مع انطلاق العام الدراسي الجديد.. كيف نتعامل مع رفض الأبناء الذهاب إلى المدرسة؟‬ - بوابة الشروق
الإثنين 22 سبتمبر 2025 10:47 م القاهرة

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

برأيك.. من البديل الأنسب لـ ريبيرو في النادي الأهلي؟

مع انطلاق العام الدراسي الجديد.. كيف نتعامل مع رفض الأبناء الذهاب إلى المدرسة؟‬

سلمى محمد مراد
نشر في: الأحد 21 سبتمبر 2025 - 3:37 م | آخر تحديث: الأحد 21 سبتمبر 2025 - 3:37 م

مع دقات جرس العام الدراسي الجديد، واستعداد ملايين الأسر المصرية لإرسال أبنائها إلى الفصول الدراسية بعد عطلة طويلة، وبينما تسود أجواء الحماس والارتباك المعتادة، يواجه بعض أولياء الأمور تحديًا مختلفًا يتمثل في رفض أبنائهم أو تجنبهم الذهاب إلى المدرسة.

وفي هذا التقرير نعرض أسباب المشكلة وكيفية التعامل معها من خلال خبراء التربية والصحة النفسية.

ما هي أسباب رفض الطفل للمدرسة؟

قالت الدكتورة هالة حماد استشاري الطب النفسي للأطفال والمراهقين والعلاقات الأسرية، في تصريحات خاصة لـ "الشروق"، إن رفض المدرسة لا يعني الكسل أو التمرد كما قد يعتقد البعض، بل هو مرض نفسي وسلوك يظهر عندما يمتنع الطفل أو المراهق عن الذهاب إلى المدرسة بانتظام، أو يجد صعوبة في البقاء فيها طوال اليوم.

-لماذا يرفض الأبناء المدرسة؟

وتابعت أن الأسباب تتعدد وتتداخل لتشمل:-

القلق الانفصالي: رغبة بعض الأطفال في البقاء قريبين من والديهم، وتنشأ هذه الحالة غالبًا في حالات العنف الأسري.

البحث عن الراحة في المنزل: حيث يجد الطالب في البيت أمانًا وروتينًا مألوفًا يجعله أكثر ارتياحًا.

الضغوط الدراسية: الخوف من الامتحانات أو الشعور بعدم القدرة على مجاراة أقرانهم.

الضغوط الاجتماعية: القلق من التفاعل مع الزملاء أو التعرض للتنمر.

-خطوات فعالة للتعامل مع المشكلة

ونصحت حماد بضرورة التعاون بين الأهل والمدرسة لعودة الطالب بشكل تدريجي للمدرسة، مع اتباع بعض النقاط تتمثل في:-

1- التعامل مع كل يوم على حدة: قد ينجح الطفل في الذهاب يومًا ويتراجع في اليوم التالي، المهم هو الاستمرارية.

2- إنشاء روتين ثابت: يساعد الروتين الصباحي والمسائي على تقليل التوتر.

3- التركيز على الصحة النفسية: بدلًا من إجبار الطفل على الذهاب، يمكن البحث عن الأسباب العميقة وراء رفضه.

4- تشجيع الحوار المفتوح: الإصغاء لمخاوف الأبناء يساعد على بناء الثقة.

5- التعاون مع المدرسة: عبر وضع خطط فردية مثل تخفيف بعض الأنشطة المرهقة أو البدء بجداول حضور جزئية.

6- البحث عن بدائل: في بعض الحالات قد يكون التعليم المرن أو الدعم الإضافي خيارًا مناسبًا.

-من ضيق ودموع صباحية إلى نوبات الهلع

وبحسب موقع معهد تشايلد مايند، تشمل علامات رفض المدرسة الضيق قبل الالتحاق بها، والشكاوى الصحية، آلام البطن قبل الذهاب إلى المدرسة، دموع في الصباح، والتغيب عن الحصص الدراسية. إلى جانب مغادرة المدرسة، أو الغياب المتكرر، وفي بعض الحالات، قد تُسبب فكرة الالتحاق بالمدرسة أعراضًا جسدية كالتقيؤ، ورفض تناول الطعام، والارتعاش، أو نوبات الهلع.

-حلول ما بين الأسرة والمدرسة

وفي هذا الشأن أكدت داليا الحزاوي، مؤسس ائتلاف أولياء أمور مصر والخبيرة التربوية، لـ "الشروق"، أهمية التعاون بين المدرسة وأولياء الأمور لجذب الطلاب إلى المدرسة، وإذا واجه الطلاب صعوبة في الذهاب إلى المدرسة، يجب التحدث معهم بهدوء لفهم الأسباب وراء ذلك، والتي قد تكون متعلقة بالبيت أو المدرسة نفسها.

-دور الأسرة لجذب الأبناء للمدرسة:

نصحت الحزاوي بأهمية تقديم صورة ذهنية إيجابية عن المدرسة كمركز للتعلم واكتساب المهارات وتكوين صداقات جديدة والحرص على توفير استقرار أسري بعيدا عن المشاحنات التي قد تؤثر على نفسية الأبناء.

وأكدت أهمية دعم الأبناء وتحفيزهم بكلمات تشجيعية وتجنب المقارنات التي قد تؤثر سلبًا على دافعية الطلاب للتعلم، كذلك أهمية تنظيم وقت المذاكرة بوضع جدول مذاكرة يومي يتضمن فترات راحة لتجنب الضغط والتعب مع تخصيص جزء من عطلة نهاية الأسبوع لممارسة الرياضة والهوايات المختلفة.

كما شددت على أهمية أن تحرص الأمهات على التحدث مع الأبناء بعد عودتهم من المدرسة لمعرفة تفاصيل يومهم وتقديم المساعدة والدعم عند الحاجة فقد يتعرضوا للتنمر مثلًا أو عنف مما يجعلهم لا يرحبوا بالذهاب للمدرسة.

- دور المدرسة لجذب الطلاب للذهاب إليها:

وتابعت الحزاوي أنه لابد من استخدام طرق تدريس جاذبة للطلاب تعتمد على الأنشطة والتطبيق العملي بدلًا من الحفظ والتلقين مع ربط الدروس بالواقع لتعزيز الفهم والاستيعاب.

وأوصت بضرورة الحرص على تأهيل المعلمين أكاديميًا وتربويًا، حيث أن حب الطالب للمادة غالبًا ما يكون انعكاسًا لحبه لمعلمه، بالإضافة إلى مراعاة نظافة المدرسة والفصول لتوفير بيئة مريحة نفسيا للطلاب وجاذبة.

وأشارت إلى أهمية توفير أنشطة مدرسية لربط الطلاب بالمدرسة وتنمية مواهبهم، وضرورة وجود أخصائي اجتماعي بالمدرسة لمعالجة المشكلات النفسية للطلاب.

واختتمت الحزاوي، أن خلال التعامل مع رفض الذهاب للمدرسة نتجنب ان يكون بأسلوب التهديد والعقاب، حتي لا يزداد الأمر سوءًا، ويمكن الاستعانة بمختص إذا استمر الرفض رغم المحاولات من جانب الأسرة والمدرسة نفسها لجذب الأبناء.

ومع أن رفض المدرسة قد يبدو للبعض مشكلة صعبة، إلا أنه أيضًا فرصة لفهم أبنائنا أكثر، ودعم صحتهم النفسية، وتأكيد أن المدرسة ليست مجرد مكان للتعلم، بل بيئة تُبنى فيها شخصية الطفل ومشاعره المستقبلية.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك