تحدث أحمد المسلماني، رئيس الهيئة الوطنية للإعلام، عن توجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسي، خلال الاجتماع مع ممثلي الهيئات الإعلامية والصحفية، يوم الأحد الماضي.
وقال خلال لقاء لفضائية «الأولى»، مساء الأحد، إن الاجتماع امتد لأكثر من 3 ساعات، وتناول قضايا عديدة؛ تاريخية وجغرافية وسياسية واقتصادية ومحلية وإقليمية ودولية وثقافية، مشيرًا إلى استماعهم إلى رؤية الرئيس لقضايا عديدة متشابكة ومتقاطعة.
وأوضح أن الرئيس وجه بالانتقال من صناعة القوة الصلبة إلى إعادة صياغة وترميم القوى الناعمة، كما أكد ضرورة التركيز على بناء الشخصية المصرية الوطنية.
وذكر أن الرئيس السيسي أكد أن الإصلاح في ماسبيرو والإعلام والقوى الناعمة من المنطقي أن يكون تدريجيًا، معقبًا: «نتعامل مع أنفس وشخصيات وأنا وفردية وشهرة واعتداد بالرأي، والوسط يحتاج اللين والهدوء من أجل الانتقال إلى وضع أفضل».
البحث عن أم كلثوم والشيخ الشعراوي
ومن أبرز التوجيهات الرئاسية، إعادة اكتشاف الصحفيين والإعلاميين والمبدعين والموهوبين بمختلف محافظات الجمهورية.
وأضاف: «الرئيس سأل: هل يمكن أن تكون هناك أم كلثوم أخرى أو الشيخ الشعراوي مرة أخرى، وأجاب أنه نعم لإن البيئة في حال تعديلها وتهيئتها، وكما قال الدكتور أحمد زويل، أن مشكلة الشرق إنه ضد الناجح حتى يفشل والغرب ضد الفاشل حتى ينجح، لو عكسنا المعادلة يمكن أن نعكس المعادلة ونجد أم كلثوم والشيخ الشعراوي».
لا نريد شعبا مغيبا جاهلا
ونوه أن الرئيس شدد في حديثه على ضرورة وعي المجتمع، ناقلًا عن الرئيس قوله: «لا نريد شعبًا مغيبًا، لا نريد شعبًا جاهلًا، نريد شعبًا واعيًا مثقفًا متعلمًا».
وأشار إلى أن حديث الرئيس يرد على تصورات البعض الذين يعتقدون أن الدولة تريد للشعب ألا يكون واعيًا، وأن يكون غارقًا في القضايا البائسة على وسائل التواصل، أو إلهائهم بسفاسف الأمور والانشغال بقضايا تافهة أو أشخاص غير مؤهلين لحوار المجتمع.
وواصل: «هذا القول يقطع من يتصورون أن هذا الإلهاء مفيد سياسيًا، لكن أعلى سلطة في الدولة الرئيس يقول إننا لا نريد شعبا مغيبًا ولا شعبًا جاهلا بل شعب مثقف وواعٍ».
تمكين الشباب واستيعاب المعارضة السياسية
وأفاد المسلماني، بأن الرئيس يرى بأن دور الإبداع والمبدعين يستطيع أن يعوض عدم الوفرة المالية الكبيرة، مؤكدًا: «الأمر ليس معناه أن الدولة تتخلى عن التزامها، وإنما التعويض بالإبداع المصري، حتى وإن لم تكن الميزانية بالطريقة المنافسة لميزانيات دول أخرى».
كما وجه الرئيس بضرورة دعم الكتاب المميزين، وأن تكون هناك نخبه ثقافية وكتاب مصريين على مستوى عالٍ، إضافة إلى تمكين الشباب المتمكن مهنيًا وعلميًا، وليس أصحاب الصلات بقيادات الإعلام.
ومن توجيهات الرئيس ضرورة الاستعانة بكل الكوادر، وإعادة النسيج السياسي الوطني، إضافة إلى إتاحة الفرصة للنقاش والحوار.
واستطرد: «بالتالي استيعاب المعارضة السياسية في مصر أمر مطلوب ومهم، طالما أنه يقف مع فكرة الدولة ومؤسساتها، لكنه معارض للحكومة وسياسات الوزراء أو رئيس الوزراء أو السلطة السياسية فمن حقه أن يعبر عن رأيه طالما أنه في إطار ثوابت الدولة المصرية».
وأوضح أن الرئيس وجه باستيعاب كل الآراء، وأكد أن «الرأي الآخر لا يجب أن يكون محجوبًا أو ممنوعًا، بل يجب أن يكون حاضرًا في ماسبيرو (إعلام الدولة)، قبل أن يكون حاضرًا في أي مكان آخر».
ورأى رئيس الهيئة الوطنية للإعلام، أن التوجيه الرئاسي باستيعاب كل الآراء واحترام الرأي الآخر بأنه «يعني انفتاحًا إعلاميًا».
نقد إعلامي ذاتي وتحذير من تدمير الأمة بسبب الترند
ولفت إلى أن الرئيس تحدث عن نقد الإعلام لذاته، مستطردًا: «الرئيس قال لنا أنتم تقدروا في النشرة أو في أي برنامج تنتقدوا المسئولين ورئيس الوزراء والوزراء والمحافظين، طب لو أنتم أخطأتم من ينتقدكم؟ هل الإعلام ينتقد ويراجع نفسه. لابد يكون في نقد ذاتي لينا لأننا أولى بالنصيحة».
ونقل تأكيد الرئيس بأن «كل مؤسسة أدرى بإدارة مصالحها، وأن أصحاب المهنة يجب أن يكونوا حاضرين وبقوه في إدارة وتوجيه هذه المهنة، ليس فقط في الصحافة والإعلام، وإنما في كل المؤسسات».
ونوه أن الرئيس حذر من اندفاع إعلاميين كثر وراء الشهرة والترند، مختتمًا: «الرئيس أشار إلى إن إعلاميين كتير بيجروا ورا الشهره والترند، وإنه وهو بيحاول يجيب ويجذب بأي طريقه ممكنة من أجل حفنة من الملايين أو مئات الملايين من الإعلانات ممكن يدمر أمة بأكملها