وصف يوسف زكريا، والد الشابة «نزال» إحدى ضحايا حادث طريق الواحات، الواقعة بأنها «جريمة مكتملة»، وليست مجرد حادث سير عابر.
وطمأن خلال تصريحات تلفزيونية عبر فضائية «صدى البلد» مساء السبت، على الحالة الصحية لابنته وصديقتها، قائلا :«الحمد لله، جسديًا طبعًا هناك إصابات، والبنت الثانية تفقد الذاكرة وتعود إليها، ونزال لديها إصابات في وجهها وذراعها».
وأشار إلى أن الصدمة الأكبر لا تكمن في الحادث نفسه، ولكن في دوافعه ومطاردة الفتيات، مضيفا: «أن يقوم أحدهم بمطاردتك في الشارع، وتجري خلفك ثلاث سيارات وأنتِ فتاة، وتسمعين منهم ألفاظا بذيئة، ومحاولة للخطف، ثلاث سيارات تجري وراء فتيات في سيارة ويزنقون عليهن ويقولون: اقفي يا بنت، افتحي الزجاج، تعالوا اركبوا معانا، هذا هو الأمر الصعب نفسيا واجتماعيا وعائليا».
وأكد أن النيابة العامة أمرت بحبس المتهمين أربعة أيام على ذمة التحقيقات، مشيرا إلى أن القرار النهائي الآن في يد القضاء.
ونفى حدوث أي تواصل من قبل أهالي المتهمين معهم، مشددا على أنه وبقية أهالي الفتيات على موقفهم الثابت بعدم التنازل عن القضية تحت أي ظرف، متسائلا: «سنتنازل عن ماذا؟ عن سمعة بنت؟».
وأعرب عن استيائه من بعض التعليقات التي انتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي والتي حاولت إلقاء اللوم على الضحايا، مبررة فعل الجناة بأسئلة حول ملابس الفتيات أو سبب وجودهن في الشارع في ساعة مبكرة، قائلا: «هذا كلام غريب على مجتمعنا، من المستحيل أن يرى إنسان طبيعي ما حدث ويتعاطف مع الجاني، من يفعل ذلك يحتاج لعلاج نفسي أكثر من الجاني نفسه».
وروى التفاصيل التي سبقت المطاردة، قائلا إن الفتيات تعرضن للاحتكاك والمضايقات من الشباب داخل أحد الكافيهات، وعندما غادرن المكان وركبن سيارتهن هربا منهم لم يكتف الشباب بذلك، وقرروا مطاردتهن بسياراتهم.
وأضاف: «لم يكتفوا بأن الفتيات تركنهم ومشين، ولاحقوهن وكأنهم يصطادون فريسة، قالوا لهن انزلن اركبن معنا، حتى تسببوا في الحادث الذي كاد أن يودي بحياتهن لولا ستر الله».
وبدأ الحادث بقيام 3 شباب كانوا يقودون 3 سيارات أخرى بمطاردة الفتيات على الطريق بشكل شديد الخطورة، مما أدى لاصطدام سيارة الفتيات بشاحنة.
وأفادت وزارة الداخلية، في بيان رسمي، أنه «خلال استجوابهم، أقر المتهمون بأنهم لاحقوا سيارة الفتاتين بغرض المعاكسة، وأنهم حاولوا إجبارهما على التوقف بالقوة، مما أدى إلى وقوع الحادث».