شهادات سجن صيدنايا.. سجين يروي كيف تمت تصفية القاضي السوري نايف الرفاعي بأبشع الطرق - بوابة الشروق
الخميس 12 ديسمبر 2024 6:39 م القاهرة

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

شهادات سجن صيدنايا.. سجين يروي كيف تمت تصفية القاضي السوري نايف الرفاعي بأبشع الطرق

منال الوراقي
نشر في: الثلاثاء 10 ديسمبر 2024 - 8:04 م | آخر تحديث: الثلاثاء 10 ديسمبر 2024 - 8:04 م

بعد دخولها العاصمة السورية دمشق وإسقاط نظام الرئيس السوري بشار الأسد، تمكنت قوات المعارضة السورية من اقتحام سجن "صيدنايا" وتحرير كافة المعتقلين منه.

ويُعد "صيدنايا" أحد أكثر السجون العسكرية السورية تحصينًا، وواحدًا من أكثر الأماكن سرية في العالم، والذي أُطلق عليه "المسلخ البشري" بسبب التعذيب والحرمان والازدحام داخله، ولُقّب أيضًا بـ"السجن الأحمر" نتيجة الأحداث الدامية التي شهدها.

في عام 2019، رصد كتاب "سجن صيدنايا خلال الثورة السورية: شهادات", الذي أطلقته "رابطة معتقلي ومفقودي سجن صيدنايا"، تفاصيل مروعة عن الحياة داخل السجن سيئ السمعة، على لسان 14 شخصًا نجوا من الموت وتجرعوا أشد أنواع التعذيب والترهيب.

وروى الكتاب يوميات المعتقلين وما يتعرضون له من حرمان بسبب سياسات التجويع، وانقطاع المياه، والوضع الطبي المتردي، والعقوبات التي يتعرضون لها، وعمليات الإعدام، إضافة إلى أسلوب التحقيق الوحشي.

ووثق الكتاب لحظات مقتل معتقلين داخل السجن، والوسائل التي يعتمدها السجانون بعد ذلك لترهيب البقية بأجساد الأموات، وفقًا لشهادة أحد المعتقلين، وكيف أجبرهم السجانون على قتل زملائهم الأضعف مقابل الإبقاء على حياتهم وتقديم بعض الطعام الإضافي لهم.

الشهادة السابعة.. إذا سجلت أنك مريض فقد يعني هذا نهايتك

هذه المرة، نقل الكتاب عن أحد المسجونين ويدعى عماد الدين شحود تجربته مع أحد القضاة، القاضي نايف الرفاعي، فقال: تعرفت إلى القاضي الرفاعي في البناء الأحمر بسجن صيدنايا عام 2012، وبقينا سوياً حتى مقتله في أبريل 2014. كانت أخلاقه ممتازة وكان محترمًا جدًا ومن عائلة كريمة من درعا. سُرّح والده فيصل من المخابرات الخارجية عام 1975.

وأضاف: نايف من مواليد 1974 مثلي، ولذلك كنا مقرّبين. وحسب ما روى لي، فإنه حاز الثانوية العامة وسافر للعمل في دولة الإمارات، ثم عاد ودرس الحقوق وتقدم للعمل في القضاء العسكري. زوجته مدرسة لغة إنجليزية في مدارس داريا، اسمها هند الحامد، من نازحي الجولان، وكان شقيقها فراس رئيسًا لفرع أمن الدولة بحمص. ولهما ابنتان، جوليا ونورما. كان منزله في صحنايا، وقد استلم من إدارة القضاء العسكري سيارة جيب "واز" بحكم عمله.

وتابع: لم يميزوه إيجابيًا في السجن، بل ربما تعرض للضرب أكثر من سواه. كما سجنت أخته لدى المخابرات الجوية بتهمة تهريب شاب مطلوب من درعا.

واستكمل: كان مع الثورة قلبًا وقالبًا. وكان متهمًا بالتعامل مع الثوار بدمشق وتسريب أوراق سرية تتضمن أحكامًا بالإعدام أصدرها القاضي محمد كنجو حسن، رئيس المحكمة الميدانية، وهو من خربة المعزة التابعة لبانياس. كما اتهم الرفاعي بتسريب عناوين هذا الأخير مما دفعه إلى الإقامة في نادي الفروسية بالديماس ليظل في مأمن.

وأضاف عماد: شملت التهمة ثلاثة قضاة وقتها، أحدهم نايف، والثاني نمر النمور من قدسيا الذي تمكن من الفرار قبل القبض عليه، وثالث لم أعد أذكر اسمه. طُلب نايف إلى المحكمة مرة واحدة فقط في شهر أكتوبر 2013. وهناك حاكمه تلميذه سامر معلا، وهو صهر ضابط الأمن الشهير اللواء عبد الفتاح قدسية من ابنته فتون، كما أخبرني الرفاعي نفسه.

وقال عماد: بعد الزيارة الأخيرة التي تلقاها من زوجته، أعاده عسكري يدعى عيسى محمد من صافيتا. أعتقد أنه قتل وحده حوالي 1000 سجين. أدخله إلى المهجع وأجلسه أرضًا وأخذ يضربه بـ"بورية" من الحديد على معدته وخرج. بعد خمس دقائق، بدأ القاضي ينزف من فمه ثم أصيب بالإغماء.

واستكمل: كان معنا طالب في السنة الثانية بكلية الطب اسمه محمد القاسم، سيموت لاحقًا. سألته فقال إن هذه أعراض نزيف في المعدة. كان نايف في السابق ضخمًا ممتلئ الجسم، طوله حوالي 190 سم، لكنه فقد الكثير من وزنه نتيجة الجوع والمرض والهم. كان مصابًا بمرض قلب ويتناول نوعين من الدواء أحدهما مميع للدم. كانوا يعطونه العلاج في البداية ثم قطعوه.

وتابع: أثناء النزيف لم نكن نملك سوى الماء. غسلنا وجهه وفمه، أطعمته قطعة برتقال فتقيأها وتوفي رحمه الله.

الوضع الطبي

قال عماد: إذا سجلت أنك مريض، فقد يعني هذا نهايتك، بسبب الضرب الذي تتعرض له ذهابًا وإيابًا في الطريق إلى مشفى تشرين العسكري، وحتى من الطبيب. عندما يصحبك السجانون يعطونك رقمًا وتمنع من ذكر اسمك. في إحدى المرات، سجلت أني مريض فأعطوني الرقم 2529. كنا حوالي 30 محالًا إلى المشفى، وعندما وصلنا كان أربعة منا قد توفوا. في اليوم التالي، أخذوني لوضع جثث من قضوا في المشفى في أكياس. كانوا أكثر من 15 قتلوا على يد الشبيحة والأطباء. أعتقد أن عدد الذين لاقوا حتفهم في هذا المشفى أكثر من الذين ماتوا في سجن صيدنايا.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك