ثلاثة مشاهد مؤثرة وسط صيحات إعجاب ودموع.. «الملك لير» يطلق ليلته الأولى وسط احتفاء جماهيرى كبير بالفخرانى - بوابة الشروق
الخميس 10 يوليه 2025 4:08 ص القاهرة

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

من أفضل فريق عربي في دور المجموعات بمونديال الأندية؟

ثلاثة مشاهد مؤثرة وسط صيحات إعجاب ودموع.. «الملك لير» يطلق ليلته الأولى وسط احتفاء جماهيرى كبير بالفخرانى

تقرير ــ إيناس العيسوى
نشر في: الأربعاء 9 يوليه 2025 - 10:53 م | آخر تحديث: الأربعاء 9 يوليه 2025 - 10:56 م

شادى سرور: شاهدت هذا الأداء الرائع كثيرًا فى البروفات.. واستخدمت التكنولوجيا لتضيف للعرض دون الإخلال بالنص
إسلام عباس: حلمت بتصميم مكياج العرض من 24 عامًا وتحقق الليلة
هنو: الفخرانى قدّم شخصية «لير» بإحساس عميق يعكس قدرته على إعادة اكتشاف النص المسرحى بروح معاصرة
أيمن الشيوى: «الملك لير» عرض كبير لا يمكن أن يقدمه غير المسرح القومى

فى ليلة استثنائية شهد المسرح القومى، أمس الأول، أولى ليالى العرض المسرحى «الملك لير» بطولة الفنان يحيى الفخرانى، والتى يقدمها للمرة الثالثة وسط حالة شغف جماهيرى كبرى وقد امتلأت قاعة المسرح بالحضور مبكرا.
يشارك فى بطولة العرض طارق دسوقى، حسن يوسف، أحمد عثمان، تامر الكاشف، أمل عبدالله، إيمان رجائى، لقاء على، بسمة دويدار، طارق شرف، محمد العزايزى، عادل خلف، محمد حسن.
بدأ العرض باستعراض من داخل قصر الملك لير، وبمجرد دخول الفنان يحيى الفخرانى إلى خشبة المسرح، صفق الجمهور ورحبوا بنجمهم بحرارة، والذى ظهر بكامل حيويته الفنية.
وجسد الفخرانى «لير» بكل مراحل الشخصية من بداية دخولة المسرح وجلوسه على عرش «المُلك» حتى مشهد النهاية وهو يرقد بجانب ابنته فى السجن، ومات حزنًا عليها بعد أن أنهت حياتها وشاهدها ثم فارق الحياة.
توحى المشاهد الأولى من العرض أن مخرجه شادى سرور اختار أن يظل دكتور يحيى جالسًا حتى لا يرهقه فى الحركة وإجهاد المسرح، لكنه يفاجئنا بالفخرانى بعد المشاهد الثلاثة الأولى أنه يتحرك فى المسرح يمينًا ويسارًا فى البداية بالصولجان، ثم يتحول تدريجيًّا إلى أن يصبح جزع شجرة فى مرحلة فقرة ورفضه لسيطرة بناته، وفى مشاهد كثيرة تكاد تكون ثلث مشاهده فى العرض يتحرك الفخرانى بدون عصا تمامًا، بل يركض بشكل يتناسب مع ركد رجل فى الثمانين من عمره، وهو عمر الشخصية أيضا، مثلما جاء فى مشهد محاولة هروبه من الحرس عندما وجدوه فى الصحراء، وحاولوا أن يُعيدوه إلى القصر.
تفاعل الجمهور مع العرض بكل تفاصيله من أوله حتى آخره، وكانت انفعالاتهم تظهر بشكل واضح فى أغلب المشاهد، وتأثرهم بالمعاناة التى عاشها «لير»، لدرجة البكاء والدموع وخاصة مشهد خروجه من القصر وأن يعيش وسط الفقراء والمساكين والعرايا، كما تم وصفهم فى العرض، وتأثر الجمهور ببعض الجمل التى قالها لير ومنها «أما أنا فقد خفت ذنوبى بما ارتكبوا فى حقى من خطايا» و«أعطى الكلب السلطة تجد من يطيعه ألفًا».
كما كان مشهد فقع عينى «جلوستر»، الذى يلعبه الفنان طارق الدسوقى، مؤثرا، وأيضًا مشهد قتل ابنتى «لير» الكبرى والوسطى، والتى تلعب الفنانتان أية عبد الله وإيمان رجائى؛ حيث سمت الأولى الثانية، وقتلت الثانية الأولى بالخنجر عند علمها بأنها من سمتها، وفى نفس اللحظة يُقتل إدموند، والذى يلعبه الفنان أحمد عثمان، والذى كانت تحبه الشقيقتان وكان هو يلعب عليها دور الحبيب ليفوز بمطامع بداخله، فهو وصولى وخائن حتى إنه خان والده وتسبب فى فقع عينيه غيرة من حب أبيه لأخيه، وأنه هو ابن غير شرعى لأبيه.
استخدم مصمم الديكور حمدى عطية التكنولوجيا من خلال شاشات عملاقة تملأ كل جوانب المسرح، ولا تستطيع أن تفرقها عن قطع الديكور المتواجدة بالفعل على خشبة المسرح، فتشعر أنك ترى مجسمات بتقنية الـ 3d، وسيطرت ألوان هذه الحقبة الزمنية فى القرن الثامن قبل الميلاد، من الأحمر ودرجات البنى والبيج والأزرق والأخضر، وانعكاسها للحياة الاجتماعية والسياسية البريطانية فى القرن السابع عشر.
كذلك الأزياء التى صممتها علا على كانت مناسبة مع الحقبة الزمنية، وحاولت أن تظهر مشاعر وتحولات الشقيقات الثلاثة من خلال فساتينهم، ففى المشهد الأول نجدهم يرتدون فساتين ملكية، فالشقيقة الكبرى ترتدى فستانا أحمر فى أبيض، والوسطى ذهبى فى أخضر منفوش، أما الصغرى فترتدى فستانا بسيطا وهادئ الألوان يتناسب مع طبيعة شخصيتها فى العرض، إلى أن نجد سريعًا تحول ألوان الفساتين مع أحداث العرض وعقوق الشقيقتين الكبرى والوسطى، فنجد اللون الأسود والأحمر يسيطر على ملابس الكبرى، والبنى والبيج بدرجاته والأحمر يسيطر على الوسطى، كذلك باقى شخصيات العرض ألوان الملابس وهيأتها تعبر عن تحولاتهم النفسية.
أثارت الموسيقى فضول الكثير من الحضور وسألوا هل هى مسجلة أم «لايف»، من انضباطها وتناغمها مع كل عناصر العرض، والتى كانت هى أداة التعبير فى كثير من المشاهد، وبالفعل كانت الموسيقى التى ألفها أحمد الناصر، كانت مسجلة وأنه كان مهتما بكل التفاصيل، واستخدم الناصر موسيقى كلاسيكية تمزج بين الموسيقى الحربية والكنسية، لأنه عرض ذو طبيعة خاصة كما وصفه، وقال: حاولت أن استخدم آلات كانت تستخدم فى وقت هذه الحقبة الزمنية.
