لا يوجد قسم لعلم المصريات في أي جامعة في كوريا، وأتمنى أن أرى ذلك هنا في كوريا".
كما طرح فكرة تطبيق الذكاء الاصطناعي الكوري على الهيروغليفية، قائلا: "آمل أن أرى شركة كورية تُطور جهاز ذكاء اصطناعي، أو ربما على الهاتف المحمول، يقرأ الهيروغليفية ويترجمها فورا إلى الكورية أو الإنجليزية أو الفرنسية أو غيرها".
يشار إلى أن المعرض يستمر حتى 31 أكتوبر القادم في مسرح لوميير، جراند ووكرهيل سيول، بمنطقة جوانغجين، شرق سيول. وسعر التذكرة 29,000 وون (21 دولارًا أمريكيًا).