خبراء: دور متميز للشباب في تشكيل مستقبل الطاقة النووية من أجل التنمية المستدامة - بوابة الشروق
الجمعة 21 مارس 2025 6:45 م القاهرة

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تتوقع نجاح اتفاق الهدنة في غزة؟

خبراء: دور متميز للشباب في تشكيل مستقبل الطاقة النووية من أجل التنمية المستدامة


نشر في: الخميس 20 مارس 2025 - 12:03 م | آخر تحديث: الخميس 20 مارس 2025 - 12:03 م

أكد خبراء متخصصون فى مجال الطاقة النووية أنه في اطار تحديات القرن الحادي والعشرين حيث يتنفس كوكبنا بصعوبة تحت وطأة التغيرات المناخية،وتتزايد الحاجة إلى حلول جذرية للأزمات البيئية المتفاقمة تتألق روح الشباب كشعلة أمل تنير دروب المستقبل. إنهم ليسوا مجرد شهود على التحولات الجارية بل هم صناع التغيير وحماة الأرض الذين يحملون على أكتافهم مسؤولية رسم ملامح الغد.

واشار الخبراء الى أنه في قلب هذا المشهد المتغير تتجلى الطاقة كركيزة أساسية في منظومة الحلول المستدامة تنتظر من يطورها ويكشف عن إمكاناتها الحقيقية. وإذا كان العالم يتطلع نحو آفاق جديدة للطاقة فإن أيادي الشباب هي التي ستمد جسور العبور نحو مستقبل يتناغم فيه التقدم التكنولوجي مع استدامة الحياة على كوكبنا.

وتقف "روساتوم" الروسية شامخةً في عالم الطاقة النووية كمنارة للإبداع والتميز، محاطة بهالة من الخبرة والمعرفة المتراكمة عبر عقود طويلة. لم تكتفِ هذه المؤسسة العملاقة بكونها منتج تقليدي للطاقة بل ارتقت لتصبح رائدة في صناعة المستقبل، واضعةً نصب أعينها تطوير تقنيات نووية تحقق التوازن بين الطموح والأمان البيئي. من أبرز مشاريعها المبتكرة هو أكاديمية لومونوسوف أول محطة طاقة نووية عائمة في العالم، التي تمثل مثالًا حيًا لاستخدام المفاعلات النووية الصغيرة لتوليد الطاقة النظيفة في المناطق النائية. كما تدير مفاعل بي إن - 800 السريع للنيوترونات في الوحدة 4 من محطة بيلويارسك للطاقة النووية، الذي يعد الأول من نوعه في العالم الذي يستخدم وقود أكسيد اليورانيوم - البلوتونيوم (MOX)، مما يدعم تكنولوجيا الدورة النووية المغلقة ويعزز من تقليل النفايات المشعة. كما أن "روساتوم" قد أطلقت مؤخرًا مشروع "الاختراق" عبر تطوير مفاعل BREST-OD-300 الذي يعد خطوة متقدمة نحو مستقبل نووي خالٍ من النفايات.

وقال الخبراء أن هذه المبادرات المتقدمة تؤكد التزام "روساتوم" بتوفير حلول طاقة آمنة ومستدامة ومبتكرة.

وفي هذا السياق تولي روساتوم أهمية قصوى للاستثمار في تقنيات نووية متطورة تحد من البصمة البيئية وتعزز معايير السلامة، ما يجعلها شريكًا أساسيًا في رحلة التحول نحو طاقة نظيفة ومستدامة. وهنا يتجلى دور الشباب بوضوح ؛ فهم ليسوا مجرد مستهلكين سلبيين لهذه التكنولوجيا بل هم المبدعون الذين سيحملون مشعل الابتكار، ليضيفوا إليها لمساتهم الإبداعية محولين الطاقة النووية إلى حليف قوي في معركة الإنسانية ضد التغير المناخي.

وأكد الخبراء أن الشباب اليوم يمتلك زمام المبادرة في ساحة التغيير العالمي، مسلحين بعقول متوقدة وقلوب مفعمة بالشغف في مختبرات البحث العلمي، تومض أفكارهم كالنجوم تبشر بولادة تقنيات نووية تتسم بكفاءة أعلى وتأثير بيئي أقل. وفي قاعات الجامعات تتشكل رؤاهم لبدائل مبتكرة تعيد تعريف مفهوم الأمان النووي.

وأوضح الخبراء إن عقول الشباب المتوهجة بالمعرفة والطموح قادرة على استكشاف آفاق جديدة في عالم النووي، ليس فقط من خلال تحسين التقنيات القائمة بل بابتكار جيل جديد من المفاعلات يتميز بالاستدامة والأمان العالي، مما يضمن مستقبلاً أكثر إشراقاً للأجيال القادمة.

وقد شكّل المنتدى الدولي للشباب حول التقنيات النووية المستدامة، الذي استضافته مدينة الإسكندرية مؤخرًا بالتعاون مع هيئة المحطات النووية لتوليد الكهرباء، منصة ملهمة للشباب من مختلف الدول لمناقشة مستقبل الصناعة النووية. حيث اجتمع أكثر من 350 طالبًا ومهندسًا شابًا من مصر وروسيا ودول أخرى، يتشاركون الرؤية ذاتها لصناعة مستقبل مستدام قائم على الطاقة النووية النظيفة. وقد ناقش المشاركون مجموعة من الموضوعات الحيوية، من بينها الابتكارات في مجالات أمان المفاعلات، والتقنيات الحديثة للحد من الانبعاثات الكربونية، والتطبيقات السلمية للطاقة النووية في مجالات الصحة والزراعة والصناعة. كما تناول المنتدى أهمية تأهيل الكوادر البشرية، وتطوير المهارات القيادية لدى الشباب، لتمكينهم من لعب أدوار رئيسية في تنفيذ المشاريع النووية المستقبلية، وعلى رأسها محطة الضبعة للطاقة النووية.

وفي هذا الإطار، سلطت السيدة تاتيانا تيرينتيفا، نائب المدير العام للموارد البشرية في روساتوم، الضوء على الدور الحيوي الذي يلعبه الشباب في تشكيل مستقبل قطاع الطاقة النووية، مؤكدة أن الثروة الحقيقية لأي مشروع نووي تكمن في الكفاءات البشرية التي تقوده. وقالت إن أكثر من 30% من موظفي روساتوم هم من الشباب، أي ما يزيد عن 120 ألف شاب وشابة، مضيفة أن روساتوم تعتمد بشكل متزايد على القيادات الشابة في إدارة وتنفيذ أكثر مشاريعها طموحًا داخل روسيا وخارجها.

وقالت أن روساتوم تعمل على اكتشاف ورعاية المواهب الشابة، حيث تستقطب سنويًا أكثر من 3,500 خريج من الجامعات والمعاهد الفنية، وتقوم بإدماجهم مبكرًا في بيئة العمل النووي. وأوضحت أن العديد من هؤلاء الخريجين، بمن فيهم المهندسون المصريون، يتلقون تدريبهم حاليًا في الجامعات والمعاهد النووية الروسية، بما في ذلك جامعة البحوث النووية الوطنية “ميفي” ومعهد أوبنينسك للتكنولوجيا، حيث يخضعون لبرامج تعليمية وتدريبية مكثفة تشمل التدريب العملي في محطات الطاقة النووية الروسية. هؤلاء الشباب يشكلون النواة الأساسية لفريق العمل الذي سيقود تشغيل وصيانة محطة الضبعة للطاقة النووية، بعد اكتسابهم المهارات والخبرات اللازمة للعمل وفقًا لأعلى معايير الأمان والكفاءة العالمية.

إن الاستثمار في تطوير الكوادر الشابة لا يقتصر فقط على التعليم الأكاديمي، بل يمتد ليشمل إعدادهم كقادة للمستقبل، من خلال تعزيز ثقافة الحوار والانفتاح والمشاركة في اتخاذ القرار. إن ثقافة روساتوم المؤسسية تضع ثقة كبيرة في الشباب وتمنحهم الفرصة لقيادة المشاريع الاستراتيجية، إيمانًا بأنهم هم من سيشكلون ملامح صناعة الطاقة النووية في العقود القادمة.

تجدد شركة روساتوم التزامها برؤية طموحة تستند إلى تمكين الأجيال الشابة من قيادة المرحلة القادمة من التطور التكنولوجي النووي. فقد شكّل هذا التوجه منصة لإبراز دور الشباب كحجر الزاوية لمستقبل هذه الصناعة، الذين باتوا اليوم جزءًا أساسيًا من فرق العمل التي تقود مشاريع روساتوم العالمية، ومن ضمنها محطة الضبعة للطاقة النووية في مصر.

وفي سياق الاحتفال بثمانية عقود من التميز النووي الروسي، لم تكن هذه الذكرى مجرد تكريم للماضي، بل تجديد للعهد مع الشباب الذين سيواصلون مسيرة الابتكار. فثقافة روساتوم المؤسسية ترتكز على إشراك الشباب في صياغة الرؤية الاستراتيجية، لأنهم هم من يحملون شعلة التطوير والابتكار نحو المستقبل.

يظل الشباب هم القلب النابض لحركة التغيير في عالمنا، وهم الأمل الذي يتطلع إليه كوكب الأرض. بإبداعهم ومشاركتهم الفعالة وقدرتهم على التأثير في السياسات، سيسهمون في رسم ملامح مستقبل الطاقة النووية بما يحقق التوازن بين التقدم التكنولوجي والاستدامة البيئية والاقتصادية. إن الشراكة بين الشباب والمؤسسات الرائدة مثل "روساتوم" تمثل حجر الزاوية لبناء هذا المستقبل المشرق، حيث تلتقي عبقرية الشباب مع حكمة الخبرة، لتخلق "توليفة" فريدة قادرة على مواجهة تحديات العصر. ومن خلال هذه الشراكة، تتبلور رؤية مشتركة لغدٍ ينعم فيه الجميع بطاقة نظيفة ومستدامة، تحفظ حق الأجيال القادمة في أرض خضراء وسماء زرقاء.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك