حذرت منظمة "جرينبيس"، الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، اليوم الخميس، من أن اصطدام ناقلتي نفط شرق مضيق هرمز، أخطر مضيق نفطي في العالم، قد يسفر عن كارثة بيئية محتملة.
واصطدمت الناقلتان العملاقتان، "أدالين" و"فرونت إيجل"، أمس الأول الثلاثاء، في خليج عمان، حيث اندلعت فيهما النيران قبل أن يتدخل الحرس الوطني الإماراتي لإجلاء أفراد الطاقم. ولم تعلن السلطات الإماراتية عن وقوع أي إصابات.
وأظهرت بيانات الأقمار الاصطناعية الصادرة عن "نظام معلومات الحرائق وإدارة الموارد" التابع لوكالة الفضاء الأمريكية "ناسا" وجود إشارات حرارية في المنطقة في وقت مبكر من صباح الثلاثاء.
وأعلنت جرينبيس، أنها راجعت صورا للأقمار الاصطناعية والتي أظهرت بقعة نفطية ضخمة تمتد إلى نحو 1500 هكتار (3700 فدان) من موقع التصادم.
وقالت المنظمة، إن ناقلة النفط "أدالين"، البالغة من العمر 23 عاما، كانت تابعة لما يسمى "أسطول الظل" الروسي، المعروف بتشغيل سفن قديمة دون معايير الأمن الأساسية، وربما كانت محملة بنحو 70 ألف طن من النفط الخام.
وفي تعليقها على حادثة التصادم، قالت فرح الحطاب، من منظمة "جرينبيس" الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، إن "هذه مجرد حادثة واحدة من بين العديد من الحوادث الخطيرة التي وقعت في السنوات الماضية"، مضيفة أن مثل هذه التسربات النفطية "تهدد الحياة البحرية".
ولم تستجب وزارة الطاقة والبنية التحتية في دولة الإمارات العربية المتحدة لطلب التعليق.
ولم يتضح على الفور السبب وراء الحادث الذي وقع أمس الأول الثلاثاء.
وقالت شركة "أمبري" البريطانية للأمن البحري، إنه لا علاقة له بالقتال الدائر بين إسرائيل وإيران المجاورة.
ويعد مضيق هرمز، القريب من موقع التصادم، المدخل البحري الاستراتيجي للخليج العربي، حيث يمر عبره نحو خمس نفط العالم، وفقا لإدارة معلومات الطاقة الأمريكية.
وبعد أن شنت إسرائيل هجمات جوية على إيران في 13 يونيو الجاري، ارتفعت أسعار النفط مع تزايد المخاوف بشأن احتمالية قيام الجمهورية الإسلامية بإغلاق الممر المائي.
وقال خبراء الملاحة البحرية، إن مالكي السفن أصبحوا أكثر حذرا من استخدام الممر المائي، حيث قامت بعض السفن بتعزيز إجراءاتها الأمنية، بينما ألغت أخرى رحلاتها عبر تلك المناطق.
ومع تصاعد الصراع بين إسرائيل وإيران خلال عطلة نهاية الأسبوع، لاحظت مئات السفن في مضيق هرمز اضطرابات في إشارات الملاحة، واضطرت إلى الاعتماد بشكل أكبر على أنظمة الرادار.
وذكرت صحيفة "فاينانشال تايمز" البريطانية، في 13 يونيو الجاري، أن شركة "فرونتلاين"، وهي أكبر شركة ناقلات نفط مدرجة في البورصة على مستوى العالم وصاحبة ناقلة النفط "فرونت إيجل" التي تعرضت لحادث التصادم أمس الأول الثلاثاء، قالت إنها سترفض عقودا جديدة للإبحار إلى الخليج عبر مضيق هرمز.