وقدم المخرج شادى سرور رؤية مختلفة عن الرؤية التى اعتدنا عليها فى النسختين السابقتين للملك لير، الذى قدمهما الفنان يحيى الفخرانى فى 2001 على المسرح القومى والثانية عام 2019 على مسرح كايرو شو بمدينة التجمع الخامس، حيث لم يحمل الفخرانى ابنته على يديه واستعان بالحراس لحملها، وظل سرور طوال الليلة الأولى من العرض واقفًا فى آخر المسرح، ويتابع كل تفاصيل العرض، ويقوده كمايسترو يقود أوركسترا، لنرى عرضًا منضبطًا برؤية سينمائية على خشبة المسرح.
وعن أول ليلة عرض قال مخرج العرض شادى سرور: الفنان يحيى الفخرانى منضبط جدًا وشاهدت هذا الأداء الرائع الذى قدمه الليلة كثيرًا فى البروفات، فهو يمثل هكذا بكل طاقته فى البروفات، وسعيد أن الليلة الأولى تكون بهذا الانضباط، والفصل الأول من العرض يكون تقديما للشخصيات ثم تتوالى الأحداث وتتصاعد فى الفاصل الثانى، ومؤلف العرض وليم شكسبير قدم مناطق فى العمل، احتاجت منى أن أبروزها بالصورة والمعنى والإضاءة والموسيقى، حتى تنطبع هذه العناصر فى أذهنة الجمهور وتتحقق بتفاصيل أكثر فى الفاصل الثانى، وحاولت أن أستغل التكنولوجيا فى هذا العصر وأن تكون الصورة متحركة وليست ثابتة، مع الحفاظ على الشكل الأصلى للرواية.
وقدم مصمم الاستعراضات ضياء شفيق دراما حركية واستعراضات مختلفة ومنضبطة ومتناغمة مع باقى عناصر العرض، وظهر انبهار الجمهور بما قدمه فى ختام العرض، عندما صعد لتحية الجمهور تضاعف التصفيق والهتافات بـ«هايل ورائع وبرافو».
وقال فنان المكياج إسلام عباس: شادى سرور حقق حلمى بعد 24 عامًا، حيث شاهدت عرض الملك لير عام 2001 وأنا فى المرحلة الثانوية على المسرح القومى وشاهدت العرض مرة أخرى عندما تم عرضه على مسرح ميامى بمنطقة وسط البلد عام 2008، وحلمت أن أرى اسمى على أفيش العمل يومًا ما، والحمد الله تحقق، وأكثر ما أسعدنى أن مخرج العرض اختارنى وهو ما زال فى مرحلة الإعداد للعمل، وسعدت بعبارات الثناء الذى قالها لى النجم يحيى الفخرانى، وخاصة أننى أذاكر دائمًا.
وحرصت عدد من الأسر على اصطحاب أطفالهم فى أعمار تتراوح ما بين 8 و14 عامًا، والذين تفاعلوا مع العرض، وعبروا عن سعادتهم بعده وحرصهم على حضوره ووصفه أحدهم «جدوا الفخرانى» وآخر حرص على الحضور ليرى من قدم «ونوس» على خشبة المسرح، وآخر ود أن يرى الرواية التى درسها فى المدرسة حية على خشبة المسرح.
وحضر بعض الجمهور من المحافظات لمشاهدة العرض، وعبر بعضهم من القادمين من محافظة الإسكندرية أنهم لم يجدوا أى مشكلة أثناء حجزهم للعرض إلكترونيًّا، وأنهم أول مرة يروا هذه الرواية ولم يقرأوها حتى من قبل، وسعدوا وانبهروا بما شاهدوا الليلة.
وقال مدير المسرح القومى د. أيمن الشيوى: «الملك لير» عرض كبير لا يمكن أن يقدمه غير المسرح القومى، والحمد الله النتيجة مرضية وكلنا سعداء بالتجربة وبالعرض، ووزيرا الثقافة والخارجية عبرا عن إعجابهما بالعرض.
شهد العرض الدكتور أحمد فؤاد هنو، وزير الثقافة، والدكتور بدر عبد العاطى، وزير الخارجية والهجرة، والكاتبة الدكتورة لميس جابر ونخبة من الفنانين والنقاد وجمهور المسرح، إلى جانب عدد من قيادات وزارة الثقافة.
وعلى هامش الافتتاح، أعرب الدكتور أحمد فؤاد هنو، وزير الثقافة، عن فخره وسعادته بعودة النجم يحيى الفخرانى للوقوف على خشبة المسرح القومى، ليقدم رائعة «الملك لير» برؤية جديدة، مشيدًا بجودة العرض ورؤية المخرج شادى سرور، وبأداء الفريق الكامل من ممثلين ومصممى ديكور وأزياء وإضاءة. وأثنى الوزير بشكل خاص على الأداء المتفرد للفنان يحيى الفخراني، الذى قدّم شخصية الملك لير بإحساس عميق وبراعة فنية فائقة، مؤكدًا أن ما قدمه يعكس طاقته الإبداعية المتجددة وقدرته الاستثنائية على إعادة اكتشاف النص المسرحى بروح معاصرة.
ووجّه الدكتور أحمد فؤاد هنو الدعوة للجمهور والأسر المصرية لحضور العرض، والاستمتاع بتجربة مسرحية ممتعة وثرية، تمزج بين الترفيه والتفكير، وتعكس الدور الحيوى للمسرح فى تشكيل الوعى الجمعى وبناء الذوق العام.
وقال الناقد طارق الشناوى استمتعت بالعرض، الذى أراه للمرة الثالثة، فشاهدت النسختين السابقتين، وفى الثلاث معالجات التى قدمها الفخرانى أرى أن هذه النسخة هى الأفضل، وتتميز هذه النسخة أن يحيى فى حالة ألق زائد واقترابه للشخصية وإحساسه بها أعلى، والمخرج أضاف للعرض باستخدامه للتكنولوجيا ورؤيته الإخراجية المختلفة الظاهرة بوضوح، وخاصة فى بعض المناطق الذى استخدم فيها تقنيات سينمائية برؤية مسرحية.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك