في قراءة تنبض بالحب والتحليل، كتب الشاعر والكاتب بهاء جاهين، في مقاله بجريدة الأهرام الصادرة الجمعة، عن العمل الأدبي الأول للكاتب الكبير علاء الديب، مستعيدًا مجموعته القصصية "القاهرة" التي صدرت لأول مرة عام 1964، وتعيد دار الشروق نشرها مؤخرًا في طبعة مزينة بأعمال فنية للفنانين آدم حنين، إيهاب شاكر، وجمال كامل، وتقديم من الكاتب سيد محمود.
جاهين اعتبر أن هذا العمل لم يكن مجرد مجموعة قصصية، بل لحظة تأسيس لقصيدة النثر المصرية قبل أن تتبلور كتيار أدبي في تسعينيات القرن الماضي، مشيرًا إلى أن "القاهرة" تميزت بكتابة تنبض بالشعرية والتمرد، منذ أول قصة بعنوان "العاصفة"، التي تناول فيها الديب قصة موظف كهل يخرج من رتابة الحياة اليومية إلى لحظة صوفية عبر العاصفة.
يصف جاهين بطل القصة الذي نهض من فراشه وسط البرق ليسير بين الأشجار، تاركًا خلفه زوجته وأولاده، في مشهد قال إنه يرمز إلى تمرد وجودي وإبداعي. ويقارن المشهد القصصي هذا بما فعله نجيب محفوظ في افتتاحية "همس الجنون"، حين يتجرد بطله من ثيابه ويتمرد على النمط اليومي، مؤكداً أن الإبداع في الحالتين هو "التمرد الشعري على نثر الحياة".
ويرى جاهين أن شعرية "القاهرة" تستدعي قراءة نقدية كتلك التي تُمنح عادة للنصوص الشعرية، مؤكدًا أنه سيواصل استشهاداته وتحليله لبقية القصص في مقالات تالية، في محاولة لإعادة تقديم علاء الديب كمؤسس مبكر للكتابة الحرة والمجازفة الجمالية في الأدب المصري.