حريق سنترال رمسيس.. كيف وثقت شاشات السينما بطولات رجال الإطفاء؟ - بوابة الشروق
الأربعاء 9 يوليه 2025 11:16 م القاهرة

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

من أفضل فريق عربي في دور المجموعات بمونديال الأندية؟

حريق سنترال رمسيس.. كيف وثقت شاشات السينما بطولات رجال الإطفاء؟

محمد حسين
نشر في: الأربعاء 9 يوليه 2025 - 2:35 م | آخر تحديث: الأربعاء 9 يوليه 2025 - 2:35 م

ترك حادث اندلاع حريق في أحد أدوار" سنترال رمسيس" تداعيات كبيرة أثرت بشكل مباشر على نمط الحياة اليومية للمصريين؛ من مكالمات غير مكتملة، وشبكة إنترنت متقطعة، إلى بطء واضح في تنفيذ المعاملات البنكية و التحويلات والمدفوعات التي باتت من الروتين اليومي المعتاد قبل الحادث.

وفي ظل مشاهد النيران المتصاعدة وتحذيرات الأجهزة الأمنية من الاقتراب، برز مشهد مغاير لأشخاص اتجهوا نحو الخطر لا بعيدًا عنه، ممسكين بخراطيم المياه ومرتدين بدلات الحماية الثقيلة. إنهم رجال الحماية المدنية، الذين جسدوا بطولة هادئة في تلك الساعات العصيبة، متصدرين الصفوف الأولى بإقدام وشجاعة، وبصدور مفتوحة لمواجهة اللهب والدخان.

ودائما ما تبقى تلك المهام الحساسة حاضرة؛ لذا فقد وثّقت السينما العالمية هذه التضحيات بعدسة جريئة وواقعية، مقدّمة رجال الإطفاء كأبطال حقيقيين يخوضون معاركهم اليومية في صمت وشجاعة.

وكما يحضرون في ساعات الكوارث بلا تردد، يحضرون في ذاكرة السينما، أبطالًا يسيرون دومًا في الاتجاه المعاكس للهروب، نحو اللهب لا بعيدًا عنه، حاملين أرواحهم على أكفهم ليُنقذوا أرواح الآخرين.

- fire proof

في عام 2008 عرض فيلم "fireproof" من بطولة كيرك كاميرون وإخراج أليكس كيندريك، وحقق نجاحًا لافتًا في شباك التذاكر بإيرادات تجاوزت 33 مليون دولار، وأثار اهتمامًا واسعًا بسبب تناوله غير التقليدي لمهنة رجل الإطفاء في إطار درامي عاطفي.

وتدور القصة حول كاليب هولت، قائد وحدة إطفاء، يواجه أزمات متلاحقة في حياته الزوجية مع زوجته كاثرين، التي تعمل في أحد المستشفيات. بينما يواجه الحرائق يوميًا بشجاعة في عمله، يعجز عن إخماد التوتر داخل منزله، حيث تتهمه زوجته بالإهمال والأنانية واعتماده المفرط عليها في كل المسؤوليات المنزلية.

وتظهر أحداث الفيلم الجانب الإنساني لمهنة شاقة، ويكشف كيف يمكن للضغوط النفسية والمهنية أن تتسلل إلى الحياة الشخصية، ويُبرز قدرة أصحاب هذه المهنة على المواجهة داخل العمل وخارجه.

- Ladder 49

في عام 2004، قدم المخرج جاي راسل فيلم Ladder 49، من بطولة خواكين فينيكس وجون ترافولتا، مستعرضًا حياة رجال الإطفاء في واحدة من أكثر المهن مخاطرة.

تدور أحداث الفيلم حول "جاك موريسون"، رجل الإطفاء الشاب الذي يُحتجز داخل مبنى مشتعل، بينما يستعيد في لحظات الخطر محطات حياته المهنية والإنسانية، من أول يوم في الوحدة وحتى لحظة المواجهة المصيرية مع النار.

ويبين الفيلم ترابط أفراد الفريق، وعلاقتهم الإنسانية ببعضهم البعض، والمخاطر اليومية التي تواجههم، والضغوط النفسية التي تفرضها المهنة على من يخوضونها. كما يكشف كيف تتحول لحظات الإطفاء إلى امتحان قاسٍ للروح والجسد، ويعرض في الوقت نفسه الجانب الأسري والمجتمعي للمنتمين لهذا القطاع، لتبقى الكاميرا شاهدة على صراع بين الواجب والحياة.

- Only the Brave

وفي عام 2017، عاد التوثيق الواقعي القوي لمهنة الإطفاء مع فيلم Only the Brave، المستند إلى قصة حقيقية مأساوية وقعت في أريزونا، حيث فقدت وحدة “جرانيت ماونتن هوتشوتس" 19 من رجالها أثناء محاولتهم السيطرة على حريق هائل في الغابات. الفيلم، من بطولة جوش برولين ومايلز تيلر، يرصد بدقة تفاصيل التدريب الشاق، والحياة العائلية الصعبة، والانضباط الجماعي، والتضحية الكبرى التي يقدمها رجال الإطفاء دون ضجيج.

- Backdraft

في عام 1991، قُدِّم فيلم Backdraft كأحد أبرز أفلام الإثارة المرتبطة بمهنة الإطفاء، من إخراج رون هاوارد وبطولة كيرت راسل، ويليام بالدوين، وروبرت دي نيرو.

تتبع أحداث الفيلم وحدة إطفاء في مدينة شيكاغو، وتسلّط الضوء على العلاقة المعقدة بين شقيقين يعملان في الخطوط الأمامية لمكافحة الحرائق، في ظل سلسلة من الحرائق الغامضة ذات الطابع الإجرامي.

يمزج الفيلم بين الأكشن والتحقيقات، ويكشف الصراعات النفسية التي يعيشها رجال الإطفاء، في بيئة محفوفة بالخطر والانفجار. كما يُبرز كيف تتحوّل النار من خطر فيزيائي إلى معادل رمزي للصراعات الداخلية، خاصة حين تنقلب مهنة الإطفاء إلى ميدان للمساءلة الأخلاقية، وسط فساد سياسي ومحاولات استغلال مميتة. حقق الفيلم نجاحًا جماهيريًا كبيرًا، بإيرادات تجاوزت 152 مليون دولار عالميًا، ورُشّح لثلاث جوائز أوسكار في فئات الصوت والمؤثرات، وجرى تقديم جزءًا ثانيًا منه في سنة 2019.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك