مؤشر البيتزا.. كيف تحولت وجبة شعبية إلى أداة لتوقّع الحرب بين إسرائيل وإيران؟ - بوابة الشروق
الخميس 19 يونيو 2025 7:48 م القاهرة

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

ما توقعاتك لمعارك إسرائيل مع إيران؟

مؤشر البيتزا.. كيف تحولت وجبة شعبية إلى أداة لتوقّع الحرب بين إسرائيل وإيران؟

رنا عادل
نشر في: الخميس 19 يونيو 2025 - 3:01 م | آخر تحديث: الخميس 19 يونيو 2025 - 3:01 م

قد تبدو البيتزا مجرد وجبة سريعة يفضلها الملايين حول العالم، لكنها تجاوزت مؤخرًا حدود المطبخ لتدخل قاموس الجغرافيا السياسية. في خضم تصاعد التوتر بين إسرائيل وإيران، برز ما يُعرف بـ"مؤشر البيتزا" كمؤشر غريب لكنه مثير للقلق، يستدل به البعض على احتمالات اندلاع صراع عسكري وشيك.

ما هو "مؤشر البيتزا"؟

 

رغم أن "مؤشر البيتزا" (Pizza Index) لا يُعد أداة تحليل اقتصادي أو أمني معترف بها، فإنه يُستخدم رمزيًا لمراقبة السلوك الاستهلاكي اليومي في مناطق التوتر، باعتباره انعكاسًا غير مباشر للتحركات غير العادية.
الفكرة بسيطة: إذا ارتفعت أسعار البيتزا أو الطلب عليها فجأة، خاصة قرب مواقع عسكرية أو حكومية، فقد يشير ذلك إلى تحولات طارئة مثل التأهب الأمني أو الاستعداد لحالة حرب، وذلك بسبب تغيّر سلوك الأفراد والمؤسسات.

من الحرب الباردة إلى صراعات اليوم

تعود جذور هذا المؤشر غير التقليدي إلى الحرب الباردة، حين لجأت أجهزة الاستخبارات، خصوصًا السوفيتية، إلى مراقبة الأنماط اليومية قرب منشآت حساسة مثل البنتاغون أو البيت الأبيض. كان التركيز آنذاك على تفاصيل صغيرة مثل الإضاءة في ساعات متأخرة أو كثافة الطلب على الوجبات السريعة.

وتشير تقارير إلى أن الطلب غير المعتاد على البيتزا ارتفع بشكل لافت قبيل أحداث كبرى مثل اجتياح العراق للكويت في 1990. وفي العام التالي، كشف مدير أحد فروع دومينوز بواشنطن عن تضاعف الطلب الليلي من داخل البيت الأبيض، ما اضطره لتخصيص فريق خاص للعمل ليلًا، وهو ما اعتبر لاحقًا قرينة على الاستعداد العسكري.

البيتزا والحرب المحتملة بين إسرائيل وإيران

خلال الأسابيع الماضية، عاد مؤشر البيتزا إلى دائرة الضوء بعد ملاحظات غير رسمية عن زيادة الطلب على الوجبات السريعة في إسرائيل، وسط تصاعد التوتر مع إيران. وساهم في ذلك نشاط حساب شهير على منصة "إكس" يُدعى Pentagon Pizza Report، يتابعه أكثر من 150 ألف شخص، يتتبع بدقة حركة الطلب على البيتزا قرب وزارة الدفاع الأمريكية.

في 12 يونيو الجاري، وهو اليوم الذي شنت فيه إسرائيل غارات على مواقع إيرانية، نشر الحساب رصدًا لما وصفه بـ"ارتفاع استثنائي" في الطلبات من فروع دومينوز القريبة من البنتاغون في تمام الساعة 5 مساء. كما أشار إلى أن فترات مماثلة من النشاط ظهرت في أغسطس 2024 ويونيو 2025، وكلاهما شهدا تصعيدات عسكرية لافتة.

وفي إسرائيل، لفت مراقبون إلى أن الإقبال الكبير على البيتزا وسائر الوجبات الجاهزة هو سلوك شائع في أوقات الطوارئ، حيث يسعى المواطنون لتأمين الطعام أو تجنب الطهي خلال أوقات القلق الجماعي.

أداة تحليل أم مجرد طرافة؟

ورغم تكرار ظهور "مؤشر البيتزا" في بعض التحليلات والتقارير الصحفية، فإنه لا يُعد مؤشرًا علميًا رسميًا، بل يصنّف ضمن ما يُعرف بـ"المؤشرات البديلة" التي تستند إلى سلوك المستهلك لاستخلاص دلالات اقتصادية أو أمنية.

وتشمل هذه الفئة مؤشرات مشابهة مثل "مؤشر أحمر الشفاه" الذي يفترض زيادة مبيعات مستحضرات التجميل خلال الركود الاقتصادي، و"مؤشر الكعب العالي" الذي يربط بين موضة الأحذية النسائية والنمو الاقتصادي، إذ يُعتقد أن الكعوب العالية تنتشر أكثر في أوقات الأزمات كمظهر من مظاهر التمرد أو الترف الرخيص.

خلاصة

 

سواء صدق مؤشر البيتزا أو لا، فإن مجرد تداوله بهذا الشكل يعكس مزاجًا عالميًا تتنازعه الشكوك، حيث أصبحت حتى الوجبات السريعة تُقرأ كأنها نذير على صفيح سياسي ساخن. وبين بيتزا البنتاغون وبيتزا تل أبيب، تبدو شهية العالم للسلام أقل إلحاحًا من شهيته للوجبات الجاهزة.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك