أطلق موقع الصور والفيديوهات الشهير إنستجرام، ميزة جديدة تسمح للمستخدمين بمشاركة مواقعهم عبر خريطة داخل التطبيق، وجاء في بيان الإصدار أن الميزة هي إحدى الطرق الجديدة التي تساعدك على التواصل بشكل أفضل مع أصدقائك على إنستجرام، إذ تسمح للمستخدمين برؤية المحتوى الذي ينشره أصدقاؤهم ومنشئو المحتوى المفضلين لديهم من مواقع محددة.

وبحسب وكالة الصحافة الفرنسية، لاقت هذه الميزة انتقادات بسبب إمكانية مشاركة أماكن تواجد المستخدمين دون علمهم، إذ عبر بعض المستخدمين عن شعورهم بالصدمة عندما اكتشفوا أن موقعهم ظهرت لغيرهم دون علمهم؛ مما أدى إلى ظهور تحذيرات فيروسية عبر الإنترنت.

ونشرت كيلي فلاناغان نجمة برنامج الواقع "ذي باتشلر"، لمتابعيها البالغ عددهم 300 ألف على تطبيق تيك توك مقطعا فيديو، وصفت فيه الميزة بـ"الخطيرة"، وقدمت تعليمات خطوة بخطوة حول كيفية إيقافها.

وردت عليها ليندسي بيل مستخدمة إنستجرام، بأن ميزة مشاركة الموقع الخاصة بها كانت مُفعّلة، وكان عنوان منزلها يظهر لجميع متابعيها، وعندما علمت بالأمر أوقفتها فورًا، وقالت: "جعلتني أشعر باشمئزاز شديد".

- التحديث اختياريا.. ميتا ترد

بدورها، أوضحت شركةMeta ، أن الميزة معطلة بشكل افتراضي والتحديث اختياريًا، إذ نشر الرئيس التنفيذي لشركة إنستجرام آدم موسيري، منشورًا قال فيه: "توضيح سريع لخريطة الأصدقاء، ستجري مشاركة موقعك فقط إذا قررت مشاركته، وإذا قررت ذلك، فلا يمكن مشاركته إلا مع مجموعة محدودة من الأشخاص الذين تختارهم".

لكن علقت عليه إحدى صانعات المحتوى، بأن ما يقوله ليس صحيحًا: "لا يمكنني الوصول إلى ميزة الخريطة هذه، ومع ذلك حذرني بعض متابعيني من أنهم يمكنهم رؤية أين كنت لم أعط أبدا الإذن لذلك!.. لذلك كان خياري الوحيد هو إيقاف تشغيله من إعدادات آي فون".

وقال مستخدم آخر، إن هذه فكرة سيئة، ولها مخاطر أمنية كثيرة.

- مشاكل الخصوصية في ميتا لا تنتهي

ومنذ أسبوع، أيدت هيئة محلفين فيدرالية في سان فرانسيسكو، نساءً اتهمن شركة ميتا باستغلال البيانات الصحية التي يجمعها تطبيق فلو Flo الذي يتتبع الدورة الشهرية ومحاولات الحمل، وخلصت هيئة المحلفين، إلى أن شركة ميتا استخدمت بيانات صحية حساسة للنساء؛ لتحسين استهداف الإعلانات المربحة.

وبحسب شركة "لاباتون كيلر سوتشارو" للمحاماة التي مثلت المدعيات، أظهرت الأدلة المقدمة في المحاكمة، أن ميتا كانت على علم بحصولها على بيانات صحية سرية من تطبيق تابع لجهة خارجية، وأن بعض الموظفين أظهروا استخفافًا إزاء طبيعة المعلومات.

- العواقب ليست رقمية فحسب.. بل تطول السلامة النفسية

وأشارت دراسة بحثية، أجرتها مؤسسة eSafety نشرت عام 2024، إلى أن العديد من الشباب البالغين قد اعتادوا على السيطرة القسرية القائمة على التكنولوجيا في العلاقات الحميمة مع شركائهم، إذ يعتقد ما يقرب من واحد من كل خمسة منهم أنه من المعقول تتبع موقع الشريك.

وأظهرت الأبحاث التي أجرتها لجنة السلامة الإلكترونية، أن تطبيقات مشاركة الموقع تزيد من خطر السيطرة القسرية القائمة على التكنولوجيا والتي تعرف أنها نمط من السلوك يجري فيه استخدام الأدوات الرقمية؛ لمراقبة أو التلاعب أو ترهيب شريك أو شريك سابق، ما ينتج عنه آثار مدمرة على إدراك هذا الشخص، وإحساسه بقيمته الذاتية، وإحساسه بالأمان.