قالت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «أونروا» إن الوضع الإنساني والصحي في قطاع غزة يزداد كارثية مع مرور الأيام، محذرة من توقف الخدمات الإنسانية، بسبب نفاد الوقود.
وأوضحت مسئولة مكتب الإعلام في «أونروا» إيناس حمدان في تصريح خاص لوكالة «صفا»، يوم الأربعاء، أن المآسي في غزة تتفاقم مع استمرار الحصار، وعدم السماح بإدخال الإمدادات الحيوية التي يحتاجها السكان بشكل عاجل وضروري.
وأشارت إلى أن سلطات الاحتلال تواصل منذ أكثر من 100 يوم، حظر دخول الوقود إلى غزة، مما يهدد سير العمليات الإنسانية.
وأضافت أن الصحة والمياه والغذاء والاتصالات كلها مهددة، بسبب نفاد الوقود، ولا يمكن للعمليات الإنسانية أن تستمر بدون وقود.
وشددت على أن غزة بحاجة عاجلة للوقود، حتى لا تتوقف خدمات غسيل الكلى والإسعاف وإحالات المرضى، لأن توقفها يعني فقدان الوقت الحاسم لرعاية الإصابات، وزيادة الوفيات.
ونوهت أن قدرة إنتاج المياه في غزة تدهورت بشكل كبير، بسبب التدمير ونفاد الوقود، محذرة من أن مئات مياه الآبار الجوفية معرضة لخطر التوقف عن العمل، فضلًا عن توقف خدمات الصرف الصحي وجمع النفايات الصلبة.
وأكدت أن عملية توزيع المساعدات في غزة تحوّلت إلى «مصيدة للموت»، مضيفة أن «النموذج الإسرائيلي_ الأمريكي لتوزيع المساعدات في القطاع يُهين المحتاجين ويجرّدهم من إنسانيتهم».
وحذرت من أن «الآلية المُتبعة الآن تُثير الفوضى وتُقصي الفئات الأكثر حاجة، والأفظع من ذلك أن الضحايا يسقطون بشكل شبه يومي، أثناء محاولتهم الحصول على الغذاء».
وشددت على ضرورة أن تكون المساعدات واسعة النطاق وآمنة، نافية إمكانية تحقيق ذلك إلا من خلال الأمم المتحدة، بما في ذلك «أونروا».
ولفتت إلى أن «أونروا» لا تزال تقدم خدمات صحية أولية بواقع أكثر من 16 ألف استشارة طبية يوميًا من خلال ستة مراكز صحية و38 نقطة طبية متنقلة.
وصرحت أن الوكالة تدير حوالي 115 مركز إيواء وتُقدم خدمات الدعم النفسي والاجتماعي للنازحين، ولا تزال فرقها تُساهم بتوفير المياه بنسبة 30%، وإدارة النفايات الصلبة بنسبة 40%.
وذكرت حمدان أن «أونروا» لا تستطيع منذ عدة أسابيع، توفير الطحين والطرود الغذائية، حيث لم يعد لديها مخزون منها، بسبب استمرار رفض سلطات الاحتلال إدخال أكثر من 3 آلاف شاحنة على المعابر الحدودية.
ومنذ الثاني من مارس الماضي، تفرض سلطات الاحتلال حصارًا خانقًا على قطاع غزة، وتسمح بإدخال عدد محدود جدًا من الشاحنات، مما فاقم الأوضاع الإنسانية في القطاع.
وتستهدف قوات الاحتلال نقاط توزيع مساعدات ومنتظريها في القطاع، وترتكب مجازر مروعة بحق المجوّعين.
وحسب وزارة الصحة في غزة فإن إجمالي شهداء «لقمة العيش» ممن وصلوا المستشفيات من المناطق المخصصة لتوزيع المساعدات ارتفع إلى 397 شهيدًا وأكثر من 3,031 إصابة.
ومنذ 7 أكتوبر 2023، ترتكب إسرائيل إبادة جماعية بغزة، خلفت نحو 185 ألفًا بين شهيد وجريح معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين بينهم أطفال، فضلًا عن دمار واسع.