المحلل السياسي مارك كاتس: دوائر صنع القرار الروسية منقسمة حول جدوى البريكس - بوابة الشروق
الخميس 19 يونيو 2025 3:09 م القاهرة

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

ما توقعاتك لمعارك إسرائيل مع إيران؟

المحلل السياسي مارك كاتس: دوائر صنع القرار الروسية منقسمة حول جدوى البريكس

واشنطن-د ب أ
نشر في: الخميس 19 يونيو 2025 - 9:55 ص | آخر تحديث: الخميس 19 يونيو 2025 - 9:58 ص

كان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من أقوى المؤيدين لتجمع بريكس وهو تجمع دولي غير غربي كان يضم حتى 2023 البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب أفريقيا.

وفي عام 2024 تم توسيع عضوية التجمع لتضم مصر وإثيوبيا وإيران والإمارات العربية المتحدة ، وإندونيسيا في عام 2025. كما قدمت دول أخرى مما تعرف بعالم الجنوب والذي تطلق عليه روسيا اسم "الأغلبية العالمية" طلبات للانضمام إلى التجمع وقد تنضم إليه بالفعل خلال السنوات المقبلة.

وفي تحليل نشرته مجلة ناشونال إنتريست الأمريكية تساءل مارك إن كاتس الاستاذ الفخري في كلية سشار للسياسة والحكومة بجامعة جورج مادسون الأمريكية عن مدى فائدة تجمع بريكس لروسيا التي تواجه عقوبات غربية واسعة ومشددة منذ حربها ضد أوكرانيا في فبراير 2022. ويرى مسؤولون روس كبار ومعلقون روس لهم اتصالات قوية بدوائر الحكم في موسكو أن بريكس وبريكس الموسع مفيد للغاية لروسيا. كما أن بوتين بشكل خاص قدم تجمع البريكس باعتباره وسيلة مفيدة للحد من الهيمنة الغربية والأمريكية.

في أكتوبر 2024، قال بوتين: "من الواضح أن توسيع التجمع كان قرارًا إيجابيًا وصحيحًا. وأنا على يقين تام بأن هذا سيعزز بلا شك نفوذنا وسلطتنا على الساحة العالمية، وهو أمر نشهده بالفعل".

وفي يناير 2024 دعا إلى "تنسيق السياسة الخارجية بين الدول الأعضاء" حتى تتمكن من التعامل بفاعلية "مع التحديات والتهديدات التي تواجه الأمن والاستقرار الدوليين والإقليميين" وهي التهديدات التي يرى ترامب أنها تنبع من الغرب.

وفي أبريل الماضي، أعرب سيرجي شويجو، وزير الدفاع الروسي السابق والأمين العام لمجلس الأمن الروسي حاليا عن أمله في أن "تُقدم دول البريكس تقييمًا واضحًا، وإن أمكن، علنيًا، لجرائم نظام كييف".

في نوفمبر 2024، أعرب المفكر الجيوسياسي الروسي المعروف ألكسندر دوجين عن آمال كبيرة في البريكس، قائلاً: "أعتقد أن البريكس ستحل محل الأمم المتحدة في السنوات القادمة، لأنها تعكس البنية متعددة الأقطاب الحقيقية التي تطورت بشكل كبير".

كما توقع المحلل السياسي الروسي سيرجي كاراجانوف، الذي يشغل عدة مناصب بارزة، منها مسؤول النشر في مجلة الشؤون العالمية الروسية (رىشا فورين أفيرز" المرموقة، في ربيع عام ٢٠٢٤ أن تصبح "الأمم المتحدة كيانا عرضة للانقراض ومثقلا بالبيروقراطيين الغربيين، وبالتالي غير قابل للإصلاح. ولا داعي لهدمه. مع ذلك، سيكون من الضروري إقامة هيئات موازية على غرار تجمع بريكس بلس ومنظمة شنغهاي للتعاون الموسعة، وتكاملها مع الاتحاد الأفريقي، وجامعة الدول العربية، ورابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان)، والسوق المشتركة لأمريكا الجنوبية (ميركوسور). في غضون ذلك، قد يصبح من الممكن إنشاء مؤتمر دائم لهذه المؤسسات في إطار الأمم المتحدة".

ويرى بوتين وبعض المقربين منه أن توسيع تجمع بريكس أمر حيوي لتعزيز النفوذ الصيني والحد من النفوذ الجيوسياسي للغرب. لكن مع النظرة الإيجابية للبريكس وتوسعه، أشار روس بارزون آخرون في دائرة بوتين إلى أن روسيا إما لا تريد للبريكس أن يصبح قويًا جدًا، وأن هناك حدودًا لما يمكن للبريكس تحقيقه، أو أن مصالح روسيا وأعضاء التجمع الآخرين ليست متوافقة تمامًا.

ففي أبريل 2025، قال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف إنه "لا ينبغي لمجموعة البريكس إنشاء أي سلطات قضائية مستقلة". لا يريد لافروف أن تتنازل روسيا عن أي جزء من سيادتها، ولو لصالح تجمع دولي صديق غير غربي.

وأشار ديمتري ترينين، وهو من أشد المؤيدين لحرب بوتين ضد أوكرانيا، في ديسمبر 2022 إلى أن هدف السياسة الخارجية الذي يحاول أعضاء البريكس الآخرون تحقيقه كان محدودًا: "حتى الآن، تميل الدول الأعضاء في البريكس (الصين والهند والبرازيل وجنوب إفريقيا ودول أخرى من الأغلبية العالمية) إلى تصحيح النظام العالمي، بدلاً من استبداله جذريًا، ناهيك عن تفكيكه".

وفي أكتوبر 2024، أشار أندريه كورتونوف، المدير الأكاديمي للمجلس الروسي للشؤون الدولية، إلى أنه لا يشارك دوجين توقعاته بأن تحل البريكس محل الأمم المتحدة وقال "إن البريكس بالكاد في وضع يسمح لها بمساعدة الأمم المتحدة كآلية متعددة الأطراف لصنع السلام، ومن المشكوك فيه أن يقرر مجلس الأمن الدولي بتكوينه الحالي تكليف البريكس بمثل هذه المهمة".

وفي حين أشاد بوتين وآخرون بتوسيع مجموعة البريكس، أشار كورتونوف في أغسطس 2023 إلى أن هذه العملية تنطوي على مشاكل جوهرية لآن "التوسع لا يأتي دون ثمن. فزيادة التنوع داخل المجموعة تسفر حتمًا عن المزيد من الخلافات بين أعضائها؛ ويصبح من الصعب بشكل متزايد التوصل إلى قاسم مشترك في المسائل الحساسة والمثيرة للانقسام".

من ناحية أخرى، لاحظ كورتونوف في الوقت نفسه أن عدم التوسع "يخلق أيضًا مشاكل. فالنادي الحصري دائمًا ما يُولّد الحسد، بل وحتى الاستياء، لدى غير المقبولين في هذا النادي".

وفي أكتوبر كتب فيودور لوكيانوف، محرر مجلة " الشؤون الخارجية الروسية"، يقول إن الغرب يشدد دائما على "الطابع المناهض للغرب لمجموعة البريكس". ومع ذلك، فإنه "من بين جميع دول البريكس، روسيا وإيران فقط هما من تخوضان صراعًا مع الغرب إلى حد ما. أما الدول الأخرى، فلا تُبدي اهتمامًا بهذا النوع من الأمور، إما لتجنب المخاطرة أو لتجنب ضياع بعض فرص تنميتها".

ويختتم مارك كاتس الزميل غير المقيم في المجلس الأطلسي تحليله بالقول إن هناك انقساما ملحوظا في دوائر صنع القرار الروسي بشأن البريكس. ففي حين يعلق البعض من كبار المسؤولين بمن فيهم بوتين نفسه آمال كبيرة على الطريقة التي يمكن أن تخدم بها البريكس الموسعة مصالح موسكو، هناك مسؤولون كبار أيضا يرون أن فائدتها لروسيا محدودة.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك