- مشروع لترشيد المياه والتحكم في الملوحة بالتعاون مع الحكومة المصرية
أكد نوفل تلاحيق، المدير الإقليمي للشرق الأدنى وشمال إفريقيا وآسيا الوسطى في الصندوق الدولي للتنمية الزراعية (إيفاد)، أهمية التوسع في الحلول القائمة على الطبيعة، مشيرًا إلى أنها تعمل على تحسين رطوبة التربة وتزيد من كفاءة أنظمة الري.
واستعرض تلاحيق، خلال جلسة بعنوان "حلول قائمة على الطبيعة لأنظمة المياه المستدامة" ضمن أسبوع القاهرة للمياه، أمثلة لتطبيق هذه الحلول، ومنها بالسودان حيث ينفذ الصندوق مشروعا للتكامل بين وفرة المياه من النهر مع المزارع والحقول.
وأضاف أن إيفاد نفذ مشروعا آخر في طاجكستان خاص بالمراعي بالتشارك مع جمعية رعاة الحيوانات.
كما أشار إلى أن "إيفاد" استخدم الحلول القائمة على الطبيعة في مصر، وكانت هناك أساليب جيدة استخدمت، موضحًا: "جربنا هذه الحلول لإنتاج القمح مما أدى إلى زيادة الإنتاجية بـ 25%".
وكشف تلاحيق عن مشروع جديد يحاول الصندوق تطبيقه مع الحكومة المصرية في أسرع وقت ممكن، لاستخدام التكنولوجيا في ترشيد المياه والتحكم في المصارف والتحكم في الملوحة.
وقال تلاحيق إن الأثر الاقتصادي والبيئي لتلك الحلول إيجابي للغاية، كما أن العائد على المزارع وعلى المحصول إيجابي جدًا.
وفي سياق متصل، شدد تلاحيق على أهمية البناء على المعارف التقليدية كافة، فـ"الناس يعرفون ما أثبت نجاحه وما لم يثبت نجاحه"، وهناك رابط قوي بين الطبيعة وبين ما يعرفه الناس على الأرض.
وذكر تلاحيق مثالًا من تجربته في العمل في منطقة دلتا مالي، حيث كان رجل عجوز يحدد بدقة موعد هطول الأمطار في الموسم التالي، وكانت توقعاته دقيقة.
وعزا السر إلى أن "الرجل الكبير كان يراقب الطبيعة وكان يراقب الطيور وأين تضع أعشاشها. فلو كانت في أسفل الشجرة، فهذا يعني أنه لن تهطل أمطار".
وأضاف أن هذه طريقة لاستخدام المعرفة المحلية، مؤكدًا: "يمكن أن نستخدم التكنولوجيا المتقدمة ونخلطها ونربطها بالمعرفة بالطبيعة".
وأكد تلاحيق أن تمكين المجتمع لكي يقود الحلول القائمة على الطبيعة جزء أساسي، فالكل يجب أن يبدأ من المجتمع المحلي.
وقال إن المجتمع المحلي هو من يملك الأرض والمياه والنظام البيئي، لافتًا إلى أن الأمر قابل للتطبيق في أي مكان ودون الاتفاق مع المجتمع المحلي لن تنجح الأمور.
ودعا تلاحيق إلى إشراك مزيد من النساء والشباب، مؤكدًا أن هذا سيؤدي إلى استدامة أفضل؛ لأن طريقة إدارتهم للموارد تحقق الاستدامة.