سألت مذيعة شبكة CNN كريستيان أمانبور، مدير مكتب «الجزيرة» في غزة الصحفي الفلسطيني وائل الدحدوح، عن الضغوط التي يواجهها الصحفيون ليس فقط من إسرائيل بل من حماس أيضًا، وما إذا كان بإمكان الصحفيين المتواجدين في غزة من اختيار بقائهم أو مغادرتهم لها.
وقال الدحدوح، إن المقارنة غير متوازنة في زمن الحروب لأن الفعل من طرف واحد، معقبًا: «حماس ليست ملائكة فقط وربما لهم أخطاء حتى تجاه الصحفيين، لكن هذا لا يبرر تلك الجرائم من قبل إسرائيل».
وذكر أن الوضع الذي يعانيه قطاع غزة ناتج عن سياسات الاحتلال الإسرائيلي، مضيفًا: «الأمر يعطينا كصحفيين مساحة كاملة للقيام بالمهمة على أكمل وجه دون أدنى ضغوط لا من حماس أو من غيرها»، بحسب تعبيره.
وأضاف: «قد تكون هناك بعض الملفات الداخلية التي نختلف ونتعارض فيها مع حماس، لكننا كنا دائمًا ننتزع حريتنا ونقاتل من أجلها، ولا نخضع لأي ضغوط، وهو ما مكنّا من القيام بالمهمة على أكمل وجه».
وأشار إلى وجود مشكلات بين الصحافة والسلطة بمختلف أنحاء العالم، مردفًا: «الوضع الذي يعايشه الصحفي الفلسطيني غير موجود في أي مكان».
واستطرد: «الاحتلال لم يترك مجالًا للسلام أو الأمن في غزة وخارجها، الآن القطاع محاصر بالكامل، وهناك زملاء لنا مصابون لم يستطيعوا مغادرة القطاع لتلقي العلاج».
وذكر أن «الصحفي الفلسطيني لا يختار مصيره ضمن هذا الإطار من العذاب والوجع والألم والمشكلات والعقبات والعراقيل والخوف والتوتر، كما يُطلب منه الاستمرار في أداء عمله».
ونفى وجود مكان آمن في غزة، مستطردًا: «حتى لو فكر بعض الزملاء في اختيار خيارات أكثر سلامة كالبقاء في خيمة أو الشارع أو في بقايا منزل أو مستشفى، فكلها تُضرب وتتعرض للقصف».
وروى أنه عاش هذا الوضع بكثير من المرارة، معقبًا: «بعد قصف منزل عائلتي، بناتي أصيبوا والأم التي كانت تراعاهم استشهدت، وقررت استمراري في العمل، لأنني حتى لو قررت البقاء إلى جوارهم فلا يوجد مكان آمن».
وطالب كل المؤسسات الدولية بإجلاء الزملاء الجرحى الذين لا يجدون علاجًا في قطاع غزة، ويفقدون حياتهم شيئًا فشيء.
واختتم: «الوضع ليس ترفًا أو اختياريًا بالنسبة لنا، حتى لو استمررنا أو توقفنا فتحت مستهدفون ومقتولون، لذلك يجب أن نستمر في المهمة على الأقل حتى نشعر أننا نفعل شيئًا تجاه أهلنا وأسرنا والقضية الإنسانية التي تتعرض للإبادة، والملايين الذين ينتظرون من منطلق حقهم في المعرفة».