بمفاتيح لمنازل مدمرة.. الغزيون يعودون إلى أرضهم بحثا عن حياة - بوابة الشروق
الأحد 12 أكتوبر 2025 5:31 م القاهرة

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

برأيك.. هل تنجح خطة الـ21 بندًا لترامب في إنهاء حرب غزة؟

بمفاتيح لمنازل مدمرة.. الغزيون يعودون إلى أرضهم بحثا عن حياة

سلمى محمد مراد
نشر في: الأحد 12 أكتوبر 2025 - 3:15 م | آخر تحديث: الأحد 12 أكتوبر 2025 - 3:21 م

حين عم الصمت سماء غزة لأول مرة منذ أشهر، خرج الغزيون من خيام النزوح كما لو أنهم يسيرون نحو الحلم، لم تكن وجهتهم مدينة عامرة ولا بيوتًا تنتظرهم، بل ركامًا يعرفونه جيدًا، وهو كل ما تبقى من حياتهم قبل الحرب.

ومع أول هدنة تُنهي عامين من الحرب، خرج آلاف الفلسطينيين في غزة نحو الشمال بخطوات متعبة وآمال معلقة، عائدين إلى بقايا منازلهم التي تحولت إلى أنقاض، يحاولون إنقاذ ما تبقى منها.

ويعرض هذا التقرير حكاياتهم في طريق العودة إلى الديار من خلال شهادات مترجمة من صحيفة "الجارديان" البريطانية.

- الهدنة تفتح الطريق نحو المدن المدمرة

دخل وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس حيز التنفيذ، وانسحبت قوات الاحتلال الإسرائيلية من مناطق عدة في قطاع غزة، بينما بدأ النازحون يتدفقون شمالًا، في أول عودة جماعية منذ أشهر.

وتأتي الهدنة في إطار اتفاق يشمل تبادل أسرى ومراحل لاحقة لإعادة الإعمار، غير أن المشهد الإنساني على الأرض بدا بعيدًا عن السياسة، فبينما يترقب العالم نتائج المفاوضات، يعيش سكان غزة يومهم الأول من السكوت بعد عامين من القصف المستمر.

- مفاتيح بلا أبواب

وعلى الطريق الساحلي المليء بالأنقاض، كانت العائلات تسير على الأقدام، تحمل ما استطاعت من أغراض، بينما يعلو وجوههم الغبار وتغمرهم مشاعر مختلطة من الخوف والحنين.

قال عبدالفتاح الكردي، 40 عامًا، وهو يتفقد ما تبقى من منزله في حي الشيخ رضوان: "تبدو المدينة مختلفة تمامًا، وكأنها لم تعد غزة التي عرفناها".

وتابع: "حتى لو لم يبق شيء، سأبقى هنا، هذه الأرض تعرفني أكثر من أي مكان آخر".

- أمل مؤلم في بيت لاهيا

في أقصى شمال القطاع، حاولت أسماء زهير، ممرضة من بيت لاهيا، أن تصل إلى حيها رغم التحذيرات بأن المنطقة ما زالت خطرة، لكنها لم تجد منزلها، بل مساحة من الأرض العارية.

وقالت: "كنت أحلم أن أرى البيت من بعيد فقط، لكن لم يبق حتى جدار واحد، ومع ذلك، رأيت رجلا يركض فرحًا؛ لأنه وجد بابًا لم يسقط، بكيت حينها لأننا صرنا نفرح بما تبقى من الخراب".

- الهدنة فرصة لاستعادة الأنفاس رغم الدمار

وبحسب تقديرات الأمم المتحدة، تعرض أكثر من 90% من منازل غزة للدمار الكلي أو الجزئي، بينما نزح معظم السكان أكثر من مرة خلال العامين الماضيين.

ورغم حجم الكارثة، يرى العائدون في الهدنة فرصة قصيرة لاستعادة أنفاسهم وجمع ما يمكن من متاع أو ذاكرة.

قال أحمد سالم، من سكان جباليا: "نمنا في الشوارع أيامًا بانتظار التصريح، وعندما وصلت إلى البيت، لم أجده، لكنني مع ذلك أشعر أنني عدت إلى منزلي، إلى الشمال، إلى المكان الذي أنتمي إليه".

- غزة بين الركام والمساعدات

ترافقت الهدنة مع وعود بدخول مئات الشاحنات من المساعدات عبر المعابر، لكن وكالات الإغاثة تقول إن الكميات لا تزال بعيدة جدًا عن تلبية الحد الأدنى من الاحتياجات.

وصرحت جولييت توما، المتحدثة باسم الأونروا، بأن الوضع الإنساني في غزة ما زال كارثيًا، والاحتياجات تفوق كل ما يمكن إدخاله حاليًا.

وفي الوقت ذاته، أعلنت منظمات دولية، أن آلاف الجثث لا تزال تحت الأنقاض، وأن فرق الإنقاذ ستبدأ بانتشالها فور استقرار الهدوء.

- بقايا الفرح الصغيرة

رغم المأساة، تتناثر في المدينة لحظات صغيرة من الأمل، ففي أحد الشوارع، يروي مهند الشواف من خان يونس، أنه رأى أطفالًا يشعلون نارًا من أغصان الأشجار لجمع الدفء عند الغروب، قائلا بابتسامة: "كل شيء انتهى، لكن الأطفال يلعبون بين الركام كأنهم يصنعون حياة جديدة".

وفي مشهد يلخص الحكاية كلها، تروي أسماء زهير، آخر ما رأته قبل مغادرة الحي: "طفل التقط حجرًا من ركام بيته، وضعه في جيبه وقال لأمه: هذا لنا".



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك