في إطار احتفالاتها بعيد الميلاد التسعين للفنانة الكبيرة لبنى عبد العزيز، الذي وافق مطلع الشهر الجاري، نظّمت الجامعة الأمريكية بالقاهرة، بالتعاون مع مشروع "أرواح في المدينة" للكاتب الصحفي محمود التميمي، معرضًا للصور النادرة يستمر حتى منتصف الشهر، يوثق مسيرتها الفنية وذكرياتها مع الجامعة التي تخرّجت فيها، وحصلت على لقب "فتاة الجامعة" قبل سبعين عامًا في عام 1954.
بدأت علاقة لبنى عبد العزيز بالفن منذ طفولتها، إذ عملت بالإذاعة وهي في نحو العاشرة من عمرها ضمن برنامج "ركن الطفل" الذي كانت إدارته إنجليزية آنذاك، وواصلت العمل الإذاعي لسنوات مستخدمة اسم "آنتي لولو". ومع تقديمها لعدد من الروايات الإذاعية، نما حبها للتمثيل، وهو الشغف الذي استمر بعد التحاقها بقسم الصحافة بالجامعة الأمريكية، حيث شاركت في تمثيل العديد من العروض المسرحية التي قُدمت على مسرح قاعة إيوارت بالجامعة، لتتوج بلقب "فتاة الجامعة".
وضم المعرض مجموعة من الصور التي وثّقت مشوارها الفني منذ بداياته، إلى جانب أفيشات أعمالها المميزة. ومن أبرز المعروضات كان تمثال مجسم لشخصية "هاميس" التي جسّدتها في بطولة فيلم عروس النيل، وهو التمثال الذي أهداه إليها الكاتب الصحفي محمود التميمي في احتفالية أقيمت قبل 3 سنوات، من تصميم الفنان التشكيلي هاني جمال الدين.
وكشف التميمي خلال المعرض أن لبنى عبد العزيز تُقدّر هذا التمثال بشكل خاص، وروى واقعة طريفة حين زارتها أميرة سعودية في منزلها وأُعجبت بجمال التمثال، فعرضت عليها شراءه بشيك مفتوح، إلا أن لبنى رفضت قائلة إنها لا تبيع تاريخها ولو بمال الدنيا كله.
وقال الفنان التشكيلي هاني جمال الدين لـ"الشروق": "لبنى عبد العزيز أيقونة تاريخية، وجميلة من جميلات الشاشة المصرية. عندما تواصل معي الأستاذ محمود التميمي لتنفيذ التمثال، كنت شغوفًا بالفكرة، وعملت عليه وأنا أشعر بفخر كبير، مستعينًا بصور عديدة من أفلامها ومراحل حياتها".
وأضاف، كل صورة كانت تحمل جمالًا خاصًا ورقيًا يحكي تاريخها. أنجزت التمثال في أسبوع واحد فقط، وهو وقت قياسي مقارنة بأعمال مشابهة تستغرق شهرين على الأقل.
وتابع، سعدت جدًا عندما اتصلت بي وأبدت إعجابها بالتمثال، واعتبرته هدية بسيطة لإهدائها في عيد ميلادها، مع أمنياتي أن تحتفل بمئويتها وأكثر وهي بكامل التألق.
احتفلت سلسلة «أرواح في المدينة» بعيد ميلاد الفنانة الكبيرة لبنى عبد العزيز التسعين، الذي وافق الأول من أغسطس الجاري، وذلك في أمسية خاصة استضافتها قاعة إيوارت التذكارية بالجامعة الأمريكية بالتحرير، التي شهدت تتويجها بلقب «فتاة الجامعة» قبل سبعين عامًا.
وخلال الأمسية، استعرض الكاتب والموثق الثقافي محمود التميمي صورة للبنى عبد العزيز وهي تتسلم وسامًا من الرئيس الراحل جمال عبدالناصر في احتفالية «عيد العلم والفن»، حيث روت أن لقاءها الأول به كان على خشبة المسرح نفسه حين قدمته في إحدى المناسبات، ليطلب بعدها حضورها مرة أخرى لتقديمه في مناسبة تالية، ثم جاء اللقاء الثالث يوم تكريمها بالوسام وسط نخبة من المكرمين.