أمام أصحابها.. إسرائيل تهدم منازل فلسطينيين بمخيم طولكرم - بوابة الشروق
الثلاثاء 15 يوليه 2025 8:20 م القاهرة

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

ما هي توقعاتك لمصير وسام أبو علي في المرحلة المقبلة؟

أمام أصحابها.. إسرائيل تهدم منازل فلسطينيين بمخيم طولكرم

طولكرم - الأناضول
نشر في: الثلاثاء 15 يوليه 2025 - 12:43 م | آخر تحديث: الثلاثاء 15 يوليه 2025 - 12:43 م

من على تلة في ضاحية ذنابة المقابلة لمخيم طولكرم شمال الضفة الغربية المحتلة، ترقب عيون الفلسطينيين بحسرة آليات جيش الاحتلال الإسرائيلي وهي تهدم منازلهم وتجرفها، ضمن سياسة تدمير متواصلة منذ يناير الماضي.

ويصف الفلسطينيون، في أحاديث منفصلة للأناضول، أعمال الهدم الإسرائيلية التي تطال منازلهم ومنشآتهم في طولكرم بأنها "مجزرة".

أحد المتواجدين على التلة - فضل عدم نشر اسمه - قال الاثنين، بحسرة وأسى: "لم يتبق ما يُقال، الصورة والمشهد يتحدثان عن نفسهما".

وتعد سياسة الهدم هذه امتدادا لسياسة "إبادة المدن" التي ينفذها الجيش الإسرائيلي بقطاع غزة منذ 7 أكتوبر 2023، حيث سوّى مناطق واسعة ومدنا وأحياء سكنية كاملة بالأرض.

وفي مايو الماضي أصدر جيش الاحتلال الإسرائيلي قرارا بهدم 106 مبان في مخيمي طولكرم ونور شمس بذريعة فتح طرق وتغيير معالم المنطقة.

ويشمل المخطط الإسرائيلي هدم 58 مبنى في مخيم طولكرم وحده، تضم أكثر من 250 وحدة سكنية وعشرات المنشآت التجارية، إضافة إلى 48 مبنى في مخيم نور شمس، بحسب بيانات صادرة عن محافظة طولكرم.

فيما أفادت معطيات رسمية بأن الجيش دمر منذ 21 يناير أكثر من 600 منزل بشكل كلي في مخيمي طولكرم ونور شمس، فيما ألحق أضرارا جزئية بنحو 2573 منزلا، وفق معطيات رسمية.

ويواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي منذ 21 يناير عملية عسكرية شمال الضفة، بدأها بمخيم ومدينة جنين، ثم توسعت لاحقا إلى مخيمي طولكرم ونور شمس.

** منازل تهدم في دقائق

منصور عوفي (62 عاما) أحد النازحين من مخيم طولكرم يقف على التلة يراقب أعمال التدمير بقلق وخوف على منزله الذي يجاور منازل يشرع الجيش بهدمها.

وقال: "الكل يعيش على أعصابه، اليوم تهدم هذه البيوت، وغدا لا نعلم مَن يُهدم بيته".

وأضاف: "ما نراه أمر لا يصدق، منازل تهدم في دقائق، لا نصدق ما تراه عيوننا، لم يبق في المخيم بيت إلا وتضرر هدما كليا أو جزئيا أو حرق أو نهب".

وذكر عوفي أن الجيش الإسرائيلي هدم العديد من المنازل المجاورة لمنزله، واستدرك: "لا نعلم هل سيهدم منزلي أم لا، نشاهد اليوم هدم بيوت لم تُخطر بالهدم".

ويصف الفلسطيني حياة النزوح بأنها "صعبة"، لافتا إلى أنه يعيش في بيت مٌستأجر - بعد ترحيله من المخيم - حيث يكابد الحياة لتوفير ما يلزم العائلة من مقتنيات واحتياجات يومية.

ويفضل عوفي العودة إلى المخيم وإكمال حياته "حتى لو على الركام"، قائلا: "المخيم حياة، فيه ذكرياتنا حيث ولدنا وكبرنا، وفيه الأهل والأصدقاء"، وأردف: "ولدنا في المخيم وسنموت فيه".

** تغيير معالم المخيم

وبحزن يقول عوفي إن عودتهم بعد انتهاء العملية العسكرية ستكون صعبة، حيث غيرت إسرائيل طابع المخيم، وهدمت منازل ومحال، فيما قسمت المخيم إلى بلوكات.

الرجل وإلى جانبه عدد من الفلسطينيين بينهم سيدات وأطفال، يقفون على التلة ويحدقون بألم إلى الغبار المتصاعد من حارة "مربع حنون" في المخيم، جراء عمليات الهدم.

وقال أحدهم: "أنظر إلى سطح ذلك المنزل حيث تتواجد قوة إسرائيلية، وهناك جرافة تُجرف المنازل، وآلية هدم تتجه إلى منزل مجاور".

وبالتوازي مع إبادة غزة، قتل جيش الاحتلال الإسرائيلي والمستوطنون في الضفة، بما فيها القدس، 999 فلسطينيا على الأقل، وأصابوا نحو 7 آلاف، إضافة إلى اعتقال أكثر من 18 ألفا، وفق معطيات فلسطينية.

ومنذ 7 أكتوبر 2023 ترتكب إسرائيل بدعم أمريكي إبادة جماعية بغزة، تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، متجاهلة النداءات الدولية كافة وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها.

وخلفت الإبادة أكثر من 197 ألف شهيد وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين بينهم عشرات الأطفال.

ومنذ عقود تحتل إسرائيل فلسطين وأراض في سوريا ولبنان، وترفض الانسحاب منها وقيام دولة فلسطينية مستقلة، وعاصمتها القدس الشرقية، على حدود ما قبل حرب 1967.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك