جمهور السوشيال ميديا يعيد رسم ملامح الشخصيات الشريرة في الدراما.. الأشرار يتحولون إلى أبطال محبوبين - بوابة الشروق
الجمعة 21 مارس 2025 12:42 ص القاهرة

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تتوقع نجاح اتفاق الهدنة في غزة؟

جمهور السوشيال ميديا يعيد رسم ملامح الشخصيات الشريرة في الدراما.. الأشرار يتحولون إلى أبطال محبوبين

الفنان ماجد المصري في أحد مشاهد مسلسل "إش إش" الذي قدم فيه شخصية رجب الجريتلي
الفنان ماجد المصري في أحد مشاهد مسلسل "إش إش" الذي قدم فيه شخصية رجب الجريتلي
إيناس عبد الله
نشر في: الخميس 20 مارس 2025 - 1:38 م | آخر تحديث: الخميس 20 مارس 2025 - 2:07 م

دافع عن لوسي ابن فكيهة في فيلم إشاعة حب.. وهاجم نعمة في أفواه وأرانب.. ووقع في غرام رجب الجريتلي في مسلسل إش إش

شهدت السنوات الأخيرة تغيرًا لافتًا في نظرة جمهور مواقع التواصل الاجتماعي إلى الشخصيات الفنية، حيث لم يعد التعاطف حكرًا على الشخصيات الطيبة، بل امتد ليشمل الشخصيات الشريرة التي كانت تُقدم تقليديًا باعتبارها مكروهة. وأصبح بعض هذه الشخصيات يحظى بتأييد الجمهور، الذي بات يجد لها مبررات، بل ويضعها في مكانة البطولة، في تحول جذري عن القواعد التي أرساها الفن المصري لعقود طويلة.

● انقلاب في معايير تقييم الشخصيات الفنية

حطم جمهور مواقع التواصل الاجتماعي القاعدة التي أرساها الفن المصري على مدار تاريخه، سواء في السينما أو التلفزيون أو المسرح، حينما كان ينتصر للخير على حساب الشر، ويُصدر الشخصيات الطيبة لتكون "محبوبة الجماهير"، بينما يتم إظهار جميع الجوانب السيئة للشخصية الشريرة حتى يكرهها المشاهدون ويفرحون بهزيمتها في نهاية الأحداث.

كانت هذه القاعدة ناجحة حتى وقت قريب، وتحديدًا في عصر ما قبل ظهور "السوشيال ميديا"، الذي قلب الموازين، وأصبح يميل إلى الشخصيات الأخرى، بل ويدافع عنها، ويجد لها مبررات في تصرفاتها.

وخلال سطور هذا التقرير، نرصد أهم الشخصيات التي تعامل معها جمهور السوشيال ميديا بمنظوره الخاص، بعيدًا عن الغرض الذي سعى إليه صناع العمل.

● لوسي ابن طنط فكيهة.. المثقف المحبوب

قبل 65 عامًا، هلل الجمهور في قاعات دور العرض السينمائي، سعداء بالنهاية السعيدة لفيلم إشاعة حب، حينما نجح "حسين" (عمر الشريف)، الشاب الساذج، في إقناع "سميحة" (سعاد حسني)، ابنة عمه، بحبه، رغم أنها كانت تميل إلى الارتباط بشخص ذي خبرة نسائية وعلاقات متعددة مثل "لوسي" (جمال رمسيس)، ابن خالتها "فكيهة". وكم كان الجمهور سعيدًا حينما انتصر "حسين" على "لوسي"، رغم مكر الأخير ومحاولته كشف الكذبة التي اختلقها "حسين" لإقناع "سميحة" بالزواج منه.

لكن الوضع تغير مع رواد السوشيال ميديا، الذين انتصروا لـ"لوسي ابن طنط فكيهة"، ووصفوه بأنه أكثر شخصية واضحة وصادقة في العمل، وكان يجب أن يتزوج "سميحة" وليس "حسين". ومبرراتهم في ذلك أن "لوسي" رجل مثقف، يجيد التحدث بأكثر من لغة، والوحيد الذي كان يسعى لتحقيق شغفه وحلمه كمدرب رقص، وحصل على ماجستير فيه من أوروبا، كما أنه متحدث لبق، ويجيد احترام النساء. على العكس من والد "سميحة" (يوسف وهبي)، الرجل الخائن متعدد العلاقات النسائية، الذي كان معسول اللسان، وأيضًا على عكس "حسين"، الذي كان إنسانًا "قليل الذوق"، لا يعرف التعامل مع "الجنس اللطيف". إضافة إلى ذلك، كان "لوسي" الوحيد الصادق، حيث لم يضطر إلى اختلاق كذبة كما فعل "حسين"، وكان ذكيًا حينما اكتشف حيلة غريمه في الوصول إلى حبيبته.

 

 

● نعمة في أفواه وأرانب.. حرباء أم نموذج للمرأة الطموحة؟

وبخلاف الحب الذي غمر به رواد السوشيال ميديا "لوسي ابن طنط فكيهة"، نالت شخصية "نعمة" (فاتن حمامة) في فيلم أفواه وأرانب نصيبًا وافرًا من الانتقادات، حيث وصفها البعض بصفات سيئة مثل "الحرباية" و"خطافة الرجالة"، رغم أن الفيلم قدم "نعمة" على أنها المرأة واسعة الحيلة الذكية، التي ترفض الارتباط بحبيبها؛ لأنه سرق، كما رفضت العريس الغني الذي أراد شراءها بماله، ونجحت في جذب صاحب المزرعة التي عملت بها بعد هروبها من أسرتها، حتى ترك خطيبته وارتبط بها.

وقدم المخرج هنري بركات "نعمة" كنموذج يحتذى به للمرأة المصرية القوية، التي تنافس الرجل في سوق العمل، حيث نجحت - رغم خبرتها القليلة - في التفوق على رئيسها في العمل "فتحي الفكاهي" (حسن مصطفى)، بل كانت تحمل أفكارًا تستطيع من خلالها أن تحول التراب إلى ذهب. لكن بعد مرور 48 عامًا على عرض الفيلم، تغير الحال، وهاجم رواد السوشيال ميديا "نعمة"، قائلين إنها نجحت بـ"لؤم" في ملء حياة "محمود بيه" (محمود ياسين)، صاحب المزرعة، وجعلته يشعر برجولته، وتمكنت من سحب البساط من تحت أقدام "نهى" (إيناس الدغيدي)، خطيبته الفتاة الأنيقة، ابنة العائلة المحترمة والمثقفة، التي كانت تعتز بنفسها.

ورأى البعض أن "نهى" شعرت بخطورة "نعمة" على خطيبها، فرفضت تواجدها في حياتهما، لكن حيل "نعمة" ومكرها كانا أقوى، ففسخ "محمود بيه" خطوبته مع "نهى"، وشعرت "نعمة" بسعادة كبيرة، حتى أنها بدأت تهتم بمظهرها، وتضع المكياج، وترتدي ملابس أنيقة، لتلفت نظر "محمود بيه"، وهو ما نجحت فيه، وسعى الرجل الثري المثقف للزواج منها.

 

 

● رجب الجريتلي.. فارس الأحلام غير المتوقع

انضمت شخصية "رجب الجريتلي"، ضمن أحداث مسلسل إش إش، الذي يُعرض حاليًا، إلى قائمة الشخصيات التي وجدت صدى مختلفًا عند رواد مواقع التواصل الاجتماعي، بخلاف ما كان يسعى إليه صناع المسلسل.

قدم المخرج محمد سامي شخصية "رجب الجريتلي" (ماجد المصري) على أنه رجل قوي وطماع وقاسي القلب، يتاجر في المخدرات، ويقتل، ويضرب، ويفعل كل ما هو سيئ، وكان سببًا مباشرًا في سجن "أم بطلة العمل"، وسرقة أموالها.

لكن الأحداث شهدت تطورًا حينما نجحت "إش إش" (مي عمر) في إيقاع "رجب الجريتلي" في غرامها، وتزوجته للانتقام منه، كما تعاونت مع ضابط في مكافحة المخدرات للإيقاع به وإلقائه في السجن. لكن بخلاف ما كان يعتقد صناع العمل، وقع رواد السوشيال ميديا - خاصة النساء والفتيات - في حب "رجب الجريتلي".

وظهرت منشورات تؤيده، فكتبت إحداهن: "كفاية خوف من المجتمع، أنا فتى أحلامي رجب الجريتلي، ويكفي أنه رجل وسيم، وغني، وقادر على تحقيق أحلام حبيبته، وهو النوع الذي انقرض من حياتنا".

وكتبت أخرى: "رجب الجريتلي رجل شهم، قام بتربية أبناء زوجته الأولى والإنفاق عليهم، وعاملهم مثل أبنائه، وكان يعلم أن زوجته وشقيقها وابن زوجته يسرقون أمواله، لكنه التزم الصمت ولم يعاقبهم".

فيما قالت إحداهن: "رجب الجريتلي رجل محترم، ستر إش إش ولم يفضحها حينما اعترفت بأنها ليست بكرًا، بخلاف الشاب الذي خدعها ونال غرضه منها ثم تخلى عنها".

 



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك