فضل الله -تعالى- مخلوقاته من الحيوانات على بعض فمنها من أقسم الله -تعالى- بها، وبعضها عرضها ضمن القصص القرآني، وأخرى ضُربَت للمثل في الآيات الكريمة، واحتوت قصص تلك الحيوانات على الحكمة والعبرة لمن يقرأ في كتاب الله الكريم؛ ليجد من أراد أن يتدبر عبرًا تنفعه في حياته.
وتسرد جريدة "الشروق" خلال السطور التالية ما كان من قصة هدهد نبي الله سليمان -عليه السلام- وجعل الهدهد سببًا في إسلام أمة سبأ، وفقًا لما ورد في تفسير البغوي للقرآن الكريم.
ورد ذكر قصة الهدهد في قول الله تعالى: {وَتَفَقَّدَ ٱلطَّیۡرَ فَقَالَ مَا لِیَ لَاۤ أَرَى ٱلۡهُدۡهُدَ أَمۡ كَانَ مِنَ ٱلۡغَاۤىِٕبِینَ (٢٠) لَأُعَذِّبَنَّهُۥ عَذَابࣰا شَدِیدًا أَوۡ لَأَا۟ذۡبَحَنَّهُۥۤ أَوۡ لَیَأۡتِیَنِّی بِسُلۡطَـٰنࣲ مُّبِینࣲ (٢١) فَمَكَثَ غَیۡرَ بَعِیدࣲ فَقَالَ أَحَطتُ بِمَا لَمۡ تُحِطۡ بِهِۦ وَجِئۡتُكَ مِن سَبَإِۭ بِنَبَإࣲ یَقِینٍ (٢٢) إِنِّی وَجَدتُّ ٱمۡرَأَةࣰ تَمۡلِكُهُمۡ وَأُوتِیَتۡ مِن كُلِّ شَیۡءࣲ وَلَهَا عَرۡشٌ عَظِیمࣱ (٢٣) وَجَدتُّهَا وَقَوۡمَهَا یَسۡجُدُونَ لِلشَّمۡسِ مِن دُونِ ٱللَّهِ وَزَیَّنَ لَهُمُ ٱلشَّیۡطَـٰنُ أَعۡمَـٰلَهُمۡ فَصَدَّهُمۡ عَنِ ٱلسَّبِیلِ فَهُمۡ لَا یَهۡتَدُونَ (٢٤)}.. [سُورَةُ النَّمۡلِ: ٢٠-٢٤].
وهب الله -تعالى- سليمان -عليه السلام- القدرة على مخاطبة الطير وتسخيرهم لخدمته، واختص الهدهد لبراعته بمهمة البحث عن الماء، إذ يرصد مواقع الآبار ثم ينقرها؛ لتأتي الجن وتحفرها لجيش نبي الله سليمان -عليه السلام- وحدث أن كان سليمان -عليه السلام- في زيارة لصنعاء اليمن مع جيشه بعد انتهاءه من حج بيت الله الحرام، فأراد الجيش أن يشرب من الماء فسأل نبي الله -عليه السلام- عن الهدهد فلم يعثر عليه، وفق رواية البغوي.
وتوعد سليمان -عليه السلام- بتعذيب الهدهد أو ذبحه ولكن من حكمة نبي الله -عليه السلام- وتقواه أن وضع استثناءً أن يكون للهدهد حجة تبرر فعلته.
واختلف العلماء، في نوع العذاب ورجح أغلبهم أن يكون نتف ريش الهدهد، وذكر آخرون أن يكون بوضعه مع أنواع مختلفة من الطير عن جنس الهدهد.
وأما ما كان من أمر الهدهد فيقول البغوي، إنه التقي بهدهد من اليمن فعرض عليه اليمني أن يطير معه؛ ليريه أمرًا عجيبًا فخاف الهدهد من عقوبة نبي الله سليمان -عليه السلام- ولكن هدهد اليمن أعلمه بأن الأمر هام وسيسر نبي الله -عليه السلام- العلم به فطارا ليريا مملكة سبأ، وما فيها من العظمة والقوة.
وعاد الهدهد، بعد فترة غياب قصيرة وأخبر نبي الله -عليه السلام- بحجته التي تبرر غيابه وحكى له عن مملكة سبأ، وحكم بلقيس لهم وفخامة عرشها وما كان قومها عليه من ضلال في عبادتهم للشمس.
فأرسل نبي الله سليمان -عليه السلام- مع الهدهد خطابًا لملكة سبأ فحمله الهدهد وطار حتى بلغ قصر بلقيس وهو مغلق الأبواب فقصد نافذة كانت تستخدمها بلقيس؛ لمتابعة الشمس والسجود لها حين تشرق فسدها الهدهد حتى نظرت إليها بلقيس باحثة عن الشمس، وألقى الهدهد الخطاب في حجرها وطار يراقب ما يحدث.
واستشارت بلقيس قومها ثم حدث أن أرسلوا لنبي الله سليمان -عليه السلام- هديتهم، ومن ثم سافرت بلقيس لنبي الله -عليه السلام- وأسلمت معه وكان الهدهد على صغر حجمه سببا في دخول أمة كاملة في دين الله تعالى.
اقرأ أيضا:
https://www.shorouknews.com/mobile/news/view.aspx?cdate=08032025&id=c4811c6f-6b61-4c1f-ac5d-8bc1406ba649