هبة طوجي لـ«الشروق»: الغناء في مصر يعطيني طاقةً لا أجدها في أي مكان - بوابة الشروق
الجمعة 23 مايو 2025 12:03 ص القاهرة

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تتوقع نجاح اتفاق الهدنة في غزة؟

هبة طوجي لـ«الشروق»: الغناء في مصر يعطيني طاقةً لا أجدها في أي مكان

حوار - حسام جودة:
نشر في: الخميس 22 مايو 2025 - 6:59 م | آخر تحديث: الخميس 22 مايو 2025 - 7:00 م

- «بعد سنين» عنوان يختصرغيابا طويلا فرضته الظروف.. والألبوم يمزج المصرى باللبنانى والفرنسى فى حالة موسيقية واحدة
- قوة الديو تكمن فى الاختلاف المتناغم.. وأبحث عن صوت يُكملنى لا يُشبهنى
- حفل الأولمبيا فى باريس سيتحول إلى ألبوم تخليدا للتجربة

وسط أجواء صاخبة امتزجت فيها أنوار المسرح بنفحات هواء مايو القاهرية، التقينا بالفنانة اللبنانية هبة طوجى عقب حفلتها بالقاهرة؛ والتى وُصفت بأنها «فوق الخيال» بعدما التفّ آلاف من الجمهور حول المسرح وردّدوا معها أغنياتها من مختلف اللهجات.

فى حوارها لـ«الشروق» تتحدث هبة عن تلك اللحظة وعودتها إلى مصر بعد فترة انقطاع، وعن ألبومها الجديد «بعد سنين»، وخططها لديوهات مصرية محتملة، كما تكشف كواليس حملها للعلمين المصرى واللبنانى على الخشبة، وتتأمل خصوصية الجمهور المصرى الذى «يعرف كيف يرقص ويصغى فى آنٍ واحد». بحسب قولها.

< حدثينا عن الحفل الكبيرالذى قدمتِه فى مصر بعد غياب؟


ـــــ هذا الحفل كان بالنسبة لى ضخما إلى أبعد الحدود وأنا لا أستطيع إلا أن أبتسم وأنا أسترجع الدقائق الأولى حين علا التصفيق بالحفل قبل أن أنطق أى حرف للغناء، ففى القاهرة طاقةٌ مختلفة؛ الجمهور هنا يفرح ويُعبّر برقصه وصوته وضحكته. تلك الطاقة تنعكس مباشرةً على أدائى؛ تجعلنى أشعر كأننى أطير فوق خشبة المسرح.

< بالرغم من أنّ أغلب الأغانى كانت باللهجة اللبنانية، رأينا الحضور يحفظ الكلمات ويرددها بصوتٍ واحد هل توقعتِ ذلك؟


ــــــ منذ حفلاتى الأولى فى مصر لاحظتُ أن الناس يتخطّون حاجز اللهجة بسرعة. اليوم تأكدت وليس المهم أى لهجة أغنّى، بل أى إحساس يصلهم. عندما أسمع آلاف الحناجر تردد «بغنيلك يا وطنى» أو «حلمى الكبير» أدركت هنا أن الأغنية اللبنانية تقيم هنا أيضا وتؤثر فى المصريين فكلنا شعب واحد.

< ما الذى يميز حفلك فى القاهرة مقارنةً ببيروت أو باريس أو أى بلد أخرى؟


ــــــ لكل مدينة «حرارة» خاصة، لكن فى مصر تحدث كيمياء يصعب تفسيرها. ربما لأن الناس «سميعة» كما نقول: يتذوقون الإيقاع الراقص ويصغون بحب إلى الكلمة العاطفية. كما أننى اعتدتُ إدخال أغانٍ مصرية فى الفقرات، فيزداد التفاعل. فى بلدٍ آخر قد أغيّر نصف اللائحة لتناسب مزاجه، أما القاهرة فتمتلك المزاجين معا.

< ننتقل إلى الألبوم الذى ينتظره الجمهور بشغف: لماذا اخترتِ اسم «بعد سنين»؟


ــــ لأن الأغنية التى تحمل العنوان كتبتها خصيصا باللهجة المصرية، وشعرتُ أنها تلخّص قصة الألبوم . فمرّت سنوات على آخر ألبوم قدمته للجمهور، وذلك كان بسبب ظروف بعضها شخصى وبعضها عملى ليطيل الغياب. «بعد سنين» جملةٌ تكثّف شعور العودة المنتظرة.

< حدّثينا عن تفاصيل الألبوم بكافة تفاصيله؟


ـــــ الألبوم رحلةٌ بين اللهجات والأنماط هناك خمسة أغانٍ بالعربية الفصحى، أربع باللهجة اللبنانية، ثلاث باللهجة المصرية بينها ديو مفاجئ سأكشف عنه قريبا، بالإضافة إلى أغنيتين بالفرنسية إحداهما «Je Vole » التى قدمتها على مسرح الأولمبيا العام الماضى.

< ما الجديد تقنيا فى الألبوم الجديد؟


ـــــ جربتُ للمرة الأولى مقامات شرقية صرفة داخل توزيع أوركسترالى غربى. وقدمت فى أغنية «رجعت القسمة» شىء يمزج العود مع الهارب، والطبلة مع الإيقاع الإلكترونى الخفيف. كذلك استعنتُ بجوقة أطفال فى أغنية «إوعى تغيب» ليكتمل الشعور بالحنين. إنها ــ كما قال الملحن أسامة الرحبانى ــ «حالة موسيقية واحدة، لكنها مولودة من عدة أمهات.

< عدتِ إلى القاهرة بعد غيابٍ اعتبره البعض طويلا. ما سبب هذا الانقطاع؟


ـــــ قطعا ليس إهمالا. الظروف الصحية العالمية، إلى جانب التزامات مسرحية فى فرنسا ولبنان، جعلتنى أنتظر اللحظة المناسبة. أنا لا أحب الظهور العابر؛ حين أطلّ على الجمهور المصرى يجب أن يتوافر عنصران: حفل يليق بهم ومجموعة أغانٍ تُمثّلنى تماما. وحين توفّرا، جئتُ فورا.


< رفعتِ العلم المصرى إلى جوار اللبنانى على المسرح، ولاقت اللقطة تداولا واسعا..؟


ــــــ كان شيئا عفويا بشدة، مصر استقبلتنى منذ بداياتى، وفى كل زيارة أشعر بحُضنٍ كبير. رفع العلمين اعترافٌ بأن الفن يلغى الحدود: نحن بلدٌ واحد وقت الفرح والألم. تلقيتُ بعد الحفلة مئات الرسائل تقول إن الدمعة سبقت التصفيق حين رأوا العلمين يرفرفان.

< فى كل بلدٍ تغنين، غالبا ما تجرين تعديلات على اللائحة الغنائية. ماذا عن مصر تحديدا؟


ـــــ أضع مساحة أكبر للأغنيات الإيقاعية؛ المصريون يحبون أن يتحركوا. ولكننى لا أتخلى عن الأغنية العاطفية الهادئة، لأنهم فى اللحظة نفسها مستمعون متمرّسون. السر هو التوازن: أبدأ بإيقاع عالٍ، أهبط تدريجيا إلى «مزاج الشجن»، ثم أعود للصعود حتى الذروة.

< لو أردتِ اختيار اسم مصرى لديو غنائى، مَن سيكون؟


ــــــ السؤال صعب لأن فى مصر أصواتا كثيرة أحبها. لا أريد الدخول فى تسميات حتى لا أظلم أحدا، لكن أستطيع القول إننى أبحث عن صوت يُكملنى لا يُشبهنى. قوة الديو تكمن فى الاختلاف المتناغم.

< هل هناك مفاوضات جارية فعلا مع مطرب مصرى؟


ــــــ هناك نقاشات غير نهائية، إحداها مع فنان شاب أثق فى موهبته. ما زلنا نتبادل الأفكار اللحنية، وعندما تنضج سأعلنها بمنتهى الحماس وأراهن أيضا على نجاحها.

< ماذا يقلق هبة قبل أن تقف على خشبة المسرح؟


ـــــ المسئولية؛ أريد أن أقدم «أحلى ما عندى». أحياناً أكون مُصابة بزكام خفيف، أخشى أن يخذلنى الصوت. لذلك ألتزم الصمت ساعتين قبل الحفلة وأشرب شايا بالأعشاب. التوتر طبيعى، لكنه يتحول إلى طاقة خلاقة فور أن أسمع أول نبضة تصفيق.

< ذكرتِ أن حركة المصورين على المسرح توترك وتفقدك تركيزك؟


ـــــ صحيح، حين أرى أحدهم يقطع أمامى المسرح بعدسته أفقد تركيزى لثانية. لا أغضب طبعا، فهى مهنتهم، لكننى أحاول «تثبيت المشهد» داخلى حتى لا أُخطئ وأحافظ على نفس أدائى وهذا صعب علىّ.

< ما أكثر المواقف الطريفة التى مررتِ بها أثناء تقديمك لحفل غنائى؟


ـــــ نسيتُ كلمات أغنية «طيرى يا عصفورة» يوما، فابتسمتُ وطلبتُ من الجمهور أن يساعدنى، فغنى هو المقطع كاملا! شعرتُ أنّ مئات الأصوات تُعيد لى ذاكرتى وكنت سعيده للغاية من ذلك.

< أعلنتِ أنّ حفل الأولمبيا فى باريس سيتحول إلى ألبوم «لايف» يصدر 29 مايو.. ما الدافع؟


ــــــ كثيرون لم يستطيعوا الحضور، حتى أولئك الذين حضروا قالوا لى «نريد تخليد التجربة». وبصراحة، هناك لحظة سحرية تحدث مع الأوركسترا الحيّة لا يمكن استنساخها فى الاستوديو. أردتُ أن أضعها كما هى بين أيدى الجمهور.

< الألبوم يضم ديوهات مع فنانين فرنسيين كيف وقع الاختيار عليهم؟


ــــــ جمعتنا غرفة البروفة قبل الحفل بشهر. وجدنا أن أصواتنا تتعانق بلا مجهود، فقلت: لماذا لا نسجلها رسميا؟ وبالفعل، خرجت ديوهات مدهشة ستسمعونها قريبا.

< ما الأماكن التى تحبين زيارتها كلما جئتِ إلى مصر؟


ــــــ القاهرة لديها شوارع لا تنام؛ أستمتع بالتجوال فى الزمالك ليلا، بجولة عند النيل، وأحيانا أهرب إلى الإسكندرية يومين إن سمح الوقت. المدن الساحلية تعيد لى توازن البحر الذى لا أعيش بدونه.

< كلمة أخيرة لجمهورك هنا؟


ــــــ شكرا لأنكم جعلتم أغنيتى «بعد سنين» تتصدر ترند القاهرة قبل صدور الألبوم كاملا. شكرا لأنكم غنّيتم باللهجة اللبنانية كما لو كانت لهجتكم. أعدكم بأنّ العودة المقبلة لن تتأخر، وأنّ الديو المصرى سيبصر النور قريبا. إلى أن نلتقى: ابقوا كما أنتم… تنثرون الفرح وتتركون الفنان «دفيان» تحت شمس محبتكم.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك