ماذا تحمل الأيام المقبلة للاتحاد الأوروبي بعد فوز الشعبويين بانتخابات التشيك؟ - بوابة الشروق
الخميس 9 أكتوبر 2025 5:42 م القاهرة

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

برأيك.. هل تنجح خطة الـ21 بندًا لترامب في إنهاء حرب غزة؟

ماذا تحمل الأيام المقبلة للاتحاد الأوروبي بعد فوز الشعبويين بانتخابات التشيك؟

بروكسل - (د ب أ/إي إن آر)
نشر في: الخميس 9 أكتوبر 2025 - 11:12 ص | آخر تحديث: الخميس 9 أكتوبر 2025 - 11:12 ص

أكد الملياردير اليميني الشعبوي أندريه بابيش، بعد فوزه الساحق في الانتخابات البرلمانية التي جرت في جمهورية التشيك نهاية الأسبوع الماضي، موقفه المؤيد للاتحاد الأوروبي، إلا أن بعض سياساته قد تشكل خطرًا على السياسة الصناعية للتكتل الأوروبي وعلى دعمه لأوكرانيا.

ويسعى بابيش، حاليًا إلى تشكيل حكومة أقلية، بعدما أصبح حزبه الشعبوي "آنو" (نعم) القوة السياسية الأكبر في البلاد بحصوله على أكثر من 34.5% من أصوات الناخبين.

وقال إنه سيعمل على الحصول على دعم من حزب الحرية والديمقراطية المباشرة (SPD) اليميني المتطرف، الذي حصد 7.8% (15 مقعدًا)، وحزب "سائقي السيارات" اليميني الشعبوي الجديد (AUTO) الذي حصل على 6.8% (13 مقعدًا).

وعقب استقباله بابيش، في وقت مبكر من صباح الأحد الماضي، قال الرئيس التشيكي بيتر بافيل، إنه سيعلن تشكيل الحكومة الجديدة في نوفمبر المقبل، على أقرب تقدير، لإتاحة الوقت الكافي للمفاوضات السياسية، وسيمتلك حزب "آنو" 80 مقعدًا من أصل 200 في مجلس النواب.

وحصل تحالف "سبولو" (معًا) المنتمي ليمين الوسط، بقيادة رئيس الوزراء الحالي بيتر فيالا، على 23.4% من الأصوات، مقابل 27.8% في انتخابات عام 2021، وبلغت نسبة المشاركة 69%، وهي الأعلى منذ انتخابات 2021.

- مصدر إزعاج جديد لبروكسل

أكد بابيش، بعد فوزه، أنه مؤيد لأوروبا ويريد "أن تسير أوروبا على نحو جيد"، لكنه يُتوقع أن يكون شريكًا صعبًا للتكتل الأوروبي، إذ تعهد خلال حملته الانتخابية بوقف شحنات الأسلحة لأوكرانيا، و"تدمير" الاتفاق الأخضر (الصفقة الأوروبية الخضراء) وإنهاء حزمة الهجرة واللجوء الأوروبية.

وقال كاريل هافليتشك، الرجل الثاني في حزب "آنو"، إن الحكومة المقبلة ستبعث فورًا برسالة إلى بروكسل تُبلغها فيها بأن جمهورية التشيك لن تطبق حصص الانبعاثات الخاصة بالمنازل، وأنها ترفض ميثاق الهجرة واللجوء.

غير أن بابيش سيواجه تحديات داخلية عند التعامل مع حزب الحرية والديمقراطية المباشرة، الذي يضغط لإجراء استفتاء حول الخروج من الاتحاد الأوروبي، بحسب المحلل بيتر جوست من جامعة متروبوليتان في براغ.

وقال جوست، إن هذا المطلب سيُطرح على طاولة المفاوضات، ما يمنح الحزب المتطرف قدرة على "الابتزاز السياسي"، إذ لن يتمكن بابيش من الحكم بدونه.

وأضاف جوست أن بابيش "لن يكون مهتمًا باتخاذ أي خطوات متسرعة بشأن عضوية الاتحاد الأوروبي"، مشيرًا إلى مصالحه التجارية الواسعة في أوروبا الغربية.

ويمتلك بابيش شبكة تضم أكثر من 250 شركة، من بينها شركة "أجروفيرت" القابضة العاملة في الزراعة والكيماويات الزراعية، والتي توظف نحو 31 ألف شخص.

ويمثل الحلفاء المحتملون الآخرون لبابيش أيضًا تحديًا لأوروبا، إذ دخل حزب "سائقي السيارات" المشهد السياسي حديثًا بحصوله على مقعدين في البرلمان الأوروبي عام 2024.

وينتقد الحزب الصفقة الخضراء ويدعو إلى خفض الضرائب وتقليص البيروقراطية، كما يطالب بإعفاء بلاده من الانضمام إلى منطقة اليورو مستقبلًا، مع الدعوة إلى مزيد من الاستقلالية داخل الاتحاد الأوروبي رغم تأييده للبقاء فيه.

- أصدقاء في أماكن مثيرة للجدل

يُعد بابيش، صديقًا مقربًا لرئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان، أحد أبرز المنتقدين للاتحاد الأوروبي، كما يُبدي إعجابه بالرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، وقد أسس مع أوربان مجموعة "وطنيون من أجل أوروبا" (PfE) في البرلمان الأوروبي.

ورغم ذلك، لا يراه المحللون متشككًا أيديولوجيًا أو استراتيجيًا تجاه الاتحاد الأوروبي، بل يعتبرونه سياسيًا براجماتيًا.

ويرى الباحث مارتن فوكاليك من مركز الأبحاث التشيكي "يوربيوم" في بروكسل، والمحلل البلجيكي جان ميشيل دي وايل من جامعة بروكسل الحرة، أنه لا يوجد ما يدعو لتغيير جذري في السياسة الخارجية التشيكية.

وقال فوكاليك، إن حزب "آنو" استغل حالة الإحباط الشعبي لتعبئة ناخبيه وجذب مؤيدي الأحزاب الاحتجاجية، مؤكدًا أن المجتمع التشيكي لا يرغب في الابتعاد عن الإطار الديمقراطي أو التوجه الأوروبي.

وأضاف فوكاليك: "لا أتوقع تغيرا جذريًا في السياسة الخارجية للتشيك تحت قيادة بابيش، رغم أن ذلك سيعتمد على شكل حكومته المقبلة".

أما دي وايل فقال إن فوز بابيش "ليس خبرًا سارًا" لبروكسل، معتبرًا أن الحكومة التشيكية المقبلة قد تُعقّد جهود بناء اتحاد أوروبي أقوى وأكثر وحدة من الناحية الاقتصادية والاجتماعية والعسكرية.

وفي المقابل، يرى عالم السياسة السلوفاكي رادوسلاف شتفانشيك من جامعة براتيسلافا للاقتصاد والأعمال، أن بابيش لا يُبدي موقفًا مؤيدًا لروسيا بقدر ما يفعل أوربان أو نظيره السلوفاكي روبرت فيكو، خاصة أن التشيك تخلّصت من اعتمادها على واردات الطاقة الروسية.

- متاعب محتملة لكييف

أبدى بابيش شكوكه في استمرار تقديم المساعدات لأوكرانيا، على خلاف الحكومة اليمينية الوسطية المنتهية ولايتها التي دعمت كييف منذ الحرب عام 2022.

ووعد بمراجعة الحملة الدولية التي أطلقتها حكومة فيالا، والتي زودت أوكرانيا بـ3.5 مليون قذيفة مدفعية منذ العام الماضي، مشيرًا إلى أنه مستعد لمناقشة مستقبل الخطة مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي.

كما صرح بأن كييف "غير مستعدة للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي.. ويجب إنهاء الحرب أولًا"، مع تأكيده دعم بولندا باعتبارها "أقرب شريك لجمهورية التشيك"، مشيرًا إلى أن بلاده ستقف إلى جانب بولندا إذا تعرضت لأي تهديد.

وانتقد بابيش الحكومة السابقة لأنها "همّشت" مجموعة فيسيغراد، التي تضم التشيك وبولندا والمجر وسلوفاكيا.

وقال رئيس الوزراء السلوفاكي فيكو، إنه يتوقع أن تعزز عودة بابيش للسلطة دور المجموعة الإقليمي.

- تهنئة من بودابست وبراتيسلافا والوطنيون من أجل أوروبا

انتقل حزب "آنو" من مجموعة "تجديد أوروبا" الليبرالية في البرلمان الأوروبي إلى مجموعة "وطنيون من أجل أوروبا" اليمينية عام 2024، حيث يجلس إلى جانب حزب فيدس المجري، وحزب الحرية النمساوي، وحزب التجمع الوطني الفرنسي بزعامة مارين لوبان.

وكتب أوربان على منصة "إكس" عقب الانتخابات التشيكية: "سادت الحقيقة".

كما جاءت التهاني من جوردان بارديلا من فرنسا، وماتيو سالفيني من إيطاليا، اللذين اعتبرا فوز بابيش دعمًا متزايدًا لسياسات "حرية المشاريع ورفض الهجرة غير المنضبطة والسياسات البيئية القمعية".

وقال سالفيني، نائب رئيسة الوزراء الإيطالية، إن مجموعة "وطنيون من أجل أوروبا" تكتسب مزيدًا من الدعم في أنحاء القارة.

وأضاف عبر "إكس": "صديقنا أندريه بابيش يفوز في انتخابات التشيك، ويهزم اليسار، ويستعد لقيادة حكومة تركز على مكافحة الهجرة غير الشرعية، ومعارضة الحرب، ووقف السياسات المجنونة لبروكسل".

وفي حال انضم حزب "سائقي السيارات" إلى "آنو"، قد تصبح براغ مصدر قلق لرئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، إذ قد يعوق بابيش قضايا رئيسية مثل تمويل إعادة إعمار كييف باستخدام الأصول الروسية المجمدة، أو إطلاق مراحل جديدة من عملية انضمام أوكرانيا للاتحاد الأوروبي.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك