تستضيف مدينة شرم الشيخ، غدّا، قمة دولية تحت عنوان "قمة شرم الشيخ للسلام"، بعد ظهر يوم الإثنين الموافق ١٣ أكتوبر ٢٠٢٥، برئاسة مشتركة بين السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي والرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وبمشاركة قادة أكثر من عشرين دولة.
تهدف القمة إلى إنهاء الحرب في قطاع غزة، وتعزيز جهود إحلال السلام والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط، وفتح صفحة جديدة من الأمن والاستقرار الإقليمي. وتأتي هذه القمة في ضوء رؤية الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لتحقيق السلام في المنطقة، وسعيه الحثيث لإنهاء النزاعات حول العالم، وفقًا لموقع رئاسة الجمهورية.
لمدينة السلام تاريخ طويل في احتضان القمم التي تدعم القضية الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطيني في وطن آمن ودولة مستقلة، ويركز التقرير التالي على أبرز هذه المؤتمرات وما تمخض عنها من قرارات لصالح القضية الفلسطينية.
1996.. وقف الاعتداءات الإسرائيلية وإنقاذ المفاوضات
تعتبر القمة الأولى للسلام التي تعقد في شرم الشيخ وجاءت في أعقاب اعتداءات عنيفة ضد الفلسطينيين من الاحتلال الإسرائيلي.
عقدت القمة يومي 13 و14 مارس 1996 تحت رعاية الرئيس المصري الراحل محمد حسنى مبارك والرئيس الأمريكي الأسبق بيل كلينتون، وبحضور رئيس منظمة التحرير الفلسطينية الراحل ياسر عرفات، ورئيس الوزراء الإسرائيلي آنذاك شيمون بيريز، إلى جانب حضور 12 دولة عربية هي المغرب، وموريتانيا، وتونس، والجزائر، واليمن ودول مجلس التعاون الخليجي الست، فيما رفضت كل من سوريا، ولبنان المشاركة في هذه القمة.
1999.. اتفاق واي ريفر 2 لوقف الاستيطان والانسحاب من الضفة
في سبتمبر 1999 احتضنت شرم الشيخ من جديد مؤتمر يتعلق باتفاق واي ريفر2، وهو المكمل لاتفاقية "واي ريفر 1"، برعاية الرئيس الراحل محمد حسني مبارك، وحضور رئيس منظمة التحرير الفلسطينية الراحل ياسر عرفات، ورئيس الوزراء الإسرائيلي آنذاك بنيامين نتنياهو، إلى جانب وزيرة الخارجية الأمريكية آنذاك مادلين أولبرايت نيابة عن الرئيس الأمريكي بيل كلينتون، والملك عبد الله بن الحسين عاهل المملكة الأردنية.
ركز اتفاق واي ريفر2 في شرم الشيخ على استكمال البنود المعلقة في "واي ريفر1" وأبرزها الانسحاب الإسرائيلي من الضفة الغربية، والإفراج عن السجناء الفلسطينيين، إلا أنها حددت جدولًا زمنيًا لإنجاز هذه المهام وهو 13 سبتمبر 2000 أي بعد عام واحد بعد عقد قمة شرم الشيخ.
2000.. احتواء الانتفاضة الثانية ووقف الاعتداءات الإسرائيلية
عقدت في 17 أكتوبر2000 برعاية الرئيس المصري الراحل محمد حسني مبارك وكلاً من الرئيس الأمريكي بيل كلينتون، ورئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود باراك والرئيس الفلسطيني ياسر عرفات وهي أول لقاء مباشر بينهما منذ اندلاع الانتفاضة الثانية في الأراضي الفلسطينية المحتلة، والتي أعقبها موجة من الاعتداءات الإسرائيلية على الضفة الغربية، كما حضر العاهل الأردني عبد الله الثاني بن الحسين.
جاءت القمة في أعقاب اندلاع الانتفاضة الفلسطينية الثانية في 28 سبتمبر2000، ما أدى إلى حدوث اعتداءات من الاحتلال الإسرائيلي تجاه الفلسطينيين في الضفة، ليقدم الرئيس الأمريكي بيل كلينتون خطة أمريكية لدفع عملية السلام بالشرق الأوسط ، تحتفظ بموجبها إسرائيل بنسبة 9% من أراضي الضفة الغربية وغزة في اتفاق سلام نهائي وتضم إليها 5% من الأراضي الفلسطينية، تمثل تجمعات مستوطنات يهودية على أن يعطى الفلسطينيون في المقابل أراضي بديلة، إلى جانب استئجار إسرائيلي طويل الأمد لـ3% من الأراضي الفلسطينية وإلحاق مستوطنات يهودية في أرض نسبتها 1% بالقدس.
وانتهت بالاتفاق على وقف إطلاق النار، وتشكيل لجنة ميتشيل لتقصي الحقائق، لتخرق إسرائيل كالعادة بندي الاتفاق، وتعود الاعتداءات الإسرائيلية ضد الفلسطينيين بالضفة الغربية.
2005.. غزة تعود للفلسطينيين بعد 38 عاما من الاحتلال
في فبراير2005، استضافت المدينة مجددًا، قمة للسلام برعاية الرئيس المصري الراحل محمد حسني مبارك، وحضور كل من الرئيس الفلسطيني المنتخب حديثاً محمود عباس ورئيس الوزراء الإسرائيلي أرئيل شارون، إلى جانب العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني.
عقدت لإيجاد مخرج سياسي واستئناف عملية السلام التي تعطلت مع اندلاع الانتفاضة الفلسطينية الثانية، والتي استمرت لسنوات، ليعلن رسميًا بعد القمة انتهاء الانتفاضة الفلسطينية الثانية، والانسحاب الإسرائيلي من قطاع غزة بعد 38 عامًا من الاحتلال، ونقل السلطة إلى الجانب الفلسطيني، إلى جانب الاتفاق على الإفراج عن مئات المعتقلين الفلسطينيين.
2010.. محاولة لتجميد الاستيطان الإسرائيلي
في سبتمبر 2010، استضافت شرم الشيخ الجولة الثانية من المفاوضات الفلسطينية الاسرائيلية، بعد إعلان إسرائيل تجميد الاستيطان لمدة 10 أشهر، و بحضور وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون والمبعوث الأميركي لعملية السلام في الشرق الأوسط جورج ميتشل، ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، إلى جانب بعض المسؤولين الأردنيين والأوروبيين، لتعلن إسرائيل في نهاية سبتمبر رفض تمديد تجميد المستوطنات، ويرد الجانب الفلسطيني بالانسحاب من المفاوضات.
2023.. قمة قبيل الحرب الإسرائيلية على غزة 2023
في مارس عام 2023 وقبيل اندلاع الحرب الإسرائيلية على غزة2023، استضافت شرم الشيخ اجتماع أمني سياسي بين الفلسطينيين والإسرائيليين بوساطة عربية ودولية شملت مصر والأردن والولايات المتحدة لتهدئة الأوضاع على الأرض ووقف كل من الاعتداءات الإسرائيلية، والتوسع الاستيطاني الإسرائيلي في الضفة والقدس الشرقية.