أكد خالد البلشي نقيب الصحفيين، أن حرية الإعلام ودوره التنويري وجهان لعملة واحدة، فلا تعارض بين دور الإعلام في كشف الحقائق ونشر المعرفة، وبين مسئولياته في حماية المجتمع من التطرف.
يأتي ذلك خلال كلمته في الجلسة الافتتاحية للبرنامج التدريبي المكثف الذي تنظمه دار الإفتاء للصحفيين والإعلاميين المعنيين بالشأن الديني، حول تغطية القضايا الدينية والإفتائية في الإعلام، بمشاركة عددٍ من الشخصيات الدينية والإعلامية البارزة.
وأشار البلشي إلى أن دور الاعلام سيظل محكوما بالضوابط القانونية دون إهدار حق الصحفي في التعاون الحر، معتبرًا أن هذا البرنامج التدريبي يحقق هذه المعادلة الصعبة من خلال الاعتماد على مصادر موثوقة متمثلة في الأزهر ودار الإفتاء، والإبداع في عرض المضامين الدينية بشكل يواكب العصر دون المساس بقدسيتها.
وأضاف، "يأتي دور هذا البرنامج في توضيح هذه المعادلة الصعبة، والتي يمكن تحقيقها عبر، الشفافية بالاعتماد على المصادر الرسمية الموثوقة، مثل دار الإفتاء والأزهر الشريف، والتعاون بين الصحفيين والعلماء لضمان نقل الرسالة الدينية كما هي، دون تشويه أو تأويل، والإبداع في تقديم المضامين الدينية بأساليب جذابة تواكب العصر، دون المساس بقدسيتها".
وتوجه بجزيل الشكر لدار الإفتاء المصرية على هذه المبادرة، معتبرًا أن البرنامج التدريبي ليس مجرد دورة تدريبية بل خطوة استراتيجية لتعزيز شراكة حقيقية بين الصحافة والإعلام والمؤسسات الدينية، لخدمة المجتمع وصون وعيه من التشويش والانحراف، وبناء جسر بين المعلومة والمصداقية، واحترام التنوع في المجتمع.. ويبقى الأهم وسط كل ذلك أن نجلس معا.
ولفت إلى أنه في زمن تتعدد فيه مصادر المعلومات تبرز أهمية الصحفي كحارس على المعلومة يتبعها بالتفسير والتحليل والتوضيح، ويحتم عليه أن يكون على قدر من الفهم العميق للقضايا الدقيقة.
واعتبر أن البرنامج التدريبي الذي تنظمه دار الإفتاء لتدريب الصحفيين المعنيين بتغطية الشئون الدينية، يمثل فرصة ذهبية كبداية لبناء فهم مشترك وخلق جيل من الصحفيين لديهم القدرة على نقل المعلومة والمعرفة الدينية من مصادرها بدقة بعيدا عن التضخيم غير المنضبط أو التبسيط المضلل، بفضل محاوره الغنية والمشاركين فيه من المتخصصين.
كما شدد على أن حرية الإعلام هي إحدى ركائز المهنية التي تتمسك بها نقابة الصحفيين، لكنها حرية تتكامل مع المسئولية، فلا تُهدر دور الإعلام في التنوير والنقد البنّاء، ولا تُغلق الباب أمام الاجتهاد والتطوير. بل يجب أن نعمل معًا لضمان إعلام حرّ ومسؤول، يحترم عقول الجمهور ويخدم المصلحة العامة.
وبين البلشي أن نقابة الصحفيين ستظل شريكا دائما في كل خطوة لتعزيز المهنية داعيًا لمزيد من التعاون من خلال مركز التدريب بالنقابة.
يذكر أن البرنامج التدريبي تنظمه دار الإفتاء بالتعاون مع جهات إعلامية رسمية بينها الهيئة الوطنية للصحافة، والهيئة الوطنية للإعلام، ونقابة الصحفيين، كما يستمر لمدة 5 أيام من التدريب المكثف للصحفيين والإعلاميين.
ويمثل البرنامج امتدادًا لجهود الدولة المصرية في تجديد الخطاب الديني، ويُسهم في تحقيق مستهدفات رؤية مصر 2030، خاصة فيما يتعلق ببناء الوعي الوطني وتعزيز الدور التنويري للمؤسسات الدينية والإعلامية.