أكدت حركة المقاومة الفلسطينية «حماس»، أن «جذوة الطوفان لن تخبو، وأن دماء القادة الشهداء ستبقى وقودًا لمسيرة المقاومة وتحرير الأرض والمقدسات».
وأضافت الحركة في بيان بمناسبة الذكرى السنوية الأولى لاستشهاد قائدها يحيى السنوار، أن «تضحيات الراحل وإخوانه الشهداء ستظل منارة تهدي الأجيال على طريق الثبات والصمود والمقاومة»، مجددةً العهد بـ«الوفاء لمسيرتهم حتى تحقيق النصر والتحرير الكامل».
ويصادف اليوم 16 أكتوبر الذكرى الأولى لاستشهاد السنوار، بعد 377 يومًا من عملية طوفان الأقصى، مشتبكًا مع قوات الاحتلال الإسرائيلي في مدينة رفح جنوبي قطاع غزة.
في التاسع عشر من أكتوبر عام 1962، وُلد يحيى إبراهيم السنوار في مخيم خان يونس للاجئين جنوب قطاع غزة، بعد أن هجّرت إسرائيل عائلته من مدينة مجدل عسقلان عام 1948.
تلقى السنوار تعليمه في مدارس خان يونس، وأنهى الثانوية العامة في مدرستها الثانوية للبنين، قبل أن يلتحق بالجامعة الإسلامية بغزة، حيث درس اللغة العربية، وبدأت شخصيته السياسية والتنظيمية تتبلور.
تعرض السنوار للاعتقال عدة مرات؛ أولها عام 1982 في سجن الفارعة لمدة ستة أشهر، ثم عام 1988 حين حكم عليه الاحتلال بأربعة مؤبدات، قضى منها 23 عامًا متواصلة، بينها نحو أربع سنوات في العزل الانفرادي.
داخل الأسر، لم يتوقف عن العمل التنظيمي والفكري، فقاد الهيئة القيادية العليا لأسرى حماس، وأشرف على عدة إضرابات كبرى عن الطعام.
كما أتقن اللغة العبرية وكرّس سنواته للبحث والكتابة، فألف وترجم كتبًا عن الأمن والسياسة الإسرائيلية، من أبرزها: «الشاباك بين الأشلاء»، و«الأحزاب الإسرائيلية»، و«المجد»، و«التجربة والخطأ»، إضافة إلى روايته الأدبية «شوك القرنفل» التي وثقت مراحل النضال الفلسطيني بعد عام 1967.
عام 2011 نال يحيى السنوار الحرية وخرج من السجن في صفقة «وفاء الأحرار»، وكان أحد مهندسيها الأساسيين.
بعد عام من تحرره، تزوج وأنجب ثلاثة أبناء: إبراهيم وعبد الله ورضا، ودخل بعدها مباشرة العمل السياسي والتنظيمي في صفوف الحركة، فانتخب عضوًا في المكتب السياسي، وتولى الملف الأمني عام 2012، ثم الملف العسكري عام 2013.
في 2015 أدرجته الولايات المتحدة على قائمتها «للإرهابيين الدوليين»، وهو العام ذاته الذي كُلّف فيه بإدارة ملف الأسرى الإسرائيليين لدى كتائب القسام.
عام 2017، انتُخب السنوار رئيسًا للمكتب السياسي لحماس في قطاع غزة، وأعيد انتخابه لدورة ثانية عام 2021، قبل أن يقود الحركة بعد اغتيال القائد إسماعيل هنية في واحدة من أكثر مراحلها حساسية خلال حرب الإبادة الجماعية على غزة عام 2023.
وفي السادس من أغسطس 2024، انتُخب يحيى السنوار رئيسًا للمكتب السياسي لحركة حماس خلفًا لإسماعيل هنية الذي اغتيل في طهران.