رئيس نقابة الصحفيين الفلسطينيين ناصر أبو بكر:
-عدد الصحفيين الذين قتلوا في غزة يفوق من قُتلوا خلال الحرب العالمية الثانية
الصحفي الفلسطيني عادل زعنون:
-الصحافة مهنة شاقة للغاية، لكن أن تكون صحفياً وغزياً في الوقت نفسه هو أقسى أنواع المعاناة"
وصف رئيس نقابة الصحفيين الفلسطينيين ناصر أبو بكر، ما جرى في غزة منذ 7 أكتوبر 2023 على يد إسرائيل بأنه أكبر مجزرة بحق الصحفيين في التاريخ.
جاء ذلك في الكلمة التي ألقاها خلال فعاليات الدورة 90 لمهرجان "لومانيتيه" الثقافي والسياسي السنوي في منطقة بريتني سور أورج جنوبي العاصمة الفرنسية باريس، الذي انطلق الجمعة.
وشهد المهرجان جلسة بعنوان "شيك مفتوح للصحفيين الفلسطينيين"، شارك فيها كل من رئيس نقابة الصحفيين الفلسطينيين ناصر أبو بكر، والصحفي الفلسطيني عادل الزعنون، الذي عمل لسنوات طويلة في غزة لحساب وكالة الأنباء الفرنسية.
وخلال كلمته، تطرق أبو بكر، إلى استهداف جيش الاحتلال الإسرائيلي للصحفيين الفلسطينيين في غزة، قائلاً: "أنا رئيس نقابة الصحفيين الفلسطينيين، لكنني لا أستطيع منع موت زملائي الصحفيين. في كل دقيقة أنتظر أن أعرف من منهم أصيب".
وأشار إلى أن نحو 1500 صحفي فلسطيني يعملون حالياً وسط القصف.
وأضاف أبو بكر، أن 250 صحفيا قُتلوا في غزة، واصفاً ذلك بأنه "أكبر مجزرة للصحفيين في التاريخ".
وأوضح أن مئات الصحفيين أُصيبوا، واعتُقل نحو 200 آخرين، كما دُمّرت العديد من المؤسسات الإعلامية.
وأكد أبو بكر، أن عدد الصحفيين الذين قتلوا في غزة يفوق من قُتلوا خلال الحرب العالمية الثانية (1939-1945).
وأضاف أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، يقتل الصحفيين الفلسطينيين في غزة لمنع العالم من معرفة حقيقة ما يجري.
وشدد أبو بكر، على أنه لا يوجد بلد قُتل فيه هذا العدد الكبير من الصحفيين.
وقال: "لا يمكننا انتظار إبادة جميع الصحفيين الفلسطينيين. نتنياهو يريد تأجيج الحرب واستهداف الصحفيين. آمل ألا نرى ذلك".
من جانبه، استعرض الصحفي الفلسطيني عادل زعنون، ظروف عمل الصحفيين خلال الهجمات الإسرائيلية على غزة.
وأوضح زعنون، أنه غادر القطاع بعد تغطيته للهجمات الإسرائيلية التي بدأت في أكتوبر 2023 لمدة سبعة أشهر.
وقال: "الصحافة مهنة شاقة للغاية، لكن أن تكون صحفياً وغزياً في الوقت نفسه هو أقسى أنواع المعاناة".
وأشار زعنون، إلى أنه خلال بث مباشر من مستشفى ناصر (بمدينة خان يونس/ جنوب) في غزة، تم إبلاغه بمقتل زوجته، لكنه عثر عليها لاحقاً مصابة بين الجرحى في المستشفى.
وشدّد على أن الصحفيين في غزة يعملون دوماً وسط القصف، مذكرا: "نحن الصحفيون بشر أيضًا".
وحث زعنون، الصحفيين في غزة أن يظلوا واقفين يؤدون واجبهم حتى عندما تُصاب عائلاتهم.
ومنذ 7 أكتوبر 2023، ترتكب إسرائيل بدعم أمريكي إبادة جماعية بغزة تشمل قتلا وتجويعا وتدميرا وتهجيرا، متجاهلة النداءات الدولية وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها.
وخلفت هذه الإبادة 64 ألفا و803 شهداء، و164 ألفا و264 جريحا من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، ومئات آلاف النازحين، ومجاعة أزهقت أرواح 420 فلسطينيا بينهم 145 طفلا.