- إطلاق تصرفات مائية دون تنسيق يتعارض مع الأسس العلمية ومبادئ التعاون

قال الدكتور هاني سويلم، وزير الموارد المائية والري، إن الاحتفال المزعوم باكتمال السد الإثيوبي، رغم غياب اتفاق قانوني ملزم، لا يضفي عليه أي شرعية، بل يعكس تجاهلًا للحقوق الراسخة لدول المصب.

وأضاف سويلم أن إطلاق تصرفات مائية دون تنسيق يتعارض مع الأسس العلمية ومبادئ الإدارة التعاونية.

جاء ذلك خلال مشاركته في جلسة "الاحتفال بمرور ٥٠ عامًا على البرنامج الهيدرولوجي الحكومي الدولي" (IHP) التابع لمنظمة اليونسكو، ضمن فعاليات "أسبوع القاهرة الثامن للمياه".

أشار إلى أن مصر دعت، منذ أكثر من عقد، إلى اتفاق قانوني عادل وملزم لملء وتشغيل السد الإثيوبي، بما يوازن بين احتياجات التنمية لدول المنابع وحقوق وسلامة دول المصب. لفت إلى أن استمرار الإجراءات الأحادية قوض الثقة والاستقرار الإقليمي.

وتطرق سويلم إلى تحديات المياه في مصر، موضحًا أن 98% من موارد البلاد المائية المتجددة تأتي من خارج الحدود، ويُعد نصيب الفرد من المياه في مصر من الأدنى عالميًا.

وأكد أن إدارة هذه الموارد المحدودة أصبحت أولوية وطنية ومسؤولية وجودية، خصوصًا في ظل ضغوط التغير المناخي والنمو السكاني السريع.

وأضاف أن مصر حرصت دائمًا على تعزيز التعاون مع دول حوض النيل، انطلاقًا من إيمانها الراسخ بأن النيل ليس ملكًا لدولة واحدة، بل هو شريان حياة وإرث مشترك لجميع دول الحوض.

وهنأ سويلم منظمة اليونسكو والبرنامج الهيدرولوجي الحكومي الدولي بمناسبة مرور 50 عامًا من التقدم في مجالات علوم المياه والتعليم والتعاون الدولي.

وعبّر عن اعتزاز مصر بشراكتها الطويلة والمثمرة مع اليونسكو، وبمساهمتها الفاعلة في تعزيز الاستدامة المائية والمرونة المناخية في إفريقيا.

وأشار إلى مشاركة مصر في الاحتفال بالذكرى الخمسين للبرنامج في باريس، حيث وفر الحدث الجانبي الذي نظمته مصر في يونيو ٢٠٢٥ منصة لتبادل الخبرات وتسليط الضوء على ريادة مصر في الربط بين قضايا المياه والعمل المناخي.

وأثنى كذلك على جهود البرنامج في إحياء مشروع (FRIEND-Nile)، الذي لعب دورًا محوريًا منذ إطلاقه عام 2000 في تعزيز التعاون العلمي وتبادل البيانات والبحوث الهيدرولوجية في حوض النيل.

كما أكد أهمية مرحلته الجديدة التي تدمج الأساليب العلمية الحديثة لمواجهة تحديات التغير المناخي والضغوط السكانية وتزايد الطلب على المياه.

ودعا سويلم إلى دمج المياه الخضراء في الاستراتيجيات الوطنية والإقليمية للمياه، مؤكدًا ضرورتها لتحقيق أهداف التنمية المستدامة وتعزيز التكيف مع تغير المناخ وضمان سبل العيش الريفية.

وأوضح أن المياه الخضراء تُعد الأساس الخفي للحياة، إذ تدعم الزراعة المطرية وتوفر رطوبة التربة التي تغذي ٨٠% من الإنتاج الغذائي العالمي.

وأضاف أن العلوم الحديثة تتيح قياس ورصد وإدارة المياه الخضراء بدقة غير مسبوقة، باستخدام مجسات رطوبة التربة وصور الأقمار الصناعية والهيدرولوجيا المعتمدة على البيانات.

وقدم سويلم خالص التهنئة على انتخاب الدكتور خالد العناني مديرًا عامًا لليونسكو، مقدرًا رؤيته وقيادته المتميزة، مشيرا إلى أن هذا الانتخاب يعكس الدور المتنامي لمصر في تعزيز التعاون الدولي والدبلوماسية العلمية والحوار.