«خوفًا على أبنائنا وحرصًا على مستقبلهم قدمنا إلى مصر»، بهذه الكلمات القليلة عبر عدد من السودانيين التقت بهم «الشروق»، على حرصهم فى حصول أبنائهم الذين قدموا معهم إلى مصر بعد الحرب على تعليم جيد، وألا يتسربوا أو يفقدوا سنوات من عمرهم التعليمي، وكان هذا الأمر الأساسى والدافع إلى إلحاقهم بمدارس مصرية حال حملهم تأشيرة دخول وإقامة إلى مصر، أو الاتجاه إلى شقق سكنية تسمى بمدارس السودانيين يلتحق فيها أبنائهم من الجالية الموجودة فى مصر.
وبحسب ما رصده محرر «الشروق» فإن توصيف مدارس السودانيين ليس بكل ما يحمله معنى كلمة المدرسة من ضوابط واشتراطات بناء وأنشطة وحصص وجداول، وإنما هى أماكن يتردد عليها الطلاب داخل شقق متواضعة أو شقق أكبر، أو أماكن تتميز بخدمات ترفيهية أخرى أو تعليمية.
وأوضح أولياء أمور طلاب سودانيين، أن المصروفات الدراسية بهذه المدارس تبدأ من 4 آلاف جنيه مصرى للطالب فى الفصل الدراسى الواحد، وحتى 100 ألف جنيه مصرى، وتتدرج قيمة المصروفات على حسب جودة القائمين بالعملية التعليمية من مدرسين وإداريين ومكان الحصول على الخدمة المدرسية والأنشطة والترفيه.
وأضافوا أنهم يحرصون على إلحاق أبنائهم سواء فى المرحلة الابتدائية أو الإعدادية أو الثانوية بهذه المدارس، لاستمرار دراسة المنهج السودانى وليس المصري، ومن ثم التقدم قبل نهاية العام الدراسى إلى السفارة السودانية فى مصر والتى تنظم امتحانات مركزية يتقدم إليها الطلاب وتعلن نتائجها، ويتم اعتماد وتوثيق اجتيازهم للسنة الدراسية فى وزارة الخارجية المصرية.
وعند مغادرة المدرسة، التقينا مدرس رياضيات سودانيًا يعمل فى مصر منذ اندلاع الحرب، والذى أكد أنه لن يعود إلى السودان فى رحلات العودة التى يتم التنظيم والتسهيل لها خلال الفترة الماضية.
وأما بشأن التحاقهم بالجامعات المصرية، فأكد مصدر بإدارة الوافدين فى وزارة التعليم العالى، أنه لا توجد أى مشكلات أو صعوبات أمام التحاق الطلاب السودانيين بالجامعات المصرية، سواء فى مرحلة البكالوريوس والليسانس أو الدراسات العليا بمختلف التخصصات.
وأضاف المصدر لـ«الشروق»، أنهم يتحملون 30% فقط من مصروفات الدراسة الجامعية فى مصر، مع خصم 70%، مشيرًا إلى أن هذا الخصم هو الأكبر بين جالية الوافدين الأجانب الدراسين فى مصر.