عقب الناقد الفني طارق الشناوي، على تصريحات المؤلف والشاعر مدحت العدل، رئيس جمعية المؤلفين والملحنين، بشأن حجاب حفيدة أم كلثوم، والتي أثارت الجدل على مواقع التواصل الاجتماعي.
وقال خلال مداخلة هاتفية لبرنامج «الستات»، الذي تقدمه الإعلامية سهير جودة عبر فضائية «النهار»، مساء الثلاثاء، إن تصريحات العدل فُسرت بشكل خاطئ، موضحًا أن المؤلف لم يكن يتحدث عن الحجاب وإنما اعتزال الفن.
وذكر أن عددًا من الفنانات يغنين وهن يرتدين الحجاب مثل: عايدة الأيوبي، قائلًا إن الفنانة الراحلة هدى سلطان، كانت تغني بالحجاب ولم تحرم أو تجرم الفن.
وأشار إلى أن حفيدة أم كلثوم سناء نبيل، درست في معهد الموسيقى على أيدي أساتذة كبار، كما ظهرت في فيديوهاتها على منصة «يوتيوب» وهي تغني بدون حجاب.
وأضاف: «القلق كله على تحريم الفن، وكأن الحجاب يساوي لا فن، زي المطرب اللي قال إن أغانيه لا تذاع بعد موته، كذا مطرب طلعوا وقالوا نفس الكلام، هنا لازم نتوقف، وهذا لا يعني التدخل في حرية الآخرين، لكن سؤال أنت بتغني وعاوز تشيل أغانيك بعد ما تموت عشان الآخرة والذنوب، طب إزاي تعمل ذنوب وأنت موجود؟!»، بحسب وصفه.
ولفت إلى أن الشخص العاشق والمحب للفن يشعر بالحرمان من الحياة عندما يُحرم أحدهم الفن، معقبًا: «يجب أن ندافع عن الحياة أكثر من دفاعنا عن فكرة الفن، ويجب أن نتصدى لهذا المفهوم الذي يجعل الحجاب والاعتزال وتوقف الغناء وجهان لعملة واحدة».
وأوضح أن مدحت العدل تحدث خلال تصريحاته عن قضية عامة وليست خاصة، مشيرًا إلى تعمد البعض إساءة تفسير تصريحاته كما يحلو لهم.
وأفاد بأن «أم كلثوم حفظت القرآن، وأبوها كان شيخ جامع، وتعلمت أصول الغناء من التواشيح الدينية، ولم ترتدِ الحجاب حتى رحيلها، ولم تعتزل الغناء، وظلت تغني عن الحب».
وأكد أن «المجتمع المصري من أكثر الشعوب عشقًا للإبداع ولديه سماحة وحرية في تقبل الفنون»، مختتمًا: «ليه بقا فيه عداء للفن؟ المشكلة في المناخ السائد ويجب أن تفكر الدولة في عودة المواطن المصري إلى تقبل الفن بكل أنماطه.. الحجاب حرية إنما فكرة تجريم وتحريم الفن يجب أن نتصدى لها جميعًا».
وعقب تداول تصريحات للمؤلف والشاعر مدحت العدل، رئيس جمعية المؤلفين والملحنين، بشأن حجاب حفيدة أم كلثوم، تصدر اسمه التريند عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وتعرض لهجوم ضارٍ من قبل الرافضين لهذه التصريحات.
البداية كانت بدعوة عدد من وسائل الإعلام لحضور افتتاح المقر الجديد لجمعية المؤلفين والملحنين، بحضور وزير الثقافة أحمد هنو وعدد من المبدعين.
وعلى هامش الافتتاح، التقى مدحت العدل بوسائل الإعلام في لقاء تطرق خلاله إلى عدة مواضيع، من بينها مسرحية أم كلثوم التي يتم التحضير لها منذ عدة أشهر، والتي تدور حول قصة حياة سيدة الغناء العربي وكوكب الشرق أم كلثوم.
وخلال اللقاء، ذكر مدحت العدل أنه شاهد حفيدة أم كلثوم تشارك سابقًا في برنامج «ذا فويس كيدز»، وأبدى رغبته في الاستعانة بها للمشاركة في العرض المسرحي، إلا أنه فوجئ بخبر اعتزالها الفن وارتدائها الحجاب.
وقال: «مش معقول أم كلثوم ماتت وهي أم كلثوم، وأسأل على حفيدتها عشان شوفتها في ذا فويس كيدز تيجي تمثل، يقولولي اتحجبت واعتزلت. تخيلوا أم كلثوم كده وحفيدتها بقت كده، شوفوا إحنا وصلنا فين».
ورغم أنه أوضح أن ما حدث من حفيدة أم كلثوم يعد تناقضًا كبيرًا في فهم الفن ودوره، وشدد على ضرورة احترام تاريخ الفنانين الذين ساهموا في تشكيل الوعي والثقافة الفنية في مصر والعالم العربي، إلا أن البعض اعتبر تصريحاته تعديًا على حرية حفيدة أم كلثوم واختيارها لأسلوب حياتها وسخرية من قرارها، فيما رأى آخرون أن تصريحاته تجاوزت الخطوط الحمراء.