على مدار ليالي شهر رمضان الكريم، نتشارك معكم لحظات الامتنان والتقدير لأشخاص أسعدونا عبر السنوات بحضورهم على الشاشة، سواء كانوا ممثلين، مطربين، مؤلفين، أو مخرجين. اختلفت أسماؤهم، لكنهم اشتركوا في هدف واحد: إمتاع الجمهور بأعمالهم المتنوعة، ليحفر كل منهم اسمه في ذاكرة المشاهد على مدار أعوام من العطاء الفني.
عندما اخترنا تقديم هذه السلسلة، لم يكن الهدف فقط تسليط الضوء على الممثلين أمام الكاميرا، بل على جميع عناصر العمل الفني التي أسهمت في متعة المشاهد. وأكدنا مرارًا أن هناك أسماء لا يمكن تجاوزها عند الحديث عن دراما رمضان، ومن بينهم الراحل نور الشريف.
البداية القوية في دراما رمضان
بدأت علاقة نور الشريف مع التلفزيون مبكرًا، حيث كانت انطلاقته من خلال مسلسل "القاهرة والناس". وبعد غياب، عاد في رمضان 1977 بمسلسل "مارد الجبل" للمخرج نور الدمرداش، مؤديًا دور أحمد بن شبيب، وحقق المسلسل نجاحًا واسعًا. ثم قدم في رمضان 1982 مسلسل "أديب"، عن سيرة طه حسين، تأليف محمد جلال عبد القوي وإخراج يحيى العلمي.
الغياب ثم العودة القوية
ابتعد نور الشريف لسنوات عن التلفزيون، لكنه عاد بعد عقدٍ تقريبًا بمسلسل مخابراتي بعنوان "الثعلب" في رمضان 1993، تأليف إبراهيم مسعود وإخراج شوكت خضر.
كان الشريف ممثلًا متنوعًا في التلفزيون كما في السينما، يتميز باختيار الأعمال ذات الجودة العالية بعيدًا عن التكرار. بعد "الثعلب"، اتجه إلى الدراما التاريخية-الدينية عبر مسلسل "عمر بن عبد العزيز" في رمضان 1994.
"لن أعيش في جلباب أبي".. علامة فارقة
في رمضان 1996، حقق نور الشريف أحد أعظم نجاحاته من خلال مسلسل "لن أعيش في جلباب أبي"، المأخوذ عن رواية إحسان عبد القدوس، معالجة مصطفى محرم وإخراج أحمد توفيق. جسد فيه شخصية عبد الغفور البرعي، التي أصبحت واحدة من أشهر شخصياته.
عاد إلى الدراما التاريخية في رمضان 1997 بمسلسل "هارون الرشيد"، ثم انتقل إلى الأعمال الأدبية عام 1998 بتقديم "الحرافيش" عن رواية نجيب محفوظ.
"عائلة الحاج متولي".. جدل ونجاح
في رمضان 2001، أثار نور الشريف الجدل بمسلسل "عائلة الحاج متولي"، الذي ناقش تعدد الزوجات، مما تسبب في انقسام الآراء حوله، لكنه حقق نجاحًا جماهيريًا كبيرًا، وسط منافسة قوية مع أعمال مثل "حديث الصباح والمساء" و**"للعدالة وجوه كثيرة"**.
واصل تقديم الأعمال التاريخية عبر مسلسل "رجل الأقدار" عام 2003، حيث جسد سيرة عمرو بن العاص، ثم عاد إلى الحاضر عام 2006 بمسلسل "حضرة المتهم أبي"، الذي جسد فيه شخصية عبد الحميد دراز، وأثار تعاطف المشاهدين.
منافسة نفسه في رمضان 2009
في رمضان 2009، نافس نور الشريف نفسه عبر عرض مسلسلين في نفس الموسم: "متخافوش"، الذي ناقش قضية حساسة تتعلق بالاحتلال الإسرائيلي، و**"الرحايا"**، الدراما الصعيدية التي حققت نجاحًا أكبر.
واكب التطورات السياسية والاجتماعية في "عرفة البحر" عام 2012، حيث تناول الاستغلال السياسي والاعتقالات وتأثير مواقع التواصل الاجتماعي على الشباب.
إرث درامي لا يُنسى
على مدار سنوات، كان نور الشريف جزءًا لا يتجزأ من دراما رمضان، ومنافسًا قويًا، يحقق أحيانًا نجاحًا كاسحًا وأحيانًا أخرى نجاحًا متوسطًا، لكنه كان دائم الإخلاص لفنه، وحرص على التنوع والتجديد، ليظل اسمه حاضرًا في ذاكرة المشاهدين.
اقرأ أيضا:
فنانون أسعدونا في رمضان (12).. فهمي عبدالحميد كرّس وقته في حب صناعة الفوازير