تراث مصري (21) بدايات السينما في مصر.. كيف استقبل الجمهور أول عروض الصور المتحركة؟ - بوابة الشروق
الجمعة 21 مارس 2025 9:55 م القاهرة

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تتوقع نجاح اتفاق الهدنة في غزة؟

تراث مصري (21) بدايات السينما في مصر.. كيف استقبل الجمهور أول عروض الصور المتحركة؟

عبدالله قدري
نشر في: الجمعة 21 مارس 2025 - 5:15 م | آخر تحديث: الجمعة 21 مارس 2025 - 5:19 م

تواصل جريدة الشروق خلال شهر رمضان نشر سلسلة "تراث مصري"، المستوحاة من كتاب "تراث مصري" للباحث أيمن عثمان، والتي تستعرض الشخصيات والمعالم التي تركت بصمتها في التاريخ المصري.

لم تعرف مصر العروض السينمائية للصور المتحركة قبل عام 1896، حيث كانت الصور الثابتة مثل "صندوق الدنيا" هي وسيلة الترفيه البصرية الوحيدة المعروفة، وعندما تم عرض أول فيلم سينمائي في قاعة زواني بمدينة الإسكندرية، أصيب الحاضرون بالدهشة وهم يشاهدون صورًا متحركة لأشخاص يسيرون ويضحكون أمام الشاشة، حتى أن البعض نسب هذا الاختراع العجيب إلى الجن والشياطين.

وصفت جريدة المؤيد هذا الحدث في عددها الصادر في 29 يناير 1896 قائلة: "اجتمع لفيف من علية القوم وأبناء الأغنياء الأفاضل وأفراد الطبقة المتعلمة المستنيرة في مكان عرضه ستة أمتار، وطوله 20 مترًا، وجلسوا على كراسي كما يحدث تمامًا في المسارح، ليشاهدوا هذا الاختراع العجيب الذي جاء من الدنيا الجديدة، والذي يسمونه بالأعجمية “سينماتوغراف” أو بالتعبير العربي الفصيح “الخيالة”.

وتابعت الصحيفة وصف المشهد بقولها: "عندما بدأ الظلام يخيم على المكان، فُتحت الكلوبات وصار المكان في ظلام دامس.. وفجأة سمعنا صوت الآلة يتحرك ويحدث طنينًا أشبه بصوت آلات الطباعة، ثم خرج من هذه الآلة شعاع أبيض تركز على قطعة قماش بيضاء أمامنا، وإذا بنا نرى أشخاصًا يتحركون أمامنا ويروحون ويجيئون".

وأشارت الصحيفة إلى أن المشاهد الأولى تضمنت مناظر من ميدان الأوبرا في باريس، تلاها مشهد لرئيس جمهورية فرنسا وهو يصافح مستقبليه خلال زيارته لمدينة ليون، ثم خيال الإمبراطور الألماني غليوم الثاني أثناء زيارته لمصنع في برلين، ثم مشاهد لعمال المصانع وبعض الناس في حياتهم اليومية.

أما جريدة الأهرام، التي كانت تصدر من الإسكندرية آنذاك، فقد علّقت على العرض الأول بقولها: "إن الصور المتحركة كانت عبارة عن فنون سينمائية وألعاب سحرية غريبة".

وعبر الحاضرون عن إعجابهم الشديد بهذا الاختراع العجيب، حيث قال أحد الأجانب الذين حضروا العرض: "إن هذا الابتكار سيعمم في جميع أنحاء العالم، وسيتم جلب أفلام أخرى تعرض مشاهد مثل تتويج قيصر روسيا".

واختتمت المؤيد تقريرها بتوقع أن يحظى هذا الاختراع بشهرة كبيرة في العالم، واصفة إياه بأنه "معجزة لا يمكن أن يفكر فيها إلا شيطان مارد، وتعد من أعظم عجائب القرن التاسع عشر".



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك