حذر الدكتور عاطف محمد كامل عضو اللجنة العلمية والإدارية لاتفاقية "سايتس" وخبير الحياة البرية والمحميات الطبيعية بمنظمة اليونسكو، من التهديدات الخطيرة التي تواجه الشعاب المرجانية عالميًا.

وبين أن ارتفاع درجات الحرارة الناجم عن تغير المناخ يضع نحو 50% من الشعاب المرجانية على حافة الاختفاء بحلول عام 2035، ما لم يتم احتواء التأثيرات البيئية المتسارعة.

وأوضح كامل، في تصريحات خاصة لـ"الشروق"، أن الشعاب المرجانية رغم أنها تغطي أقل من 2% من قاع المحيطات، تُعد موطنًا لحوالي 25% من الكائنات البحرية؛ مما يعكس أهميتها البيئية والاقتصادية، كما تسهم في دعم قطاعي السياحة والصيد البحري، حيث يعتمد عليها ملايين الأشخاص حول العالم.

- ثروة بحرية تحت التهديد

وأكد أن مصر تمتلك 30 محمية طبيعية، من بينها 6 محميات بحرية تضم شعابًا مرجانية بارزة، منها رأس محمد، ونبق، وأبوجالوم في جنوب سيناء، ووادي الجمال بالبحر الأحمر، إلى جانب محمية السلوم وجزر البحر الأحمر الشمالية.

وأشار إلى أن الدولة المصرية تولي اهتمامًا بالغًا لحماية هذه الثروة الطبيعية، حيث تحظر صيد الأحياء البحرية في المناطق الغنية بالشعاب المرجانية، خاصة في خليج العقبة من طابا إلى رأس محمد.

- الشعاب المرجانية.. ركيزة الاقتصاد البحري

وكشف كامل، أن البحر الأحمر يضم واحدة من أطول تجمعات الشعاب المرجانية الحية في العالم، حيث تمتد لمسافة 4 آلاف كيلومتر وتحتوي على نحو 350 نوعًا من الشعاب المرجانية، ما يمثل 5% من الغطاء المرجاني العالمي.

وأضاف أن هذه الشعاب تلعب دورًا محوريًا في دعم السياحة المصرية، إذ تعادل عائداتها نحو نصف دخل قطاع السياحة، وتساهم بنسبة 12% من الناتج المحلي الإجمالي لعام 2019.

- تحديات بيئية تهدد الشعاب المرجانية

وأشار خبير الحياة البرية، إلى تقرير للأمم المتحدة يُظهر أن 70% من الشعاب المرجانية حول العالم معرضة للخطر، بينما فقد 20% منها بالفعل، و24% مهددة بالتدمير الوشيك.

وأوضح أن الأسباب الرئيسية وراء هذا التدهور تشمل ارتفاع درجات حرارة المحيطات، والتغيرات في مستوى سطح البحر، بالإضافة إلى التلوث البحري والصيد الجائر واستخدام أدوات صيد غير مشروعة مثل السيانيد، فضلاً عن مخاطر أعمال الردم والتجريف التي تعكر المياه وتحد من الضوء الذي يصل إلى الشعاب المرجانية.

- مبادرات لحماية الشعاب المرجانية

وأكد أن مصر أطلقت عدة مبادرات للحفاظ على الشعاب المرجانية، أبرزها حظر استخدام الأكياس البلاستيكية في البحر الأحمر منذ يونيو 2019، إلى جانب جهود غرفة سياحة الغوص لتوعية الغواصين بأساليب التعامل مع الكائنات البحرية.

كما نفذت جمعية "هيبكا" مشروعًا ضخمًا لإنشاء الشمندورات لحماية الشعاب المرجانية من الأضرار التي تسببها مراسي القوارب.

واختتم كامل، حديثه بالتأكيد على أهمية اتخاذ إجراءات صارمة لحماية الشعاب المرجانية عالميًا، عبر تعزيز الوعي البيئي، وتقنين أنشطة الصيد، وتكثيف الجهود لمواجهة التغير المناخي والتلوث البحري؛ للحفاظ على هذا المورد الطبيعي الثمين للأجيال القادمة.