أثار الحوار الذي أجرته إحدى القنوات، مع الفنان يوسف فوزي، حالة من الجدل في الأوساط الفنية والإعلامية، خاصة بعد أن تصدر «الترند» على محركات البحث، حسب ما نشرته القناة على صفحاتها بمواقع التواصل الاجتماعي.
وجاءت معظم التعليقات تقريبا بالدعاء للفنان الكبير في محنته، بينما انتقد البعض فكرة استدرار تفاعل الجمهور عبر استضافة فنان مريض؛ ليتحدث عن حياته تحت وطأة مرض عضال جعله غير قادر على الكلام.
وأبدت المذيعة رشا نبيل، اعتراضها عبر نشر تعليق على صفحتها بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، قائلت فيه: "بجد بقى عيب ولا يصح أبدا أبدا بأي معايير صحفية أو إنسانية أن تسمح قناة بإرسال مراسل إلى منزل فنان مريض ويعاني من أعراض مرضية وتسجل معه وتسأله تقول أيه لجمهورك؟!".
وأكملت: "هذا ليس إعلاما ولا صحافة.. هذا تدمير للمهنة التي تحكمها قواعد مهنية وإنسانية.. كفاية بقي كفاية بجد".
وحوار القناة مع الفنان يوسف فوزي تحت حصار المرض لم يكن الأول الذي تذيعه المحطة، إذ سبق وأن أذاعت حوارا له في نوفمبر من العام الماضي، ولكن الجديد في الحوار الأخير هي تلك الكلمات التي عبر بها الفنان الكبير عن تفاصيل مؤلمة لما وصلت إليه حالته الصحية، وامتناعه عن الرد على التليفون رغبتة منه في عدم إيذاء مشاعر أصدقاءه بما وصلت إليه حلته الصحية، وطلبه من الجمهور أن يذكروه ويدعوا له بعد رحيله.
كما تحدث عن يومه وكيف يقضيه في البيت مع أسرته وشقيقاته الأربعة، وحرصه على قراءة القرآن وأداء الصلوات.
واختص الفنان يوسف فوزي، في وقت سابق، من قبل الإعلامي عمرو الليثي بحوار أذيع على قناة "الحياة"، وعندما سأله ممكن تقولنا حاجة واحدة نفسك فيها جدا الفترة اللي جاية؟.. أجاب: "نفسي ربنا يقدرني وأقدر أصلي الفجر الفترة اللي جاية دي لأني ابتديت أنسى؛ لأن للأسف المرض اللي عندي دا من أعراضه إنه بيقلب بألزهايمر، فأنا وأنا بصلي بقول قل هو الله أحد بتوه فيها وبقعد اركز بشكل فظيع جدا عشان أرجع للآيات من تاني.. ربنا يقدرني بس لان صلاة الفجر دي مزاج ما بعد مزاج يعني.. وأنا مفوتهاش ولا مرة بقالي 28 سنة بصليها وصلي كل الفروض الحمدلله".
واعتزل الفنان يوسف فوزي، الفن في عام 2016؛ بسبب إصابته بالشلل الرعاش، وأصبح نادر الظهور في الحياة العامة، بعد مشوار حافل قدم خلاله أدوارا أحبها جمهور الفن العربي، ومنها أفلام "النمر الأسود"، و"الهروب" و"شبكة الموت" و"بوشكاش" و"الليمبي 8 جيجا" و"غش الزوجية".
وولد في 16 يوليو من عام 1945 بالقاهرة، لأسرة لها علاقة وثيقة بالفن، فالأب مهندس صوت مصري عمل في حقبة الأربعينيات باستوديو مصر، والأم إنجليزية الأصل، تخرجت في معهد "رادا" للتمثيل بإنجلترا، وحصلت على لقب ملكة جمال مصر عام 1936.
وكان من ضمن زملائه في الدراسة بمدرسة الجلاء الخاصة، الفنانين حسين ومصطفى فهمي، والمخرجين أحمد يحيى، وعلي بدرخان.
وحصل على بكالوريوس تجارة من جامعة القاهرة، وبعد تخرجه من الجامعة سافر إلى لندن، وعمل في مجال المطاعم قبل أن يعود إلى مصر.
وبدأ التمثيل منذ أوائل حقبة الثمانينيات وتحديدا عام 1982 في عشرات الأدوار المساعدة بين السينما والتيلفزيون، ومن أفلامه "حتى لا يطير الدخان، وشاهد إثبات، والجاسوسة حكمت فهمي، وظرف طارق".
وكثف عمله في الدراما التليفزيونية منذ أواخر التسعينيات بجوار عمله السينمائي، حيث قدم مسلسلات "هوانم جاردن سيتي، والقرموطي في مهمة رسمية، وأوبرا عايدة، وفارس بلا جواد، والملك فاروق".
ومن المفارقة الغريبة في حياة يوسف فوزي هي إصابته عام 2016 بالشلل الرعاش، بعد ما كان يجسد دور طبيب أصابه نفس المرض في مسلسل "أوبرا عايدة" عام 2000.