متلازمة ويليامز والثقة في الغرباء.. هل يحتاج الود علاجا؟‬ - بوابة الشروق
الثلاثاء 20 مايو 2025 2:59 ص القاهرة

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تتوقع نجاح اتفاق الهدنة في غزة؟

متلازمة ويليامز والثقة في الغرباء.. هل يحتاج الود علاجا؟‬

سلمى محمد مراد
نشر في: الإثنين 19 مايو 2025 - 12:55 م | آخر تحديث: الإثنين 19 مايو 2025 - 12:55 م

بعض الناس يشعرون بتعاطف وود نحو الآخرين، حتى دون أن يكون بينههم معرفة مسبقة وهذا أمر طبيعي، لكن إذا كان لأمر زائدا عن الحد الطبيعي، هذا يشير إلى خلل ما، وهو ما يُعرف بـ"متلازمة ويليامز".

وفيما يلي نوضح ما هي تلك المتلازمة، وعلاقتها بفرط التفاعل الاجتماعي..

ما هي متلازمة ويليامز

وفقا للمعاهد الوطنية للصحة NIH، تعرف متلازمة ويليامز بأنها اضطراب نادر نسبيًا يصيب ما يصل إلى 1:7500 شخص، ويعاني الأشخاص المصابين بمتلازمة ويليامز من فقدان جزء من المعلومات في الكروموسوم (هو جزء من الخلايا حيث يتكون الجسم من عدد كبير من الخلايا).

ويتشابه حجم الحذف لدى معظم المصابين بمتلازمة ويليامز، ويؤدي إلى فقدان نسخة واحدة من 25-27 جينًا على الكروموسوم؛ مما يؤثر هذا الاضطراب على أجهزة متعددة، مع سمات رئيسية ومظهرًا مميزًا للوجه والجمجمة، وملامح معرفية وسلوكية محددة.

ما هي الأعراض؟

وفقا لموقع "ماونت سيناي"، تؤدي متلازمة ويليامز إلى مشاكل التغذية، بما في ذلك المغص والارتجاع والقيء، إضافة إلى أمراض القلب أو مشاكل الأوعية الدموية، وتأخر النمو، حيث تسبب إعاقة ذهنية خفيفة إلى متوسطة، فضلا عن اضطرابات التعلم؛ فقد لا يقدر الأطفال المصابون بتلك المتلازمة، على القيام بأشياء مثل حمل لعبة أو المشي بنفس سرعة الأطفال الآخرين، كما يسهل تشتتهم بسبب إصابتهم باضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط (ADHD).

الصفات الشكلية للمصابين

يظهر مصابو ويليامز بفم واسع مع شفة سفلية كبيرة، وجسر أنفي مسطح مع أنف صغير مقلوب لأعلى، وخطوط طويلة في الجلد تمتد من الأنف إلى الشفة العليا، وخدود عالية ومستديرة، مع فجوات كبيرة بين الأسنان، إضافة إلى قصر القامة مقارنة ببقية أقارب الشخص البيولوجيين.

السمات الشخصية للمصابين

يتحدث الأشخاص المصابون بمتلازمة ويليامز كثيرًا ويكونون ودودين للغاية في بعض الأحيان، إلى جانب الثقة في الغرباء حيث لديهم القدرة على بدء محادثة مع أي شخص غريب عنهم دون خوف، لكنهم يعانون من الخوف من الأصوات العالية أو الاتصال الجسدي، إلى جانب اهتمامهم بالموسيقى.

ويعاني المصابون من مشاكل صحية ونفسية مع التقدم في السن، على سبيل المثال، قد يعانون من القلق والاكتئاب.

فرط التفاعل الاجتماعي.. الثقة لدرجة الاستغلال

وفقا لموقع patient worthy يُعد انفتاح المرضى وجرأة تفاعلهم الاجتماعي أمرًا محببًا، لكن استعدادهم للتواصل والثقة بالآخرين يجعلهم عرضة للاستغلال أو التلاعب، فعلى الرغم من شغف مرضى متلازمة ويليامز بالتواصل الاجتماعي، إلا أنهم قد يواجهون صعوبة في بناء علاقات صحية، وبينما تميل ثقافتنا غالبًا إلى تفضيل "الانبساطيين" وحب الاختلاط، إلا أن الحماس الذي يُظهره المرضى قد يُنظر إليه على أنه منفر أو مرهق.

تطور بعض السمات التي تجعلنا بشرا

وفقا لـ"بي بي سي" يتميز البشر بصفات عديدة مثل اللطف والثقة والود لكن قد يكون الود المفرط الذي يتعامل به مرضى متلازمة ويليامز نتيجة لضعف الاتصال بين مكونات الدماغ، ويمكن توضيح ذلك من خلال أنه لدى البشر 46 كروموسوما مُرتبة في 23 زوجا، وأثناء نمو الحيوانات المنوية أو البويضة، تحدث عملية تُسمى "إعادة التركيب"، إذ يتم تبادل المادة الوراثية بين أزواج الكروموسومات المتطابقة.

لكن في حالة الإصابة بمتلازمة ويليامز لا تسير هذ العملية على ما يُرام، إذ يُحذف قسم كامل من الحمض النووي من نسخة واحدة من الكروموسوم السابع؛ نتيجة لذلك يفقد المصابون بالمتلازمة نسخة واحدة من 25 إلى 27 جينا.

مع ذلك، ثبت وجود صعوبات في تحديد الجين، أو الجينات المسئولة عن زيادة الود لدى المصابين بمتلازمة ويليامز، لكن هناك نظرية تشير إلى أن جين BAZ1B قد يكون له دور في هذه الظاهرة، وتُشكل بعض خلايا العرف العصبي الغدد الكظرية المسئولة عن استجابة الكر أو الفر من خلال إفرازها للأدرينالين.

ويُرجح أن من يعانون من انخفاض أو ضعف في خلايا العرف العصبي قد ينتجون كميات أقل من الأدرينالين، وهو بدوره ما قد يجعلهم أقل خوفا من الغرباء.

لكن يعتقد فريق آخر من العلماء، أن جينا يُسمى GTF2I قد يكون المسئول عن كون المصابين بهذه المتلازمة أكثر ودا مع الغرباء.

فعلى سبيل المثال، أظهرت أبحاث، أن الحيوانات التي تفتقر إلى جين GTF2I تميل إلى أن تكون أكثر اجتماعية من غيرها من أفراد جنسها.

هل يحتاج الود علاجًا؟

يتمتع المصابون بمتلازمة ويليامز بصفات رائعة يمكن للأشخاص العاديين التعلم منها؛ لذا ليس من الضروري تصحيح سلوكهم، ويسعى العلماء إلى تطوير علاجات قائمة على أدوية متاحة لمن يرغب في استخدامها، ومن المثير للاهتمام أن دواءً معتمداً من إدارة الغذاء والدواء الأمريكية يُسمى الكليماستين، ويُستخدم عادةً لعلاج الحساسية، معروف بتحسينه عملية إنتاج الميالين.

ونظرا لما أظهره تحليل عينات الدماغ التي تبرع بها مرضى متلازمة ويليامز من وجود اضطرابات في إنتاج الميالين يخطط العلماء لإعادة استخدام الكليماستين كعلاج محتمل لهذه الحالة، ومن المقرر أن تكتمل في ديسمبر 2025.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك