قالت إيوجين بيون، المتحدثة باسم مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، إن الأوضاع الإنسانية في السودان، وخصوصًا في إقليمي دارفور وكردفان، تشهد تدهورًا خطيرًا بعد فترة طويلة من الحصار والمعارك العنيفة، مؤكدة أن التقارير الواردة من الميدان تكشف عن معاناة شديدة يعيشها السكان في مدينة الفاشر والمناطق المجاورة.
وأضافت في تصريحات لقناة "القاهرة الإخبارية"، أن فرق المفوضية تلقت تقارير تفيد بوجود مئات الأسر النازحة من مدينة الفاشر ومنطقة طويلة الواقعة على بعد نحو 600 كيلومتر، بحثًا عن الغذاء والمياه، مشيرة إلى أن هناك نقصًا حادًا في المواد الغذائية والطبية، ما يجعل الوضع في السودان “كارثة إنسانية بكل المقاييس”.
وأكدت بيون أن المدنيين هم من يدفعون الثمن الأكبر في هذا الصراع، إذ يتعرضون لانتهاكات مروعة تشمل التعذيب والقتل ونقص الإمدادات الحيوية من طعام وماء ودواء.
ولفتت المتحدثة الأممية إلى أن فرق المفوضية استمعت إلى شهادات صادمة من الناجين الذين وصفوا ما يحدث بأنه "معاناة تفوق الوصف".
وأشارت إلى أن المفوضية تدعو جميع أطراف النزاع إلى وقف القتال فورًا، والتركيز على حماية المدنيين، وفتح ممرات إنسانية آمنة تسمح بوصول المساعدات إلى المتضررين، مضيفة أن استمرار القتال يعيق عمليات الإغاثة ويعرض حياة آلاف الأسر للخطر.
وأوضحت بيون أن المفوضية تواجه تحديات كبيرة على الأرض، أهمها صعوبة دخول المساعدات الإنسانية إلى المناطق المنكوبة، بالإضافة إلى نقص حاد في التمويل اللازم لدعم النازحين واللاجئين.
وقالت: «حتى من يتمكنون من الفرار إلى مناطق آمنة، لا يجدون الموارد الكافية لتأمين الطعام والمياه النظيفة، أو للحماية من تفشي الأمراض».
وأفادت أن مسؤولية توفير التمويل تقع على المجتمع الدولي بأكمله، مشيرة إلى أن الأمم المتحدة لا تستطيع بمفردها سد الفجوة التمويلية الضخمة، وداعية الدول والمنظمات المانحة إلى زيادة دعمها المالي واللوجستي لتمكين وكالات الإغاثة من الاستجابة الفعالة للأزمة.
ونبهت إلى ضرورة دعم الدول المجاورة للسودان، وعلى رأسها مصر التي تستقبل أعدادًا كبيرة من اللاجئين، مؤكدة أن مصر لا يمكنها تحمل هذا العبء الإنساني وحدها، وأن المجتمع الدولي مطالب بمساندتها في هذا الجهد الإنساني الضخم.
وأكدت بيون أن ما يجري في السودان يشكل مأساة إنسانية يجب أن تنتهي فورًا، وأن المفوضية ستواصل عملها على الأرض رغم كل التحديات، داعية إلى تحرك دولي عاجل يضمن حماية المدنيين، ووقف العنف، وإيصال المساعدات إلى كل محتاج.