أقيم حفل إحياء الذكرى الأولى لرحيل الروائي والأديب إلياس خوري بمقر المكتبة الوطنية في لبنان، وذلك بحضور عقيلة رئيس مجلس الوزراء السفيرة سحر بعاصيري، والسفير المصري علاء موسى، وكل من الوزراء اللبناني طارق متري، وحنين السيد، وعامر البساط، وعدد من النواب، والمنتجة والممثلة عبلة خوري.
وألقى وزير الثقافة اللبناني غسان سلامة كلمة قال فيها: "هناك جيل أبصر النور في منتصف القرن العشرين، أصابه هوس بالحرية، هذا الهوس بالحرية هو الذي جعل ذلك الجيل يفكّك قيود الطائفية السياسية ويتعامى عنها ويتجاوزها".
وأضاف سلامة: "وبسبب الهوس بالحرية تبنّى قضية فلسطين عن قناعة، عن اعتقاد بأن للحق يومًا كما اليوم، وعن قناعة بأنه من حق لبنان أن تكون هناك دولة فلسطين، ومن مصلحة لبنان أن تكون هناك دولة فلسطين، ومن حق المنطقة ألّا تجد استقرارًا إن لم يكن للفلسطينيين حق تقرير المصير.
وتابع: "هذا الجيل يا أصدقائي كان إلياس خوري نجمه الساطع، كان مهووسًا بالحرية؛ بالحرية من القيد الطائفي في لبنان، وبالحرية لمن أذلّه الاحتلال في فلسطين، وبالحرية لكل شعوب العرب الذين أنهكهم الاستبداد والتسلّط. كان نجمًا ساطعًا في ذلك الجيل، ورأيناه في مختلف التجليات يسطع. كان معلّقًا صحفيًا يأخذ الخبر ويعيد صياغته لكي يستخرج معناه ومغزاه، وكان أيضًا ناقدًا أدبيًا. تعلمت منه أن أعيد قراءتي لغسان كنفاني، وليوسف حبشي الأشقر، وطبعًا لصديقي وصديقه محمود درويش. وكان أيضًا أستاذًا فذًا علّم في جامعات لبنان وفي الخارج، وكان صوته مسموعًا في قراءة الأدب العربي المعاصر وفي تحليله ونقده. وكان أيضًا ناشرًا؛ عرفناه مديرًا لتحرير "شؤون فلسطينية"، ومديرًا لصفحة الثقافة في جريدة "السفير" ، ومديرًا لملحق "النهار" الذي أعاد إحياءه بعد كبوته الكبيرة. ولكن إلياس كان أولًا روائيًا عظيمًا".
وختم: "لكل منا ضعف تجاه هذه الرواية أو تلك، ومن سيأتي بعدي على هذا المنبر من النقاد الأدبيين ومن الذين قرؤوه بتمعّن أكثر مني سيقولون لكم أكثر عن التجديد الذي أدخله إلياس في قلب الرواية العربية. من الجبل الصغير حتى باب الشمس، وإلى كل الروايات الأخرى، كان غزيرًا ومعطاءً؛ في القصيدة معطاء، في المقالة معطاء، في الرواية معطاء، في النقد معطاء، معطاء في كل أشكال التعبير الحر لأنه كان مهووسًا بالحرية، وكان نجمًا ساطعًا في جيل عشق الحرية ولم يزل".
وسلّم الرئيس خلال الاحتفالية عائلة الفقيد وسام الأرز الوطني الذي منحه إياه رئيس الجمهورية، قائلاً: "إنني أتشرف بتسليم هذا الوسام إلى عائلة إلياس، التي هي أيضًا عائلتي".
كما أعلن نائب رئيس الجامعة الأميركية في بيروت عن تخصيص جائزة سنوية، بادر إلى تأسيسها أصدقاء الكاتب الراحل، تُمنح لطالب متفوق في الأدب.
وبدوره، أعلن رئيس بلدية بيروت إبراهيم زيدان تكريم إلياس خوري بإطلاق اسمه على المكتبة العامة في بيروت.
واختُتم حفل إحياء الذكرى الأولى لرحيل إلياس خوري بجولة لرئيس الحكومة ووزير الثقافة والحضور في أرجاء المعرض الذي تضمن عددًا من مؤلفاته ومقالاته ومقتنياته الشخصية وملصقات كُتبت عليها بعض من أقواله.