بث التلفزيون الرسمي السوري، اليوم الأحد، مقطعا مصورا للمعارضة السورية المسلحة أعلنت فيه إسقاط نظام الرئيس السوري بشار الأسد وإطلاق سراح جميع المعتقلين من السجون.
وسقط نظام بشار الأسد، إثر فقدانه السيطرة على العاصمة دمشق ودخولها في قبضة فصائل المعارضة السورية المسلحة، بقيادة أحمد الشرع الملقب بـ "أبو محمد الجولاني"، زعيم "هيئة تحرير الشام" المعروفة سابقا بـ "جبهة النصر، والتي كانت تمثل في السابق فرع تنظيم القاعدة في سوريا.
وسرعان ما علق عدد من المسئولين السوريين على رأسهم رئيس الوزراء في حكومة بشار الأسد وعدد من وزرائه، حيث أظهرت تصريحاتهم تغيرا كبيرا خلال ساعات قبل وبعد سقوط النظام السوري، بعد 13 عاما من الحرب.
رئيس الوزراء.. من عصابات إرهابية لسلطة يختارها الشعب
قبل سقوط دمشق في قبضة المعارضة المسلحة، أكد رئيس الوزراء السوري الدكتور محمد الجلالي، أمس السبت، أن الحكومة تمتلك الخبرة والقدرة على التعامل مع الأوضاع الطارئة والمستجدات التي فرضها هجوم "العصابات الإرهابية" -في إشارة للفصائل المسلحة بقيادة الجولاني- على عدد من المدن والمناطق.
وقال رئيس الوزراء السوري إن المعركة الحقيقية التي يخوضها بلدنا هي معركة السيطرة على القرار السيادي للدولة السورية هي معركة الوعي ومعركة الإيمان بالوطن والتمسك بالهوية الوطنية.
إلا أنه وبعد وصول المعارضة للعاصمة دمشق، وهرب الأسد خارج البلاد، قال رئيس الوزراء السوري، محمد الجلالي ، الأحد، إنّ الحكومة السورية مستعدة للتعاون مع أي قيادة يختارها الشعب السوري.
وأضاف الجلالي، في أول بيان وجهه إلى الشعب السوري، أنه سيكون صباح اليوم في مجلس الوزراء، ومستعدًا لاتخاذ أي إجراءات تتعلق بتسليم السلطة، مؤكدا على ضرورة الحفاظ على مؤسسات الدولة السورية، مشددًا على استعداد الحكومة للتعاون مع أي حكومة يختارها السوريون.
وأوضح قائلاً: "لست حريصًا على أي منصب أو امتيازات"، مؤكدًا أن أي قيادة يختارها السوريون سيتم تسليمها كافة الملفات، وأن القرار النهائي يبقى بيد الشعب السوري.
وزير العدل.. الجولاني لعب دور سيسجله التاريخ
وقال وزير العدل السوري أحمد السيد إن أبو محمد الجولاني شدد على عدم استهداف الممتلكات العامة والخاصة، مؤكدا على أن رئيس الوزراء السوري اتفق مع الشرع على التهدئة.
وقال وزير العدل، وفق ما نقلت العربية "الجولاني زعيم "هيئة تحرير الشام" لعب دورا كبيرا وسيسجل في التاريخ"، مؤكدا أن سوريا لن تتجه لحرب أهلية، موضحا أن "عملية الانتقال السياسي ستكون سلسة".
ولفت وزير العدل إلى أن الرئيس السوري بشار الأسد تجاهل أصوات المعارضة وملايين النازحين، موضحا أنه كان على الأسد استيعاب المعارضة والتفاوض معها.
وأكد أنه "لم يتم إخطار الحكومة بمغادرة الأسد على الإطلاق.. لا أحد يعرف وجهة الأسد وماذا حل به". وقال "كان على الأسد إلقاء بيان تنحٍّ أمام السوريين"، متابعا: "لم نتوقع سقوط النظام بهذه السرعة لكن الأمر كان واضحا"، مشيرا إلى أن "غالبية الوزراء موجودون في دمشق".
ودعا وزير العدل السوري إلى "أن تعود سوريا إلى هويتها العربية.. نظام الأسد استبدادي وكان لا بد أن ينتهي.. سوريا انتصرت بسقوط نظام الأسد".
وزير الصناعة.. شهدنا فساد كبير وتجاوزات
وقال وزير الصناعة السوري سامر الخليل، في مقابلة مع "العربية"، إن هناك اجتماعات تجري الآن مع رئيس مجلس الوزراء وعدد من الوزراء بقصد استمرارية عمليات الخدمات للمواطنين التي تمس حياتهم اليومية واستمرار عمل مؤسسات الدولة بشكل عام.
وأضاف: هناك مصلحة وطنية وواجب أخلاقي ووطني على كل الموجودين في مواقعهم لتقديم أفضل ما يمكن من عمل وخدمات في هذه المرحلة، ليكون هناك حالة من التجدد والانطلاق إلى مزيد من العمل وإعادة الإعمار وترميم كل ما جرى في سوريا في السنوات الماضية.
وأكد الوزير أن التنسيق مع الحكومة السورية بالاستمرار في العمل، حدث صباح اليوم بتواصل رئيس مجلس الوزراء مع عدد من الوزراء وهناك اجتماعات مستمرة حسب الأهمية والأولوية اليوم للمستوى الخدمي أو المستوى الاقتصادي بالنسبة للشارع.
وأوضح أنه على مستوى القطاع العام الصناعي يوجد فساد كبير وتجاوزات وممارسات خاطئة معروفة على مستوى الشارع السوري، وهو ما جعل القطاع العام الصناعي يستنزف إمكانيات الدولة السورية بدلاً أن يكون رافدا لها.
مفتي سوريا.. الدولة كانت تحت احتلال الأسد
ووجَّه مفتي سوريا أسامة عبد الكريم الرفاعي، اليوم الأحد، كلمة إلى الشعب بارك فيها التخلص من نظام بشار الأسد.
وقال الرفاعي في كلمة مصوَّرة، نقلتها الجزيرة، إن سوريا "كانت تحت حكم الاحتلال والظلم الطائفي والدولة الطائفية لهؤلاء المجرمين الذين حكموا بلادنا لأكثر من 54 سنة، ذقنا فيها ألوان العذاب والظلم والاستبداد”.
وأضاف الرفاعي “لكن فرج الله أكبر، وهذا اليوم يمحو آلامنا والشدائد والمآسي التي عانينا منها خلال نصف قرن من حكم آل الأسد”، فيما حق أهل دمشق على “التعاون حتى ننجو من الفتن ما ظهر منها وما بطن، والمحافظة على دوائر الدولة التي هي ملك لكم”.
وطالب الرفاعي بحماية الأملاك العامة والخاصة و”عدم السماح لأصحاب النفوس الضعيفة بأن يتعدوا على أموال الناس أو أموال الدولة”، مشددا على أن “مؤسسات الدولة وممتلكاتها هي ملك للشعب، وعليه أن يقوم بحمايتها والمحافظة عليها”، مضيفًا “البلد بلدنا ولا تفرّطوا بالأمن فيها”.