في كل مرة يخفت فيها الحديث عن العلاقة التي جمعت بين العندليب والسندريلا، تعود تصريحات جديدة أو وثائق منسوبة لأسرتيهما لتفجّر التساؤلات من جديد. وخلال الساعات الماضية، اشتعلت مواقع التواصل والمنصات الفنية على وقع تصريحات متضاربة من أفراد من العائلتين، أحيَت واحدة من أكثر القصص إثارة في ذاكرة الفن العربي: هل كان هناك زواج حقيقي بين عبد الحليم حافظ وسعاد حسني؟ أم أن كل ما جرى كان مجرد حب لم يكتمل؟
روايات تؤكد الزواج
على مدى سنوات، تداول عدد من الإعلاميين والمقرّبين روايات تؤكد وقوع زواج سري بين العندليب والسندريلا في عام 1960.
من أبرز تلك الشهادات ما ذكره الإعلامي الراحل مفيد فوزي، الذي قال إنه كان حاضرًا لعقد القران، والذي تم -بحسب الرواية- في مشيخة الأزهر، بحضور شخصيات إعلامية وفنية كشهود، وإن حليم كان يريد أن يظل الزواج سريًا.
كما أكدت شقيقة سعاد حسني أن الزواج دام لعدة سنوات، مشيرة إلى أن فوزي كان شاهدًا عليه.
الوسط الفني بين التأكيد والنفي
انقسمت آراء الوسط الفني حول القصة؛ فبينما يرى البعض أن علاقة حب قوية جمعت بين عبد الحليم حافظ وسعاد حسني، أكدت الفنانة نجوى فؤاد، في تصريحات تلفزيونية سابقة، أن عبد الحليم لم يكن قادرًا على الزواج في تلك الفترة بسبب ظروفه الصحية وانشغاله الكامل بالفن، مشيرة إلى أنه أحب سعاد، لكن الزواج لم يتم.
كما شككت في صحة تصريحات شقيقة سعاد، موضحة أنها لم تكن قريبة منها، وبالتالي فإن حديثها يفتقر إلى الدقة.
كذلك، شكك الناقد الفني طارق الشناوي، خلال تصريح تلفزيوني عام 2020، في صحة وثيقة الزواج المتداولة، موضحًا أن اسم شيخ الأزهر المدرج فيها لا يتطابق مع من كان يتولى المنصب رسميًا في تلك الفترة، وهو ما يضع علامات استفهام حول مدى مصداقية الوثيقة.
السندريلا تنفي بنفسها
من جانبها، كانت الفنانة الراحلة سعاد حسني، نفت بنفسها، في تصريحات سابقة لمجلة "الموعد"، وجود أي زواج بينها وبين عبد الحليم حافظ، مؤكدة أن العلاقة بينهما كانت مهنية وشخصية لا أكثر، ولم تصل إلى مرحلة الزواج.
أسرة عبد الحليم تنفي القصة مجددا.. وشقيقة سعاد تصر على رواية الزواج
في المقابل، تصر أسرة عبد الحليم حافظ على نفي كل الروايات المتداولة، بشأن زواجه من سعاد حسني، مؤكدة أنها لا تستند إلى أي أدلة موثقة.
وكانت الأسرة أشارت إلى أن الوثائق التي تم تداولها في وقت سابق، خاصة تلك التي نشرتها شقيقة سعاد، وتزعم وجود وثيقة زواج، غير صحيحة، وأن الغرض منها كان مجرد استعادة الاهتمام الإعلامي باسم عبد الحليم بعد وفاته.
وفي محاولة لحسم الجدل، أصدرت الأسرة بيانًا يوم الجمعة الماضي، أوضحت فيه أنها أجرت مؤخرًا مراجعة دقيقة لمقتنيات عبد الحليم حافظ ووثائقه الشخصية، وعثرت خلالها على رسالة اعتبرتها دليلًا على أن العلاقة بينه وبين سعاد لم تتجاوز حدود الإعجاب أو الحب العابر، ولم تصل إلى الزواج الرسمي.
من جانبها، ردت شقيقة سعاد حسني في تصريحات صحفية، قائلة: "الموضوع لا يعنينا نهائيًا، يكفينا أننا كسبنا القضية اللي رفعها علينا الأستاذ محمد شبانة بسبب ما قيل عن زواج أختي من عبد الحليم حافظ والتشهير به، وكسبناها".
وأضافت: "يكفينا أن كثيرًا من الفنانين والإعلاميين والصحفيين أكدوا زواجهما، بعيدًا عن موافقة أو اعتراف أسرة سعاد. وفي عام 2017، الإعلامي مفيد فوزي أكد بنفسه خلال ظهوره مع وائل الإبراشي أنه كان حاضرًا لحفل زواجهما، وغيره كثيرون أكدوا نفس المعلومة".
الجدل لا يزال قائما
ورغم مرور أكثر من 50 عامًا، لا تزال قصة عبد الحليم حافظ وسعاد حسني تحضر بقوة كلما طُرحت من جديد. وبين روايات تؤكد وأخرى تنفي، تبقى القصة واحدة من أكثر الحكايات إثارة في تاريخ الفن العربي، ما يعكس حجم التأثير الذي تركه كل من العندليب والسندريلا في وجدان الجمهور.