شيخ عقل دروز لبنان: طلب الحماية الإسرائيلية يضرب تاريخنا - بوابة الشروق
الجمعة 18 يوليه 2025 11:31 م القاهرة

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

ما هي توقعاتك لمصير وسام أبو علي في المرحلة المقبلة؟

شيخ عقل دروز لبنان: طلب الحماية الإسرائيلية يضرب تاريخنا

بيروت/ الأناضول
نشر في: الجمعة 18 يوليه 2025 - 8:40 م | آخر تحديث: الجمعة 18 يوليه 2025 - 8:40 م

أكد شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز في لبنان سامي أبي المنى، الجمعة، رفضه طلب أي جهة لتوفير حماية إسرائيلية للدروز على خلفية الأحداث في محافظة السويداء جنوبي سوريا، معتبرا أن مثل هذا الطلب يضرب تاريخ طائفته وهويتها.

جاء ذلك في كلمة ألقاها خلال اجتماع استثنائي عقدته الهيئة العامة للمجلس المذهبي لطائفة الموحدين الدروز في لبنان بمنطقة فردان في العاصمة بيروت، لبحث تداعيات الأوضاع المتدهورة في السويداء واتخاذ موقف موحد بشأنها.

والأحد الماضي، اندلعت اشتباكات مسلحة محدودة بين عشائر بدوية ومجموعات درزية بالسويداء، أعقبتها تحركات للقوات الحكومية نحو المنطقة لفرض الأمن، لكنها تعرضت لهجمات من مجموعات درزية أسفرت عن مقتل عشرات الجنود.

وفي إطار مساعيها لاحتواء الأزمة، أعلنت الحكومة السورية عن 3 اتفاقات لوقف إطلاق النار بالسويداء، كان آخرها مساء الخميس، وتضمن ذلك سحب القوات الحكومية من المحافظة "استجابة لوساطة عربية وأمريكية".

لكن التهدئة لم تصمد طويلا، إذ تجددت الاشتباكات الجمعة إثر قيام مجموعة تابعة لحكمت الهجري، أحد مشايخ الدروز في السويداء، بتهجير عدد من أبناء عشائر البدو من السنة.

وتعقيبا على ذلك، قال أبي المنى: "نعلن إدانتنا للاعتداء على إخواننا أهل السنة من البدو وغيرهم في السويداء، كما ندين الدعوات العشائرية الصاخبة إلى النفير العام بما ينذر بحرب مذهبية".

وفي ظل الاعتداء على البدو السنة ومحاولات تهجيرهم، صدرت في الساعات الأخيرة دعوات من عشائر عربية للنفير العام لوقف الاعتداءات بحقهم.

وأعرب أبي المنى، عن أمله في "طيّ صفحة الأزمة في السويداء، والعودة للعيش المشترك" بين كافة المكونات في المحافظة، داعيا إلى الحفاظ على وقف النار الذي تم التوصل إليه.

وأضاف: "نتطلع إلى سوريا حديثة وسلام عادل وشامل في المنطقة".

وأكد أبي المنى، أن "طلب الحماية الاسرائيلية (من قبل أطراف من الدروز في السويداء) لا نقبل به، فهو يضرب تاريخنا وهويتنا".

وتحت ذريعة "حماية الدروز"، استغلت إسرائيل الأوضاع في السويداء، وصعدت عدوانها على سوريا، حيث شنت الأربعاء غارات مكثفة على 4 محافظات، تضمنت قصر مقر هيئة الأركان ومحيط القصر الرئاسي في دمشق.

وجاء ذلك بالتزامن مع مناشدة وجهها الهجري إلى قادة دوليين بينهم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو للتدخل في الأحداث بالسويداء.

ويُعرف الهجري بمواقفة التحريضية ضد الحكومة الجديدة في سوريا، فيما ترفض أغلب الفعاليات الدرزية بسوريا أي تدخل خارجي في شؤون سوريا، وتؤكد أن الدروز مكون وطني من مكونات من هذا البلد العربي.

وتابع أبي المنى، في كلمته: "نرفض أي نزعة انفصالية أو تقسيمية في سوريا"، في إشارة إلى دعوات صدرت من أطراف درزية بالسويداء على خلفية الأحداث بها.

وأعلن "التضامن الأخوي والإنساني مع أهلنا في السويداء، ومع جميع الأبرياء المصابين بنيران المواجهات".

وقال أبي المنى: "قلق الأقلية يحتاج إلى عدالة الأكثرية، ونحمل الدولة السورية مسؤولية معالجة ما وصلت إليه الأمور من انفلات".

وضمن جهود حل الأزمة أيضا، أعلن الرئيس السوري أحمد الشرع، في خطاب متلفز فجر الخميس، تكليف بعض الفصائل المحلية ومشايخ العقل للطائفة الدرزية بمسؤولية حفظ الأمن في السويداء، مؤكدا أن هذا القرار "نابع من إدراكنا العميق بخطورة الموقف على وحدتنا الوطنية، وتجنب انزلاق البلاد إلى حرب واسعة جديدة قد تجرها بعيدا عن أهدافها الكبرى في التعافي من الحرب المدمرة".

ومنذ سقوط نظام الرئيس بشار الأسد أواخر 2024، كثفت إسرائيل تدخلها في الجنوب السوري متذرعة بـ"حماية الأقلية الدرزية"، وسعت إلى فرض واقع انفصالي في المنطقة عبر شن هجمات متكررة تحت هذه الذريعة، رغم تأكيد دمشق حرصها على حقوق جميع المكونات في البلاد.

لكن معظم زعماء الطائفة الدرزية بسوريا أكدوا، عبر بيان مشترك في وقت سابق، إدانتهم أي تدخل خارجي وتمسكهم بسوريا الموحدة، ورفضهم التقسيم أو الانفصال.

وفي 8 ديسمبر 2024، بسطت فصائل سورية سيطرتها على العاصمة دمشق، منهية 61 عاما من حزب البعث الدموي و53 سنة من سيطرة أسرة الأسد.

فيما أعلنت الإدارة السورية الجديدة، في 29 يناير 2025، الشرع رئيسا للبلاد خلال فترة انتقالية تستمر 5 سنوات.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك