في تصريح مفاجئ أثار الكثير من الجدل والتكهنات، كشفت النجمة الأسترالية العالمية كيت بلانشيت عن أنها تفكر جديًا في الابتعاد عن التمثيل، مشيرة إلى أنها باتت تشعر بالإرهاق وتفكر في "الاعتزال أو أخذ استراحة طويلة" لإعادة التوازن إلى حياتها.
بلانشيت، التي تعد واحدة من أكثر الممثلات تأثيرًا واحترامًا في العالم، قالت خلال مشاركتها في ندوة على هامش مهرجان فني أوروبي: "أشعر أنني وصلت إلى نقطة أحتاج فيها لإعادة النظر في حياتي المهنية، لم أعد قادرة على تحمل الوتيرة المكثفة والتوقعات العالية باستمرار."
وأضافت الحائزة على جائزتي أوسكار: "قد يكون الوقت قد حان لأتراجع قليلاً، لآخذ نفسًا، وربما أختبر الحياة من منظور آخر بعيدًا عن الأضواء."
تاريخ حافل بالإبداع والتنوع
كيت بلانشيت، المولودة في عام 1969 في أستراليا، بدأت مسيرتها الفنية على خشبة المسرح، قبل أن تنتقل إلى السينما العالمية وتحقق شهرة واسعة بأدائها المتميز وقدرتها على تقمص الشخصيات المعقدة.
حصدت خلال مسيرتها عشرات الجوائز المرموقة، من بينها أوسكار أفضل ممثلة عن دورها في فيلم Blue Jasmine (2013)، وأفضل ممثلة مساعدة عن فيلم The Aviator (2004).
من أبرز أدوارها أيضًا تجسيدها للملكة إليزابيث الأولى في فيلم Elizabeth، وتجسيدها لدور بوب ديلان في I’m Not There، إلى جانب أفلام شهيرة مثل Carol وTar وThe Lord of the Rings، مما جعلها من أيقونات التمثيل في العصر الحديث.
أسباب شخصية ومهنية
النجمة العالمية، التي تعمل أيضًا كسفيرة للنوايا الحسنة في قضايا البيئة والمناخ، ألمحت إلى أن قرارها المحتمل ليس فقط نتيجة للإجهاد الفني، وإنما أيضًا رغبتها في قضاء وقت أطول مع عائلتها والانخراط في مشاريع إنسانية. وقالت: "أحب التمثيل، لكنه ليس كل شيء في الحياة. هناك أشياء تستحق أن أعيشها أيضًا بعيدًا عن الكاميرا."
ردود فعل واسعة
تصريحات بلانشيت لاقت ردود فعل متباينة، ما بين من يرى أن من حقها أن تنسحب في قمة عطائها حفاظًا على صحتها النفسية، ومن يرجو أن يكون قرارها مؤقتًا فقط، خاصة أن السينما العالمية لا تزال بحاجة إلى نجمات بموهبتها وعمقها الفني.
الناقد الأمريكي "بيتر ترافرز" كتب على منصة Rolling Stone: "كيت بلانشيت ليست فقط ممثلة، إنها مدرسة في الأداء، وغيابها سيترك فراغًا يصعب ملؤه."
هل تعتزل فعلاً؟
حتى الآن، لم تؤكد بلانشيت نيتها في الاعتزال النهائي، لكنها تركت الباب مفتوحًا أمام جميع الاحتمالات، وقالت: "أعتقد أن الحياة مليئة بالمراحل، وقد أكون على أعتاب مرحلة جديدة."
وبينما يترقب جمهورها قراراتها القادمة، تبقى كيت بلانشيت نموذجًا فنيًا وإنسانيًا فريدًا، بصمتها لا تُمحى، سواء على الشاشة أو خارجها.