أطلق شخص النار على موظفين بالسفارة الإسرائيلية بالقرب من متحف يهودي في العاصمة الأمريكية واشنطن، فيما حددت السلطات الأمريكية هويته، حيث تبين أنه إلياس رودريجيز، البالغ من العمر 30 عاماً، من شيكاغو.
وأعلنت سفارة إسرائيل في الولايات المتحدة أن الموظفين اللذين لقيا مصرعهما في الحادث هما يارون وسارة.
وأظهرت لقطات فيديو نُشرت على مواقع التواصل الاجتماعي رجلاً يهتف "فلسطين حرة" بينما يقتاده ضباط داخل ما بدا أنه المتحف اليهودي في شمال غرب المدينة، بحسب موقع "الشرق" الإخباري.
وقالت باميلا سميث، رئيس شرطة العاصمة واشنطن، للصحفيين، إن المشتبه به ردد الهتاف نفسه أثناء احتجازه.
فيما تداولت حسابات على موقع التدوينات القصيرة إكس "تويتر سابقًا"، رسالة منسوبة لمنفذ عملية إطلاق النار على موظفي السفارة الإسرائيلية في الولايات المتحدة إلياس رودريجيز، وقالوا إنها "آخر رسالة كتبها".
وقال إلياس في الرسالة المتداولة: "إن الفظائع التي ارتكبها الإسرائيليون ضد فلسطين تتحدى الوصف وتتحدى التحديد الكمي. بدلاً من قراءة الأوصاف في الغالب نشاهدها تتكشف على الفيديو، وأحيانًا مباشرة، بعد بضعة أشهر من ارتفاع أعداد القتلى بسرعة، محت إسرائيل القدرة على الاستمرار في إحصاء القتلى، الأمر الذي خدم الإبادة الجماعية جيدًا، في وقت كتابة هذا التقرير، سجلت وزارة الصحة في غزة 53000 قتيل بسبب القوة الصادمة، وما لا يقل عن عشرة آلاف يرقدون تحت الأنقاض، ومن يدري كم من آلاف القتلى الآخرين بسبب الأمراض والجوع، مع تعرض عشرات الآلاف الآن لخطر المجاعة الوشيكة بسبب الحصار الإسرائيلي".
وتابعت الرسالة: "كل ذلك بفضل تواطؤ الحكومات الغربية والعربية. يضم مكتب الإعلام في غزة عشرة آلاف تحت الأنقاض، مع القتلى، في إحصائهم الخاص، وفي التقارير الإخبارية يُقال إن هناك "عشرة آلاف" تحت الأنقاض منذ أشهر، رغم استمرار انتشال المزيد من الأنقاض وقصفها المتكرر، وقصف الخيام وسط الأنقاض".
وواصلت الرسالة: "كما هو الحال مع عدد قتلى اليمن الذي توقف عند بضعة آلاف لسنوات تحت القصف، قبل أن يُكشف مؤخرًا عن 500 ألف قتيل، فإن كل هذه الأرقام تُعدّ بالتأكيد أقل من العدد الحقيقي".
واستطردت: "لا أجد صعوبة في تصديق التقديرات التي تُشير إلى 100 ألف أو أكثر، لقد قُتل منذ مارس من هذا العام عدد أكبر من ضحايا "الجرف الصامد" و"الرصاص المصبوب" مجتمعين، ماذا عسانا نقول أكثر الآن عن نسبة الأطفال الذين تعرضوا للتشويه والحروق والانفجارات؟ نحن الذين سمحنا بحدوث هذا لن نستحق أبدًا غفران الفلسطينيين".
وأشارت الرسالة المتداولة إلى أن "العمل المسلح ليس بالضرورة عملاً عسكرياً، عادةً ما يكون مسرحاً واستعراضاً، وهي سمة مشتركة مع العديد من الأعمال غير المسلحة، بدا الاحتجاج السلمي في الأسابيع الأولى للإبادة الجماعية وكأنه يُشير إلى نقطة تحول ما، لم يسبق قط أن انضم عشرات الآلاف إلى الفلسطينيين في شوارع الغرب، لم يسبق قط أن أُجبر هذا العدد الكبير من السياسيين الأمريكيين على الاعتراف، خطابياً على الأقل، بأن الفلسطينيين بشر أيضاً".
وأضافت: "لكن حتى الآن، لم يُحدث هذا الخطاب فرقاً يُذكر، يتباهى الإسرائيليون أنفسهم بصدمتهم من الحرية التي منحهم إياها الأمريكيون لإبادة الفلسطينيين، لقد تحول الرأي العام ضد دولة الفصل العنصري إلى الإبادة الجماعية، وتجاهلت الحكومة الأمريكية الأمر ببساطة، وستستغني عن الرأي العام حينها، وستُجرّمه حيثما أمكن، وستخنقه بتطمينات باهتة بأنها تبذل قصارى جهدها لكبح جماح إسرائيل حيث لا تستطيع تجريم الاحتجاج صراحةً".
وزادت: "ضحّى آرون بوشنيل وآخرون بأنفسهم أملاً في وقف المجزرة، والدولة تعمل على جعلنا نشعر بأن تضحياتهم ذهبت سدىً، وأنه لا أمل في التصعيد في غزة، ولا جدوى من إعادة الحرب إلى الوطن، لا يمكننا السماح لهم بالنجاح، تضحياتهم لم تذهب سدىً، إذن ينبغي أن يُكشف عن أن الإفلات من العقاب الذي يشعر به ممثلو حكومتنا لتحريضهم على هذه المذبحة هو وهم، إن الإفلات من العقاب الذي نراه هو الأسوأ بالنسبة لنا نحن القريبين من مرتكبي الإبادة الجماعية".
ووصف منفذ الحادث المشهد في فلسطين بختام الرسالة المتداولة: "يروي جراح عالج ضحايا إبادة المايا على يد الدولة الغواتيمالية حادثة كان يُجري فيها عملية جراحية لمريض مصاب بجروح بالغة خلال مذبحة، عندما دخل مسلحون الغرفة فجأةً وأطلقوا النار على المريض حتى الموت على طاولة العمليات، وهم يضحكون وهم يقتلونه، قال الطبيب إن أسوأ ما في الأمر هو رؤية القتلة، المعروفين لديه جيدًا، يتبخترون علانية في شوارع المنطقة في السنوات التي تلت ذلك".